الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحج؟ فأمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم[رجلاً] فنادى: الحجّ الحجُّ، يوم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع؛ فتمّ حجة، أيام منى ثلاثة، {فمن تعجل في يومين فلا إِثم عليه ومن تأخر فلا إِثم عليه} قال: ثمّ أردف رجلاً خلفه فجعل ينادي بذلك" (1).
الإِفاضة من عرفات إِلى المزدلفة:
ويبقى حتى غروب الشمس كما في حديث جابر: "فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرصُ"(2).
فإِذا غربت الشمس؛ أفاض من عرفات إِلى المزدلفة وعليه السكينة والهدوء، لا يزاحم الناس بنفسه أو دابته أو سيارته، فإِذا وجد خلوة أسرع.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنّه دفع مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فسمع النّبيُّ صلى الله عليه وسلم وراءه زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإِبل، فأشار بسوطه إِليهم وقال: أيها الناس! عليكم بالسكينة؛ فإِن البر ليس بالإِيضاع (3) "(4).
عن عروة قال: سئل أسامة وأنا جالس: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1717)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(705)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(2441)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(2822)، وانظر "الإِرواء"(1064).
(2)
أخرجه مسلم: 1218.
(3)
الإِيضاع: الإِسراع. وقال البخاري رحمه الله: {أوضعوا} : أسرعوا.
(4)
أخرجه البخاري: 1671.
حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العَنق (1)، فإِذا وجد فجوة نصّ (2) " (3).
ثمّ يأخذ الطريق الوسطى التي تخرجه على الجمرة الكبرى.
فإِذا وصَلها؛ أذَّن وأقام وصلّى المغرب ثلاثاً، ثمّ أقام وصلّى العشاء قصراً، وجمَع بينهما.
عن جابر رضي الله عنه: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى المغرب والعشاء بمزدلفة بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسّبح (4) بينهما شيئاً" (5).
وإن فصَل بينهما لحاجة لم يضرّه ذلك (6).
ولا يصلّي بينهما ولا بعد العشاء شيئاً (7).
(1) العَنق -بفتح المهملة والنون-: هو السير الذي بين الإِبطاء والإِسراع. قال في "المشارق": هو سير سهل في سرعة. وقال القزاز: العَنَق: سير سريع. وقيل: المشي الذى يتحرك به عنق الدابة. وفي "الفاءق": العنق: الخطو الفسيح. "فتح".
(2)
نصّ؛ أي: أسرع. قال أبو عبيد: النص: تحريك الدابة حتى يستخرج به أقصى ما عندها، وأصل النص: غاية المشي ومنه نصصت الشيء: رفعته، ثمّ استعمل في ضرب سريع من السير. "الفتح" أيضاً.
(3)
أخرجه البخاري؛ 1666، ومسلم:1286.
(4)
أي: لم يصلِّ النافلة.
(5)
أخرجه مسلم [في حديث جابر الطويل]: 1218، وتقدّم.
(6)
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "لثبوت ذلك عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه في "صحيح البخاري" (25/ 94/801) -، من "مختصر البخاري".
(7)
قال شيخ الإِسلام: "فإِذا وصل المزدلفة؛ صلّى المغرب قبل تبريك الجمال إِن أمكن، ثمّ إِذا برّكوها صلّوا العشاء، وإنْ أخّر العشاء لم يضّره ذلك".