الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن العقد تحل في القبر؟ قال: نعم".
وقال ابنه عبد الله في "مسائله"(144 - 538): "مات أخ لي صغير، فلما وضعته في القبر، وأبي قائم على شفير القبر، قال لي: يا عبد الله! حل العقد، فحللتها"(1).
فائدة: سألت شيخنا رحمه الله عن وضْع الطين في القبر بين اللبنات لمنع تسرُّب التراب على الميت؟ فقال: "يبدو أنّه صحيح؛ لأنّ اللحد فُضّل على الشِّق".
استحباب حَثْوِ ثلاث حَثَوات من التراب بعد سدّ اللحد:
ويُستحبّ لمن عند القبر أن يحثو من التراب ثلاث حثوات بيديه جميعاً بعد الفراغ من سدّ اللحد.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى على جنازة، ثمّ أتى قبر الميت، فحثا (2) عليه من قِبَل رأسه ثلاثاً"(3).
ويُسنّ بعد الفراغ من دفنه أمور:
الأوّل: أن يُرفَع القبر عن الأرض قليلاً نحو شبرٍ، ولا يسوّى بالأرض، وذلك ليتميّز فيُصان ولا يُهان.
فعن جابر رضي الله عنه: "أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أُلْحِد له لحد، ونُصِب عليه اللَّبْن
(1) ذكره شيخنا رحمه الله في "الضعيفة"(1763).
(2)
أي: غرف بيده.
(3)
أخرجه ابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(1271).
نصباً، ورُفع قبره من الأرض نحواً من شبر" (1).
قال شيخنا رحمه الله: "قال الشافعي في "الأم" (1/ 245 - 246) ما مختصره: "وأحبّ أن لا يُزاد في القبر تراب من غيره؛ لأنّه إِذا زيد ارتفع جداً، وإِنما أُحِبّ أن يُشْخَصَ على وجه الأرض شبراً أو نحوه".
ونقل النووي في "المجموع"(5/ 296) اتفاق أصحاب الشافعي على استحباب الرفع بالقدر المذكور".
الثاني: أن يجعل مُسنّماً (2).
فعن سفيان التمّار: "أنّه رأى قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم مُسنّماً"(3).
الثالث: أنْ يُعَلّمه بحجرٍ أو نحوه؛ ليدفن إليه من يموت من أهله؛ لحديث المُطّلب -وهو ابن عبد الله بن المطلب بن حَنْطَبِ رضي الله عنه قال: "لمّا مات عثمان بن مظعون؛ أُخرج بجنازته فدُفن؛ أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إِليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسَر عن ذراعيه.
قال كثير: قال المُطلب: قال الذي يُخبرني [ذلك] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كأنّي أنظر إِلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنهما، ثمّ حملها
(1) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" والبيهقي وإسناده حسن.
(2)
التسنيم: هو رفْع القبر عن وجه الأرض كالسّنام، وعدم تسطيحه، يُقال: سنّم القبر: ملأه حتى صار فوقه مثلُ السِّنام؛ [وهي كُتل من الشحم محدّبة على ظهر البعير والناقة]. وانظر "الوسيط".
(3)
أخرجه البخاري: 1390.