الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: باب (30) ما جاء في الكحل للصائم
قال: وفي الباب عن أبي رافع
1322/ 63 - وحديثه:
رواه ابن عدى في الكامل 6/ 113 والطبراني في الكبير 1/ 317 و 318 والبيهقي 4/ 262 وابن خزيمة 3/ 248 وابن حبان في الضعفاء 2/ 250:
من طريق حبان بن على عن محمد بن عبيد الله بن أبى رافع عن أبيه عن جده قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل بالإثمد وهو صائم". والسياق للطبراني والحديث ضعيف جدًّا. حبان بن على عامة أهل العلم على رد حديثه، ابن معين وأبو داود وابن المدينى ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري والنسائي وغيرهم وقد تابع حبان معمر بن محمد بن عبيد الله وهو متروك، وأما محمد بن عبيد الله فهو أشد منه ضعفًا إذ قال البخاري فيه منكر الحديث وقال ابن معين: ليس بشىء ولابنه معمر. وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث جدًّا ذاهب الحديث". اهـ. وقال الدارقطني: "متروك له معضلات وتكلم فيه غير هؤلاء". إذا بأن ما تقدم فما قاله الهيثمى في المجمع 3/ 167 في حبان ومحمد "قد وثقا وفيهما كلام كثير" غير سديد لما تقدم.
* تنبيه: وقع في المجمع للهيثمى ما نصه: "من رواية حبان بن على بن محمد بن
عبد الله بن أبى رافع" إلخ صوابه: "حبان بن على عن محمد بن عبيد الله".
قوله: باب (31) ما جاء في القبلة للصائم
قال: وفي الباب عن عمر بن الخطاب وحفصة وأبي سعيد
وأم سلمة وابن عباس وأنس وأبي هريرة
1323/ 64 - أما حديث عمر بن الخطاب:
فرواه عنه جابر بن عبد الله وولده عبد الله.
* أما رواية جابر عنه:
فرواها أبو داود 2/ 779 والنسائي في الكبرى 2/ 198 وأحمد 1/ 21 و 52 وعبد بن حميد ص 73 والبزار 1/ 352 والدارمي 1/ 345 وابن خزيمة 3/ 245 وابن حبان 5/ 223 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 88 و 89 والحاكم 1/ 431 وابن أبى شيبة 2/ 476:
من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن صعيد عن جابر بن عبد الله
قال: قال عمر بن الخطاب: هششت فقبلت وأنا صائم فقلت: يا رسول الله صنعت اليوم أمرًا عظيمًا قبلت وأنا صائم قال: "أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم" قال عيسى بن حماد في حديثه: قلت: لا بأس به ثم اتفقا قال: "فمه" والسياق لأبى داود.
وقد اختلف في الحديث فصححه من شرط الصحة ممن تقدم وتبعهم مخرج ابن خزيمة وغيره، خالفهم النسائي فقد حكى عنه المزى في التحفة 8/ 17 أنه قال:"هذا حديث منكر، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد رواه عنه غير واحد ولا ندرى ممن هذا". اهـ. ولم أر هذا في سننه في المصدر الذى أشار إليه المزى. وعبد الملك الذى تردد في حديثه هذا النسائي نقل المزى في التهذيب عنه أنه قال فيه لا بأس به.
فالظاهر أن المراد بقوله السابق في الحديث، التفرد وقد نقل الحافظ ابن حجر في النكت أن النسائي يطلق العبارة السابقة ويريد بذلك مطلق التفرد. فالله أعلم هل هذا من ذاك.
* وأما رواية ولده عبد الله عنه:
ففي البزار 1/ 229 والطحاوى 2/ 88 وأبى نعيم في الحلية 1/ 45 والبيهقي 4/ 232:
من طريق عمر بن حمزة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فرأيته لا ينظر إلى فقلت: يا رسول الله ما شأنى؟ قال: "أو لست المقبل وأنت صائم؟ فقلت: "والذى نفس عمر بيده لا أقبل وأنا صائم أبدًا" والسياق للبزار وقد قال عقبه: "لا نعلمه يروى عن عمر بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وقد روى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذه الرواية". اهـ. وحمزة ضعيف ضعفه ابن معين وابن المدينى والنسانى.
1324/ 65 - وأما حديث حفصة:
فرواه مسلم 2/ 779 وأبو عوانة المفقود منه ص 154 والنسائي في الكبرى 2/ 204 و 205 وإسحاق في مسنده 4/ 187 وأحمد 6/ 286 والحميدي 1/ 138 وابن ماجه 1/ 538 وأبو يعلى 1/ 306 والطحاوى 2/ 90 وابن أبى شيبة 2/ 475 والحسن بن محمد الخلال في أماليه ص 46 وابن حبان 5/ 222 والطبراني في الكبير 23/ 203 و 204 والبيهقي 4/ 234 وأبو نعيم في المستخرج 3/ 184 وابن عدى 4/ 246 وابن أبى حاتم في العلل 1/ 265:
من طريق الأعمش عن مسلم عن شتير بن شكل عن حفصة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم". والسياق لمسلم.
وقد اختلف فيه على أبى الضحى والأعمش ومنصور.
أما الخلاف فيه على أبى الضحى فقال منصور عنه عن مسروق عن شتير عن حفصة وهذه رواية إسرائيل والثورى من رواية أبى حذيفة عنه عن منصور.
خالف إسرائيل والثورى في رواية أبى حذيفة عنه أبو عوانة وجرير بن عبد الحميد وابن عيينة وشعبة والثورى وهى الرواية الراجحة عنه إذ قالوا عن منصور عن مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن حفصة.
وقال شعبة أيضًا عن منصور عن أبى الضحى عن شتير عن أم حبيبة. فجعله من مسند أم حبيبة وقد حكم النسائي على شعبة بالغلط في هذه الرواية إذ قال: "لا نعلم أحدًا تابع شعبة على قوله عن أم حبيبة، والصواب شتير عن حفصة". اهـ وأولى الروايات عن منصور رواية الثورى ومن تابعه في المشهور عنه ويمكن الجمع بين الروايتين إن قلنا إن رواية إسرائيل والثورى الأولى تعتبر من المزيد إلا أنى لم أر تصريحًا لأبى الضحى من شتير وأخشى أن يكون هذا هو السبب في عدم إخراج البخاري له من هذه الطريق إلا أن رواية شعبة لهذا الإسناد مع تحريه يستأنس بها لكن ذلك خاص بشيوخه حسب ما اشتهر عنه وللثورى رواية ثالثة عن منصور وهى عنه عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة والظاهر أن لا تعارض بين هذه الرواية والمشهورة عنه.
وقد تابعهم متابعة قاصرة الأعمش إذ قال عن أبى الضحى عن شتير عن حفصة وهذه رواية الثورى عنه وتابعه أبو معاوية وهذه الرواية هي المشهورة عن الأعمش، خالفهم ابن أبى زائدة إذ قال عن الأعمش عن مسلم كن مسروق عن عائشة فجعل الحديث من مسند عائشة "خالف جميع من تقدم عبد الواحد بن زياد إذ قال عن الأعمش عن أبى الضحى عن شتير عن على وقد ضعف هذه الرواية أبو حاتم وصوب كونه من مسند حفصة وأولى هذه الروايات بالتقديم الرواية المشهورة عن الأعمش ومنصور".
* تنبيه: وقع عند ابن عدى "بشير بن شكل" صوابه شتير.
1325/ 66 - وأما حديث أبى سعيد:
فرواه عنه أبو المتوكل وأبو هارون العبدى.
* أما رواية أبى المتوكل عنه:
ففي الكبرى للنسائي 2/ 236 و 237 وابن خزيمة 3/ 234 و 247 والدارقطني في السنن 2/ 183 والعلل 11/ 346 و 347 والبيهقي 4/ 264 وابن أبى حاتم في العلل 1/ 232 والطبراني في الأوسط 3/ 138 والطوسى 3/ 371:
من طريق حميد الطويل وخالد الحذاء وقتادة. واللفظ لحميد كلهم عن أبى المتوكل عن أبى سعيد قال: "رخص النبي صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم ورخص في الحجامة" والسياق للنسائي.
وقد اختلف في رفعه ووقفه على حميد وخالد الحذاء وقتادة.
أما الخلاف فيه على حميد. فرفعه عنه المعتمر بن سليمان وتابعه أبو شهاب الحناط إلا أن الحناط ذكره على سبيل الكناية للرفع لا الصريح لذا صرح الطبراني في الأوسط أنه انفرد بصيغة الرفع الصريحة معتمر. وقد قال: "لم يرو هذا عن حميد إلا معتمر" اهـ.
وقد حكم أبو حاتم على معتمر بالوهم وقد تابع حميدًا في رفعه الحديث عبد الله بن بشر إلا أنه قال عن حميد عن أنس فسلك الجادة وقد قال فيه الدارقطني: "وهم فيه وهمًا قبيحًا فجعله عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم". اهـ. ويأتى من خرج رواية عبد الله بن بشر.
خالف المعتمر إسماعيل بن جعفر وحماد بن سلمة وابن المبارك وشعبة وأبو بحر البكراوى إذ وقفوه كما قال الدارقطني.
وأما الخلاف فيه على خالد فالثورى رواه عن خالد بالوجهين: فرفعه عنه إسحاق بن يوسف الأزرق وقد حَكَمَ على الأزرق بالوهم في رفعه أبو حاتم الرازى. وقد تابع الأزرق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعى عن الثورى إلا أن الأشجعى لم يصرح بالرفع بل كنى وهذا الوجه الثانى عن الثورى. خالف الأشجعى والأزرق غيرهما إذ وقفوه على الثورى. وهذا الذى رجحه أبو حاتم. وقد رواه ابن المبارك عن خالد على جهة الرفع فحسب كما في النسائي.
وأما الخلاف فيه على قتادة.
فذلك من رواية شعبة عنه وقد رواه أصحاب شعبة عنه على وجهين: فنحا به نحو الرفع عن شعبة الأسود بن عامر، وأما عبد الرحمن بن زياد فوقفه.
وقد اختلف أهل العلم أي يقدم من رفع أم من وقف، فمال إلى الأول ابن خزيمة والدارقطني قال الدارقطني:"والذين رفعوه ثقات وزيادة الثقة مقبولة". اهـ. وأما ابن خزيمة فصوب رفع اللفظ المتعلق بالقبلة للصائم وأما لفظ الحجامة فذكر أنها مدرجة في الحديث.
خالفهما أبو حاتم إذ قال بعد سياق رواية المعتمر المرفوعة ما نصه: "هذا خطأ إنما هو عن أبى سعيد قوله رواه قتادة وجماعة من الحفاظ عن حميد عن أبى المتوكل عن أبى سعيد قوله قلت: إن إسحاق الأزرق رواه عن الثورى عن حميد عن أبى المتوكل عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وهم إسحاق في الحديث قلت: قد تابعه معتمر قال وهم فيه أيضًا معتمر". اهـ. والظاهر أن الحق مع الدارقطني إذ أبو حاتم لم يسق اختلاف الرواة حسب ما تقدم. والمعلوم أن لفظ "رخص"لا يكون إلا في أمر شرعى صادر عن النبي صلى الله عليه وسلم صدر من الراوى وله حكم الرفع.
* تنبيه: تقدم في كلام أبى حاتم أن قتادة يرويه عن حميد وهذا غير صواب بل قتادة يرويه عن أبى المتوكل كما عند النسائي والطحاوى وغيرهما ولم أقف على أي رواية في هذا الحديث أن قتادة يرويه عن حميد.
* وأما رواية أبى هارون عنه:
ففي فوائد تمام كما في ترتيبه 2/ 173:
من طريق إسماعيل بن عياش عن برد بن سنان عن أبى هارون عن أبى سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يضر أحدكم إذا كان صائمًا أن يقبل امرأته" وأبو هارون متروك وقد كذبه ابن معين وغيره وإسماعيل أمره بيِّن.
1326/ 67 - وأما حديث أم سلمة:
فرواه عنها زينب بنت أم سلمة وعبد الله بن فروخ وعمر بن أبى سلمة وعطاء بن يسار.
* أما رواية زينب عنها:
ففي البخاري 4/ 152 والنسائي في الكبرى 2/ 202 و 203 وأحمد 6/ 319 وأبى يعلى 6/ 278 والطحاوى في شرح المعانى 2/ 90 والطبراني في الكبير 23/ 346 و 384 وابن أبى شيبة 2/ 475 والبيهقي في الكبرى 4/ 234:
من طريق يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن زينب ابنة أم سلمة عن أمهاها قالت: "بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب حيضتى فقال: "ما لك أنفست؟ " قلت: نعم فدخلت معه في الخميلة. وكانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان من إناء واحد وكان يقبلها وهو صائم". والسياق للبخاري وقد تابع يحيى الزهرى إلا أن الزهرى قال عن أبى سلمة عنها وأسقط زينب كما عند الطبراني والصواب رواية يحيى إذ الراوى عن الزهرى لا يصلح لمقاومة رواية يحيى التى في الصحيح علمًا بأنه اختلف فيه على الزهرى فرواه عنه عبد الرحيم بن إسماعيل كما تقدم خالفه عقيل بن خالد
إذ قال عنه عن أبى سلمة عن عائشة وقد غمز أبو حاتم هذه الرواية وانظر العلل 1/ 251.
* وأما رواية عبد الله بن فروخ عنه:
ففي النسائي 2/ 203 وأحمد 6/ 291 و 320 والطحاوى 2/ 90 وابن أبى شيبة 2/ 475 والطبراني في الكبير 23/ 295:
من طريق طلحة بن يحيى عن عبد الله بن فروخ أن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلنى وهو صائم وأنا صائمة".
* وأما رواية عمر بن أبي سلمة عنها:
ففي مسلم 2/ 779 والفسوى في التاريخ 1/ 271:
من طريق عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميرى عن عمر بن أبى سلمة: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيقبل الصائم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سل هذه لأم سلمة" فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك فقال: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما والله انى لأتقاكم لله وأخشاكم له".
* وأما رواية عطاء بن يسار عنه:
ففي الموطأ 1/ 273 والطبراني في الكبير 23/ 284:
من طريق مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يقبل وهو صائم". والسياق للطبراني.
وقد اختلف في وصله وإرساله على مالك.
فوصله عنه القعنبى وأرسله يحيى بن يحيى. ولا شك أن القعنبى أوثق منه.
1327/ 68 - وأما حديث ابن عباس:
فرواه أحمد 1/ 249 و 265 و 360 و 6/ 265 والبزار كما في زوائده 1/ 480 وعبد الرزاق 4/ 183 والطبراني في الكبير 11/ 319 والطحاوى 2/ 90 وابن أبى حاتم في العلل 1/ 226 و 244:
من طريق أيوب عن عبد الله بن شقيق عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ثم قال ابن عباس: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصيب من الرءوس وهو صائم يريد القبلة". والسياق لعبد الرزاق.
وقد اختلف فيه على أيوب فرواه عنه معمر وسعيد بن أبى عروبة وعبد السلام بن حرب كما تقدم، خالفهم وهيب وابن علية وحماد بن سلمة إذ قالوا عن أيوب عن رجل عن ابن عباس.
خالف جميع من تقدم عاصم بن هلال البارقى إذ قال عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. خالفهم داود بن الزبرقان إذ قال عن أيوب عن عكرمة عن أم سلمة وداود متروك خرج روايته ابن عدى 6/ 96.
وقد توقف أبو حاتم عن أن يقضى بالتقديم لروايتى معمر ومن تابعه أو رواية وهيب ومن تابعه التى فيها الإبهام. ولا شك أن إسماعيل بن علية هو المقدم على جميع من روى عن أيوب ممن تقدم وإنما النزاع بين الأئمة في أيوب من يقدم فيه إسماعيل أم حماد خلاف، انظره في شرح علل المصنف لابن رجب 2/ 699 و 700 و 701. فعلى ذلك لا تحتمل رواية الإبهام على من بين إذ لو كان الأمر كذلك لما احتيج إلى النظر في اختلافهم.
* وأما رواية عاصم القائل فيها عن عكرمة فضعيفة وقد غلطه البزار.
وفى الحديث علة أخرى هي في عبد الله بن شقيق فقد توقف أبو حاتم عن أن يكون التابعى المشهور.
* تنبيه: ما قاله البزار من أنه لا يعلم أحدًا يسمى عبد الله بن شقيق إلا سعيد بن أبى عروبة ومعمر عن أيوب غير سديد فقد رواه كذلك عبد السلام بن حرب كما تقدم.
تنبيه آخر: زعم ابن حجر في أطراف المسند 9/ 72 أن ابن شقيق هو المشهور عن عائشة وفيه نظر لما تقدم عن أبى حاتم.
1328/ 69 - وأما حديث أنس:
فرواه عنه حميد وأبان وسليمان التيمى وثابت.
* أما رواية حميد وأبان عنه:
ففي مسند ابن أبى عمر كما في المطالب 1/ 414 وابن عدى في الكامل 4/ 246:
من طريق عبد الله بن بشر ومروان بن معاوية الفزارى والسياق لابن بشر كلاهما عن حميد وأبان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقبل امرأته وهو صائم قال: "هي ريحانته يشمها إذا شاء".
وقد اختلف في سياق الإسناد بين مروان وأبان، أما مروان فقال عن أبان فقط وأبان هذا هو ابن أبى عياش وهو متروك. وقد تابع أبان من تقدم إلا أن الطريق إلى حميد لا تصح إذ عبد الله بن بشر حكم عليه الدارقطني بالوهم. كما تقدم كلامه في حديث أبى سعيد وأنه خالف الثقات الذين جعلوه من مسند أبى سعيد. وقد سبق الدارقطني إلى هذا أبو زرعة ففي علل ابن أبى حاتم 1/ 261 و 262 ما نصه:"سئل أبو زرعة عن حديث رواه معمر بن سليمان عن عبد الله بن بشر عن أبان وحميد عن أنس" إلى قوله: "قال أبو زرعة أما من حديث حميد فمنكر وأما أبان فقد روى عنه". اهـ. يشير بالكلام الأخير إلى رواية مروان المتقدمة. وقد اختلف فيه على حميد فرواه عنه ابن بشر كما تقدم. خالفه عبد الأعلى كما عند ابن أبى حاتم في العلل 1/ 232 إذ قال عبد الأعلى عن حميد عن أنس عن عائشة مرفوعًا فذكره. وقد حكم أبو زرعة على هذه الرواية بالغلط وصوب كونه عن حميد عن بكر بن عبد الله عن عائشة.
* وأما رواية سليمان التيمى عنه:
ففي الأوسط للطبراني 4/ 367 والصغير 1/ 220 وابن أبى حاتم في العلل 1/ 246: من طريق محمد بن عبد الله الأرزى قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيقبل الصائم؟ فقال: "وما بأس بذلك؟ ريحانة يشمها" قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سليمان التيمى إلا معتمر تفرد به: محمد بن عبد الله الأرزى". اهـ.
وقد حكم أبو حاتم على هذه الرواية بالبطلان ففي علل ابن أبى حاتم 1/ 246 أيضًا عن أبيه ما نصه: "هذا حديث باطل وليس هو من حديث حميد إنما هو من حديث أبان" اهـ.
* وأما رواية ثابت عنه:
ففي ابن عدى 3/ 96:
من طريق داود بن الزبرقان عن ثابت عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عائشة وهو صائم" وداود متروك فحينًا يرويه كما تقدم وحينًا يقول عن أيوب عن عكرمة عن أم سلمة.
* تنبيه:
ما زعمه الطبراني من تفرد الأرزى عن المعتمر غير صواب فقد تابع الأرزى عن المعتمر المسيب بن واضح كما عند ابن أبى حاتم.
1329/ 70 - وأما حديث أبى هريرة:
فرواه عنه الأغر وعمار بن أبى عمار وابن هرمز والمقبرى.
* أما رواية الأغر عنه:
ففي أبى داود 2/ 780 و 781 والبيهقي 4/ 231:
من طريق إسرائيل عن أبى العنبس عن الأغر عن أبى هريرة أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم "فرخص له وأتاه آخر فسأله فنهاه فإذا الذى رخص له شيخ والذى نهاه شاب". والسياق لأبى داود والإسناد صحيح، أبو العنبس هو الحارث بن عبيد بن كعب قال عنه في التقريب: مقبول وفيما قاله نظر إذ قال ذلك تبعًا لأصله التهذيب ولم ينقل في التهذيب إلا توثيق ابن حبان فبنى الحافظ قوله ذلك عليه وفى تاريخ الدارمي عن ابن معين ما نصه: "قلت: فأبو العنبس عن أبى العدبس ما حالهما فقال ثقتان". اهـ.
* وأما رواية عمار بن أبى عمار.
ففي الأوسط للطبراني 8/ 181 و 182:
من طريق الحارث بن نبهان عن معمر بن راشد عن عمار بن أبى عمار عن أبى هريرة قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل الرجل وهو صائم" قال: "لم يرو هذا عن عمار إلا معمر تفرد به: الحارث". اهـ.
* وأما رواية عبد الرحمن بن هرمز عنه:
ففي التاريخ الكبير للبخاري 5/ 192 و 337:
من طريق عبد الله بن صالح عن الليث حدثنى خالد عن سعيد بن أبى هلال عن جعفر بن عبد الله الأنصارى عن الحكم بن مسلم أن ابن هرمز حدثه عن أبى هريرة "أن