الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه شيئاً؟ قال: نعم؛ من رسول الله صلى الله عليه وسلم" (1).
جـ - عن حذيفة قال: "إِذا أنا متُّ؛ فلا تُؤْذِنوا (2) بي أحداً؛ فإِنّي أخاف أن يكون نَعْياً (3)، وإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي"(4).
تلقين المحتضر
(5):
فإِذا حضَره الموت؛ فعلى من يكون عنده أمور:
1 -
أن يلقّنوه الشهادة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لقنِّوا موتاكم: لا إِله إِلا الله"(6).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخرُ كلامِهِ لا إِله إِلا الله؛ دخل الجنّة"(7).
عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم
(1) أخرجه أحمد، والبيهقي -بهذا التمام- وابن ماجه بسند حسن.
(2)
أي: تُعلموا.
(3)
النعي؛ قال في "النهاية": "نَعَى الميّت ينعاه نعياً ونَعِيّاً: إِذا أذاع موته وأخبر به وإذا ندبَه.
(4)
أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن".
(5)
جاء في "الروضة الندية"(1/ 399): "وتلقين المحتضر؛ وهو في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيّام الآخرة".
(6)
أخرجه مسلم: 916.
(7)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(2673)، وانظر "الإِرواء"(687)، و"المشكاة"(1621).
أنه لا إِله إِلا الله؛ دخل الجنّة" (1).
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "من مات لا يشرك بالله شيئاً؛ دخل الجنة"(2).
وتلقين المحتضر هو المشروع، أمّا تلقين الرجل بعد موته؛ فلا يشرع.
وجاء في "سنن الترمذي" في (كتاب الجنائز): (باب تلقين المريض عند الموت والدّعاء له).
قال أبو عيسى رحمه الله: "وقد كان يُستحبّ أن يُلقّن المريض عند الموت قول: لا إله إِلا الله
…
".
وليس التلقينُ ذِكرَ الشهادة بحضرة الميت وتسميعَها إِياه، بل هو أمره بأنْ يقولها؛ خلافاً لما يظنُّ البعض، والدليل حديث أنس رضي الله عنه:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من الأنصار، فقال: يا خال! قل: لا إِله إِلا الله، فقال: أخالٌ أم عمٌّ؟ فقال: بل خال، فقال: فخير لي أن أقول: لا إِله إِلا الله؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: نعم"(3).
جاء في "سِيَر أعلام النبلاء"(13/ 76): "قال أبو جعفر محمّد بن علي
ورّاق أبي زُرعة: حضَرنا أبا زرعة بـ (ماشهران)، وهو في السَّوْق (4)، وعنده أبو
(1) أخرجه مسلم: 26.
(2)
أخرجه مسلم: 93.
(3)
أخرجه أحمد بإِسناد صحيح على شرط مسلم.
(4)
أي: النّزع، جاء في "الوسيط": "ساق المريض سَوْقاً وسياقاً
…
شرع في نزْعروح".
حاتم، وابن وارة، والمنذر بن شاذان وغيرهم، فذكروا حديث التلقين:"لقّنوا موتاكم: لا إله إِلا الله"، واستحْيَوْا من أبي زُرعة أن يلقّنوه، فقالوا: تعالوا نذكر الحديث.
فقال ابن وارة: حدَّثنا أبو عاصم: حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح .. وجعل يقول: ابن أَبِي .. ولم يجاوزه. وقال أبو حاتم حدثنا بُندار: حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر [عن صالح] .. ولم يجاوز، والباقون سكتوا، فقال أبو زُرعة وهو في السَّوْق: حدثنا بُندار: حدثنا أبو عاصم: حدثنا عبد الحميد عن صالح بن أبي عَريب عن كثير بن مُرة عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخرُ كلامِهِ: لا إِله إِلا الله؛ دخل الجنّة"، وتوفي رحمه الله.
رواها أبو عبد الله الحاكم وغيره عن أبي بكر محمد بن عبد الله الورّاق الرّازي عن أبي جعفر بهذا".
وقال حُسين الجُعفي: دخلت على الأعمش أنا وزائدة في اليوم الذي مات فيه، والبيت مُمتلئ من الرجال، إِذ دخل شيخ، فقال: سبحان الله! ترون الرجل وما هو فيه وليس منكم أحد يُلقنّه؟!
فقال الأعمش هكذا، فأشار بالسبّابة وحرّك شفتيه" (1).
2 -
أن يدعوا له، ولا يقولوا في حضوره إلَاّ خيراً.
(1) رواه عبد الله بن أحمد في كتاب أبيه "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 76/462) بسند صحيح.
عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا حضرتم المريض -أو الميت- فقولوا خيراً؛ فإِنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون"(1).
3 -
وأمّا قراءة سورة {يس} عنده، وتوجيهه نحو القبلة؛ فلم يصحّ فيه حديث، بل كره سعيد بن المسيِّب توجيهه إِليها، وقال: أليس الميت امرأً مسلماً؟!
وعن زُرعة بن عبد الرحمن: أنه شهد سعيد بن المسيِّب في مرضه؛ وعنده أبو سلمة بن عبد الرحمن؛ فغُشي على سعيد، فأمر أبو سلمة أن يحوَّل فراشه إِلى الكعبة، فأفاق، فقال: حوّلتم فراشي؟! فقالوا: نعم.
فنظر إِلى أبي سلمة فقال: أُراه بعلمك؟! فقال: أنا أمرتهم! فأمر سعيد أن يعاد فراشه" (2) انتهى.
قلت: أمّا قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام: "قِبلتكم أحياءً وأمواتاً"(3). فإِنه لا يفيد توجيه المحتضر، جاء في "الروضة الندية" (1/ 400):
"لأنّ "المراد بقوله: "أحياءً" عند الصلاة، وبقوله:"أمواتاً" في اللحد، والمحتضر حي غير مصلّ، فلا يتناوله الحديث؛ وإِلا لزم وجوب التوجه إِلى القبلة على كل حي، وعدم اختصاصه بحال الصلاة! وهو خلاف الإِجماع
…
".
(1) أخرجه مسلم: 919.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" بسند صحيح عن زُرعة.
(3)
أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما، وحسّنه شيخنا رحمه الله في "الإِرواء"(690).