الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من طريق الزهرى وغيره قال أخبرنى عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حنى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرًا لقريش وسار النبي صلى الله عليه وسلم" فذكر الحديث والسياق للبخاري وزاد غيره قوله: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذى الحليفة قلد الهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشعره وأحرم بالعمرة" الحديث وهو طويل فيه شأن صلح الحديبية.
قوله: باب (10) ما جاء في إفراد الحج
قال: وفى الباب عن جابر وابن عمر
1470/ 17 - أما حديث جابر.
فرواه عنه أبو الزبير وعطاء ومحمد بن على وأبو سفيان.
* أما رواية أبى الزبير عنه:
ففي مسلم 2/ 881 وأبى داود 2/ 384 و 385 والنسائي 5/ 164 وأحمد 3/ 394 وابن حبان 6/ 87 و 91 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 140 والبيهقي 4/ 347.
من طريق الليث وغيره عن أبى الزبير عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "أقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد وأقبلت عائشة بعمرة".
وذكر الحديث وهو مطول عند مسلم وغيره.
* وأما رواية عطاء عنه:
ففي مسلم 2/ 885 وأبى عوانة المفقود منه ص 315 و 316 وأبى داود 2/ 386 و 387 وأحمد 3/ 302 و 305 و 317 و 362 و 366 والطيالسى 1/ 217 كما في المنحة وابن حبان 6/ 89 وابن سعد في الطبقات 2/ 174 والطحاوى في أحكام القرآن 1/ 193:
من طريق موسى بن نافع وغيره قال: قدمت مكة متمتعًا بعمرة. قبل التروية بأربعة أيام. فقال الناس: تعتبر حجتك الآن مكية. فدخلت على عطاء بن أبى رباح فاستفتيته. فقال عطاء: حدثنى جابر بن عبد الله الأنصارى رضي الله عنه أنه حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ساق الهدى معه وقد أهلوا بالحج مفردًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحلوا من إحرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة وقصروا وأقيموا حلالًا حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا
بالحج. واجعلوا التى قدمتم بها متعة" قالوا: كيف نجعلها عمرة وقد سمينا الحج قال: افعلوا ما آمركم به. فإني لولا أنى سقت الهدى لفعلت الذى أمرتكم به. ولكن لا يحل منى إحرام حتى يبلغ الهدى محله ففعلوا" والسياق لمسلم.
* وأما رواية محمد بن على عنه:
ففي مسلم 2/ 886 وأبى داود 2/ 455 والنسائي 5/ 143 وابن ماجه 1/ 1022 وأحمد 3/ 320 و 321 وابن خزيمة 4/ 164 وأبى عوانة المفقود منه ص 361 وابن سعد 2/ 176 وابن حبان 6/ 99 و 100 البيهقي 5/ 6 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 140 وأحكام القرآن 2/ 23 وابن أبى خيثمة في التاريخ 2/ 38:
من طريق جعفر بن محمد عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبد الله. فسأل عن القوم حتى انتهى إلىّ. فقلت: أنا محمد بن على بن حسين. فأهوى بيده إلى رأسى فنزع زرى الأعلى. ثم نزع زرى الأسفل. ثم وضع كفه بين ثدى وأنا يومئذ غلام شاب فقال مرحبًا بك. يابن اخى؟ سل عما شئت؟ فسألته. وهو أعمى. وحضر وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفًا بها. كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها. ورداؤه إلى جنبه على المشحب. فصلى بنا. فقلت: "أخبرنى عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال بيده. فعد تسعًا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج. فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعمل مثل عمله. فخرجنا معه. حتى أتينا ذا الحليفة. فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبى بكر. فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال: "اغتسلى. واستثفرى بثوب واحرمى" فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد. ثم ركب القصواء. حتى إذ استوت به ناقته على البيداء. نظرت إلى مد بصرى بين يديه من راكب وماش. وعن يمينه مثل ذلك. وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله بين أظهرنا. وعليه ينزل القرآن. وهو يعرف تأويله وما عمل به من شىء عملنا به. فأهل بالتوحيد "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك". إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك "وأهل الناس بهذا الذى يهلون به. فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئًا منه. ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته. قال جابر رضى الله عنهما: لسنا ننوى إلا الحج. لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فجعل المقام بينه وبين البيت. فكان أبى يقول: "ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم"
كان يقرأ في الركعتين: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} . ثم رجع إلى الركن فاستلمه. ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا. قرأ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أبدأ بما بدأ الله به"، فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة. فوحد الله وكبره لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير. لا إله إلا الله وحده. أنجز وعده. ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده". ثم دعا بين ذلك. قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادى سعى. حتى إذا صعدتا مشى. حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا. حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال:"لو أنى استقبلت من أمرى ما استدبرت لم أسق الهدى. وجعلتها عمرة. فمن كان منكم ليس معه هدى فليحل. وليجعلها عمرة. فقام سراقة بن مالك فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد" فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى، قال:"دخلت العمرة في الحج" مرتين "لا بل لأبد أبدًا" وقدم على من اليمن ببدن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل، ولبست ثيابا صبيغًا، واكتحلت فأنكر ذلك عليها، فقالت إن أبى أمرنى بهذا. قال فكان على يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشًا على فاطمة. للذى صنعت، مستفتيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أنى أنكرت ذلك عليها، فقال:"صدقت صدقت ماذا قلت: حين فرضت الحج؟ " قال: قلت: اللهم إنى أهل بما أهل به رسولك. قال: "فإن معي الهدى فلا تحل" قال: فكان جماعة الهدى الذى قدم به على من اليمن والذى أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة، قال: فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدى، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادى فخطب الناس وقال: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شىء من أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعًا في بنى سعد فقتلته هديل. وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن
عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخدتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصتم به كتاب الله وأنتم تسألون عنى، فما أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال: بأصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس "اللهم اشهد اللهم اشهد" ثلاث مرات، ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يُصَل بينهما شيئًا ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة، فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه. ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى "أيها الناس السكينة السكينة" كلما أتى حبلًا من الحبال أرخى لها قليلًا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره ولله ووحده، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلًا حسن الشعر أبيض وسيما فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلًا ثم سلك الطريق الوسطى التى تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التى عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها، حصى الخذف ورمى من بطن الوادى ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثًا وستين بيده، ثم أعطى عليًّا، فنحر ما غبر وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر، فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر فأتى بنى عبد المطلب يسقون على زمزم، فقال:"انزعوا بنى عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم" فناولوه دلوًّا فشرب منه.
* وأما رواية أبى سفيان عنه:
نفى أحمد 3/ 315 وأبى يعلى 2/ 327 والبيهقي 5/ 4 وتمام كما في ترتيبه 2/ 222: