الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من طريق الأخضر بن عجلان عن أبى بكر الحنفى عن أنس بن مالك أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال: "أما في بيتك شىء؟ " قال: بلى حلس، نلبس بعضه ونبسط بعضه وعقب نشرب فيه الماء قال:" ائتنى بهما " قال: فأتيته بهما قال: فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: "من يشترى هذين؟ " قال رجل: أنا آخذهما بدرهم قال: "من يزيد على درهم" مرتين أو ثلاثًا قال رجل "أنا آخذهم بدرهمين" فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصارى وقال: "اشتر بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتنى به" فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده ثم قال له: "اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يومًا" فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذا خير لك أن تجىء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذى فقر مدقع أو لذى غرم مفظع أو لذى دم موجع" والسياق لأبى داود.
وذكر الحافظ في التهذيب في ترجمة الحنفى عن البخاري أنه قال:"لا يصح حديثه". اهـ. ونقل عن ابن القطان جهالته وهو كذلك إذ لا يعلم له راو إلا من هنا وقد قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا أبو بكر تفرد به الأخضر". اهـ.
* تنبيه: وقع عند الطيالسى "حدثنا عبيد الله بن شميط قال: سمعت أبا بكر الحنفى يحدث أبى وعمى عن أنس". اهـ. ولم أر هذا إلا في مسند الطيالسى والصواب أن عبيد الله يرويه عن أبيه وعمه الأخضر عن أبى بكر عن أنس كما تقدم.
وقد اختلف في إسناده على المعتمر بن سليمان راويه عن الأخضر فرواه عنه أحمد وإسحاق كما تقدم وجعلا الحديث من مسند أنس، خالفهما على بن سعيد الكندى إذ تال عن معتمر عن الأخضر عن أبى بكر عن أنس عن رجل من الأنصار وروايته مرجوحة.
قوله: باب (25) ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه
قال: وفي الباب عن سلمان وأبي هريرة وأنس والحسن بن علي وأبي عمرة "جد معرف بن واصل واسمه رشيد بن مالك" وميمون بن مهران وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأبى رافع وعبد الرحمن بن علقمة
1209/ 44 - أما حديث سلمان:
فرواه عنه أبو قرة الكندى وأبو الطفيل وابن عباس.
* أما رواية أبى قرة الكندى عنه:
ففي مسند أحمد 5/ 439 وابن أبى شيبة في مسنده 1/ 312 و 311 و 312 ومصنفه 3/ 104 و 5/ 230 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 8 والطبراني في الكبير 6/ 259: من طريق إسرائيل عن أبى إسحاق عن أبى قرة الكندى عن سلمان قال: كنت من أبناء أساورة فارس وكنت في كتاب وكان معى غلامان وكانا إذا رجعا من معلمهما أتيا قسًّا فدخلا عليه فدخلت معهما عليه فقال: ألم أنهكما أن تأتيانى بأحد فجعلت اختلف إليه حتى كنت أحب إليه منهما فقال لى: إذا سألك أهلك من حبسك فقل معلمى وإذا سألك معلمك من حبسك فقل أهلى ثم إنه أراد أن يتحول فقلت له أنا أتحول معك فتحولت معه فنزلنا قرية فكانت امرأة تأتيه فلما حضر قال لى: يا سلمان، احفر عند رأسى فحفرت عند رأسه، فاستخرجت جرة من دراهم فقال لى: صبها على صدرى فصببتها على صدره فكان يقول: ويلى لاقتنائى ثم إنه مات فهممت بالدراهم أن آخذها ثم إنى ذكرت فتركتها ثم إنى آذنت القسيسين والرهبان به فحضروه فقلت لهم إنه قد ترك مالاً "فقام شباب في القرية فقالوا: هذا مال أبينا فأخذوه فقلت للرهبان: أخبرونى برجل عالم أتبعه" قالوا: ما نعلم في الأرض رجلاً أعلم من رجل بحمص فانطلقت إليه فلقيته فقصصت عليه القصة فقال: أو ما جاء بك إلا طلب العلم؟ قلت: ما جاء بى إلا طلب العلم قال: فإنى لا أعلم اليوم في الأرض أعلم من رجل يأتى بيت المقدس كل سنة إن انطلقت الآن وجدت حماره على باب بيت المقدس قال: فانطلقت فإذا أنا بحماره على باب بيت المقدس فجلست عنده وانطلق فلم أره حتى الحول فجاء فقلت له: يا عبد الله ما صنعت بى؟ قال: وإنك لهاهنا؟ قلت: نعم، قال: فإنى والله ما أعلم اليوم رجلاً أعلم من رجل خرج بأرض تيماء وإن تنطلق الآن توافقه وفيه ثلاث آيات يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده قال: فانطلقت ترفعنى أرض وتخفضنى أخرى حتى مررت بقوم من الأعراب فاستعبدونى فباعونى حتى اشترتنى امرأة بالمدينة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان عزيزًا فقلت لها: هبى لى يومًا فقالت: نعم فانطلقت فاحتطبت حطبًا فبعته وصنعت طعامًا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرًا فوضعته بين يديه فقال: " ما هذا؟ " قلت: صدقة قال: فقال لأصحابه: "كلوا" ولم يأكل قال: قلت: هذا من علامته ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث ثم قلت لمولاتى: هبى لى يومًا قالت: نعم،
فانطلقت فاحتطبت حطبًا فبعته أكثر من ذلك وصنعت به طعامًا فأتيت به بين يديه فقال: "ما هذا؟ " قلت: هدية فوضع يده وقال لأصحابه: "خذوا باسم الله" وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت: أشهد أنك نبى قال: "ما ذاك؟ " فحدثته عن الرجل ثم قلت: أيدخل الجنة يا رسول الله، فإنه حدثنى أنك نبى قال:"لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة" والسياق لابن أبى شيبة في المسند وأبو قرة الكندى، لا أعلم من وثقه إلا ابن حبان كما في الثقات 5/ 587 وذكر أنه روى عن سلمان وروى عنه أبو إسحاق، وأبو إسحاق لا أعلم أنه صرح بالسماع فالحديث ضعيف وقد ذهب مخرج مسند ابن أبى شيبة إلى صحته ولم يذكر مستند ذلك وقد خالف إسرائيل زكريا بن أبى زائدة إذ قال عن أبى إسحاق عن بعض آل أبى قرة عن سلمان.
* تنبيه: وقع عند ابن أبى شيبة "أبو مرة" صوابه ما تقدم.
* وأما رواية أبى الطفيل عنه:
ففي مسند أحمد 5/ 437 وأبى الشيخ في تاريخ أصبهان 1/ 221 و 222 وأبى نعيم في تاريخ أصبهان 1/ 54 والطبراني في الكبير 6/ 228 والأحاديث الطوال برقم 9 له وأبى نعيم في الحلية 1/ 190 و 193 والحاكم 3/ 603 و 604:
من طريق شريك عن عبيد المكتب عن أبى الطفيل عن سلمان قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم "يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة" والسياق لأحمد وقد رواه غيره مطولاً بنحو ما تقدم. وشريك ضعيف، وقد تابعه عبد الله بن عبد القدوس وهو أشد ضعفًا منه، وأما عبيد المكتب فهو ابن مهران ثقة.
* وأما رواية ابن عباس عنه:
ففي مسند أحمد 5/ 439 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 8 وأبى الشيخ في تاريخ أصبهان 1/ 209 وأبى عبيد في الأموال ص672 وابن حبان في الثقات 1/ 249 و 257 والحاكم 2/ 16:
من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن ابن عباس قال: حدثنى سلمان قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وأنا مملوك فقلت: هذه صدقة فأمر أصحابه فأكلوا ولم يأكل ثم أتيته بطعام فقلت: هذه هدية أهديتها لك أكرمك بها فإنى رأيتك لا تأكل الصدقة فأمر أصحابه فأكلوا وأكل معهم" والسياق لأحمد وقد ساقه
أبو الشيخ مطولاً وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أبى الشيخ إلا أن بعضهم وسمه بالتسوية.
1210/ 45 - وأما حديث أبى هريرة:
فرواه عنه محمد بن زياد وهمام وأبو يونس.
* أما رواية محمد بن زياد عنه:
ففي البخاري 3/ 350 و 354 ومسلم 2/ 751 والنسائي 5/ 194 وابن ماجه 1/ 216 وأحمد 2/ 279 و 406 و 409 و 444 و 447 و 467 و 476 والطيالسى كما في المنحة 1/ 177 وعلى بن الجعد في مسنده ص 175 وابن أبى شيبة 3/ 103 وعبد الرزاق 4/ 50 والدارمي 1/ 325 وابن حبان 5/ 124 و 125 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 9 وأحكام القرآن له 1/ 378 وإسحاق 1/ 129 و 130:
من طريق شعبة وحماد وإبراهيم بن طهمان والسياق لابن طهمان كلهم عن محمد بن زياد عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالتمر عند صرام النخل فيجىء هذا بتمره وهذا من تمره حتى يصير عنده كوم من تمر فجعل الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بذلك التمر فأخذ أحدهما تمرة فجعله في فيه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجها من فيه فقال: "أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة" السياق للبخاري.
* وأما رواية همام عنه:
ففي مسلم 2/ 751 وأحمد 2/ 317 وعبد الرزاق 4/ 52:
من طريق عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والله إنى لأنقلب إلى أهلى فأجد التمرة ساقطة على فراشى أو في بيتى فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها" والسياق لمسلم.
* وأما رواية أبى يونس عنه:
ففي مسلم 2/ 751 وابن حبان 5/ 124:
من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا يونس مولى أبى هريرة حدثه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنى لأنقلب إلى أهلى فأجد التمرة ساقطة على فراشى ثم أرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة، فألقيها" والسياق لمسلم.
1211/ 46 - وأما حديث أنس بن مالك:
فرواه عنه قتادة وطلحة بن مصرف.
* أما رواية قتادة عنه:
ففي مسلم 2/ 752 وأبى داود 2/ 299 و 300 وأحمد 3/ 184 و 193 و 258 و 291 و 292 والطيالسى 1/ 177 كما في المنحة وابن حبان 5/ 125 والطحاوى 2/ 9 وأبى يعلى 3/ 211 و 253 و 273 و 278:
من طريق هشام الدستوائى وغيره عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة فقال: "لولا أن تكون صدقة لأكلتها" والسياق لمسلم.
* وأما رواية طلحة بن مصرف عنه:
ففي البخاري 4/ 293 ومسلم 2/ 752 وأحمد 3/ 119 و 132 وابن أبى شيبة 3/ 104 والطحاوى 2/ 9:
من طريق منصور عن طلحة بن مصرف عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد تمرة بالطريق فقال: "لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها".
1212/ 47 - وأما حديث الحسن بن على عنه:
فرواه مسلم 1/ 200 والطيالسى كما في المنحة 1/ 177 وابن خزيمة 4/ 59 وابن أبى شيبة 3/ 104 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 6 والمشكل 1/ 377 والبزار 4/ 175 و 178 والطبراني في الكبير 3/ 87 وتمام في فوائده 2/ 141.
من طريق شعبة وغيره عن يزيد بن أبى مريم قال: سمعت أبا الحوزاء السعدى قال: قلت للحسن بن على: ما تذكرون من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في في فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقاها في التمر فقيل: يا رسول الله أخذت تمرة من هذا الصبى قال: "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة" -أو قال: "لا نأكل الصدقة"- وكان يقول: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة" وكان يعلمنا هذا الدعاء: "اللهم اهدنى فيمن هديت وتولنى فيمن توليت وبارك لى فيما أعطيت وقنى شر ما قضيت إنك تقضى ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت" والسياق للبزار وسنده صحيح.
1213/ 48 - وأما حديث أبى عميرة:
فرواه أحمد 3/ 489 وابن أبى شيبة في مسنده 2/ 148 ومصنفه 3/ 105 وابن سعد في الطبقات 6/ 45 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 9 والبخاري في التاريخ 3/ 334 والرويانى في مسنده 2/ 478 وابن أبى عاصم في الصحابة 5/ 206 وأبو نعيم في الصحابة 2/ 1118 والطبراني في الكبير 5/ 76 والدارقطني في المؤتلف 2/ 1066:
من طريق معرف بن واصل قال: حدثتنى امرأة من الحى يقال لها حفصة بنت طلق قالت: قال أبو عميرة وهو ابن مالك رضي الله عنه قال: كنا يومًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسًا فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال: "ما هذا أصدقة أم هدية؟ " قال: صدقة، قال:"فقدمها إلى القوم" قال: والحسن رضي الله عنه صغير بين يديه فأخذ تمرة فجعلها في فيه فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه في فىّ الصبى فانتزع التمرة فقذف بها فقال: "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة" السياق لابن أبى عاصم.
والحديث ضعيف، حفصة لا يعلم حالها، وقد وقع خلاف في اسم الصحابي واختار الدارقطني في المؤتلف والبخاري في التاريخ كونه رشيد بن مالك.
1214/ 49 - وأما حديث ميمون بن مهران:
فرواه أحمد 3/ 448 وابن أبى شيبة في مسنده 2/ 66 ومصنفه 3/ 104 والرويانى في مسنده 1/ 482 و 449 وعبد الرزاق في مصنفه 4/ 51 وابن أبى عاصم في الصحابة 1/ 341 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 9 وأحكام القرآن 1/ 380 والبخاري في التاريخ 7/ 427 و 428 وأبو نعيم في الصحابة 5/ 2574 والطبراني 20/ 354:
من طريق سفيان وغيره عن عطاء بن السائب قال: أتيت أم كلثوم بشىء فقالت: إن مهران أو ميمون مولى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة وإنا لا نأكل الصدقة وإن موالينا من أنفسنا" والسياق للبخاري.
وقد اختلف في وصله وإرساله كما اختلف في اسم الصحابي وكل ذلك على عطاء بن السائب.
أما الخلاف الأول فوصله عنه الثورى، خالفه حماد بن زيد فأرسله إذ قال عن عطاء قال: سمعت أم كلثوم بنت على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمولى لنا: فذكرت الحديث.
وأما الخلاف الثانى فقد سماه الثورى بمن تقدم إلا أن الرواة عنه اختلفوا فقال عنه أبو
نعيم وعبد الرزاق وخلاد بن يحيى ما تقدم خالفهم وكيع إذ قال مهران ولم يشك. ورواية الأكثر أولى لا سيما وفيهم أبو نعيم وهو يعادل بوكيع في الثورى إذ هو في الطبقة الأولى من أصحاب الثورى.
خالف الثورى ورقاء بن عمر وابن فضيل وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعلى بن عابس إذ قالوا في اسم الصحابي هرمز أو كيسان ورواية ورقاء عند الطحاوى ورواية ابن فضيل عند الرويانى ورواية حماد عند البخاري وقد ذهب الطبراني إلى تقديم رواية الثورى إذ قال في المصدر السابق "وقد اختلف في اسمه فقالوا كيسان أو هرمز والصواب عندى مهران لأن الثورى أتقن من رواه". اهـ. ويظهر من صنيع ابن أبى عاصم في الصحابة وأبى نعيم في الصحابة أيضًا أنهما يختاران ذلك، خالف جميع من تقدم شريك بن عبد الله القاضى إذ رواه عن عطاء عن ابنة على فذكره وسمى الصحابي ذكوان أو طهمان كما ورد أنه سمى ابنة على زينب وانظر المعرفة لأبى نعيم 2/ 1028 و 3/ 1574 و 5/ 2402 فكانت المخالفة في موضعين في تعيين ابنة على وفى الصحابي ولا شك أن رواية شريك منكرة إذ خالف وهو ضعيف إنما استفيد منها تعيين كون شيخة عطاء هي بنت على بن أبى طالب وقد مشى على ذلك الحافظ ابن حجر في المطالب 1/ 362.
وعلى أىٍّ أصح الروايات السابقة رواية الثورى وروايته عن عطاء قبل الاختلاط وأم كلثوم لا يضر ما قيل فيها من أنها لم توثق وإنما روى عنها من هنا فأقل الأحوال أن الحديث حسن.
* تنبيه:
وقع في الجامع: "ميمون بن مهران" ووقع عند الطوسى "ميمون أو مهران" وما وقع عند الطوسى هو الأرجح.
1215/ 50 - وأما حديث ابن عباس:
فرواه عنه مقسم وعبيد الله بن عبد الله بن عباس ومجاهد.
* أما رواية مقسم عنه:
فرواها أبو يعلى 3/ 162 والطبراني في الكبير 11/ 379 والطحاوى في أحكام القرآن 1/ 380 وابن زنجويه في الأموال برقم 2122والبيهقي في السنن 7/ 32:
من طريق ابن أبى ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبى أرقم الزهرى على السعاية فاستتبع أبا رافع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: " يا أبا
رافع إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد وإن مولى القوم من أنفسهم".
والحديث ضعيف، ابن أبى ليلى هو محمد وهو سيئ الحفظ ومقسم قيل لم يسمع منه الحكم إلا خمسة أحاديث كما في مقدمة الجرح والتعديل وتاريخ الفسوى 2/ 584 وليس هذا منها وهذا قول شعبة.
ومع ذلك فقد خالف ابن أبى ليلى شعبة إذ قال عن الحكم عن أبى رافع.
* وأما رواية عبيد الله بن عبد الله عنه:
فتقدم ذكرها في الطهارة في باب إسباغ الوضوء برقم 39.
* وأما رواية مجاهد عنه:
ففي الكبير للطبراني 11/ 69 وابن جميع في معجم الشيوخ ص120:
من طريق عبد الله بن جعفر حدثنى جعفر بن محمد بن على بن حسين عن الأعرج مولى أسماء عن مجاهد عن ابن عباس أن شبابًا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: "يا رسول الله استعملنا على هذه الصدقة فنصيب منها ما يصيب الناس ونؤدى كما يؤدون قال: "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة".
وعبد الله بن جعفر والد ابن المدينى ضعيف.
1216/ 51 - وأما حديث عبد الله بن عمرو:
فرواه أحمد 2/ 180 و 193:
من طريق أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في بيته تحت جنبه فأكلها فلم ينم تلك الليلة فقال بعض نسائه: يا رسول الله أرقت البارحة قال: "إنى وجدت تحت جنبى تمرة فأكلتها وكان عندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت أن تكون منه".
وأسامة بن زيد هو الليثى وهو حسن الحديث وهو أحسن حالاً من أسامة بن زيد بن أسلم، وقد تكلم فيه إذا انفرد.
1217/ 52 - وأما حديث أبى رافع:
فرواه أبو داود 2/ 298 والترمذي 3/ 37 والنسائي 5/ 107 والطوسى في المستخرج 3/ 259 و 260 وأحمد 6/ 8 و 10 و 390 والطيالسى ص 131 والرويانى 1/ 458 وابن أبى شيبة في المصنف 3/ 104 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 8 والمشكل 11/ 210 وابن
حبان 5/ 124 والطبراني 1/ 316 والحاكم 1/ 404 والدارقطني في العلل 7/ 11 وابن سعد 4/ 74 وابن شبة في تاريخ المدينة 2/ 644 وابن خزيمة 4/ 57 والبيهقي 7/ 32:
من طريق شعبة عن الحكم بن عتيبة عن ابن أبى رافع عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بنى مخزوم على الصدقة فقال لأبى رافع: أصحبنى كيما تصيب منها فقال: لا حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله: فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: "إن الصدقة لا تحل لنا وإن موالى القوم من أنفسهم" والسياق للترمذي.
وقد اختلف في وصله وإرساله على شعبة وشيخه.
أما الخلاف على شعبة فوصله عنه غندر وأبو أسامة وعبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن سعيد وبهز بن أسد وغيرهم خالفهم عمرو بن مرزوق إلا أنه اختلف فيه على عمرو فرواه عنه أبو يوسف القاضى عن شعبة عن الحكم عن ابن أبى رافع مرسلاً "خالفه أبو خليفة الفضل بن الحباب إذ رواه عن عمرو ووصله ورواية الوصل عن شعبة هي الراجحة وأبو يوسف سيئ الحفظ.
وأما الخلاف فيه على شيخه فرواه شعبة كما تقدم خالفه حمزة الزيات إذ قال عن الحكم قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبى أرقم ثم ذكر الحديث. خالفهما الحجاج بن أرطاة إذ قال عن الحكم عن أبى رافع، والحكم لا سماع له من أبى رافع، وأرجح هذه الوجوه الأول عن شعبة.
1218/ 53 - وأما حديث عبد الرحمن بن علقمة:
فرواه النسائي 6/ 279 وابن أبى شيبة في مسنده 2/ 117ومصنفه 5/ 230 والبخاري في التاريخ 5/ 251 وابن أبى عاصم في الصحابة 3/ 238 وأبو نعيم في المعرفة 4/ 1840 العقيلى في الضعفاء 3/ 33 وأبو عبيد في الأموال ص673:
من طريق أبى حذيفة عن عبد الملك بن محمد بن بشير عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي قال: قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم هدية فقال: "أهدية أم صدقة؟ فإن كانت هدية فإنما يبتغى بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضاء الحاجة وإن كانت صدقة فإنما يبتغى بها وجه الله عز وجل". قالوا: بل هدية فقبلها منهم وقعد معهم يسألهم ويسألونه حتى صلى الظهر مع العصر" والسياق للنسائي.