الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: باب (1) ما جاء في فضل شهر رمضان
قال: وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وسلمان
1260/ 1 - أما حديث عبد الرحمن بن عوف:
فرواه النسائي 4/ 158 وابن ماجه 1/ 421 وأحمد 1/ 191 و 194 و 195 وأبو يعلى 1/ 395 والبزار 3/ 256 والطيالسى ص30 وابن أبى شيبة في مصنفه 2/ 420 والبرتى في مسند عبد الرحمن بن عوف ص60 وعبد بن حميد ص83 والشاشى في مسنده 1/ 273 والبخاري في التاريخ 8/ 88 وابن أبى الدنيا في فضائل رمضان ص42 وابن شاهين في فضائل رمضان رقم 28 وابن خزيمة في صحيحه 3/ 335 والمروزى في قيام الليل ص92 وأبو بكر الشافعى في الغيلانيات ص97 والدارقطني في العلل 4/ 283 والأفراد كما في أطرافه 1/ 257 والمؤتلف 4/ 2212 والبيهقي في فضائل الأوقات برقم 42 والحسن بن محمد الخلال في أماليه ص35 ومؤمل الشيبانى في فوائده ص23:
من طريق النضر بن شيبان قال: قلت لأبى سلمة بن عبد الرحمن: حدثنى بشىء سمعته من أبيك، سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بين أبيك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد في شهر رمضان قال: نعم حدثنى أبى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" والسياق للنسائي.
وفى الحديث ثلاث علل موجبة لضعفه:
الأولى: ضعف النضر إذ قال: "ابن معين حديثه ليس بشىء" وقال ابن خراش" لا يعرف بغير هذا الحديث". اهـ. وانظر التهذيب 10/ 438 و 439.
الثانية: الخلاف في إسناده على أبى سلمة من أي مسند هو؟
فقال عنه النضر بن شيبان ما تقدم. خالفه يحيى بن أبى كثير والزهرى إذ قالا عن أبى سلمة عن أبى هريرة وقد ذهب البخاري والنسائي والدارقطني إلى ترجيح رواية الزهرى ويحيى، قال البخاري في التاريخ بعد ذكره لرواية النضر ما نصه:"وقال الزهرى ويحيى بن أبى كثير ويحيى بن سعيد الأنصارى عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أصح". اهـ.
وقال النسائي بعد ذكره لرواية النضر: "وقال أبو عبد الرحمن هذا خطأ والصواب أبو سلمة عن أبى هريرة". اهـ.
وقال الدارقطني بعد ذكره رواية النضر ومخالفة الزهرى ما نصه: وحديث الزهرى أشبه بالصواب". اهـ.
وقد حكم عدة من أهل العلم على أن النضر تفرد بروايته السابقة كما قال البزار والدارقطني في الأفراد.
وفيما تقدم يظهر أن من سلك الجادة لا يترجح عليه رواية من لم يسلكها مطلقًا إذ الزهرى ويحيى قد سلكاها كما تقدم.
الثالثة: الانقطاع بين أبى سلمة ووالده وهو قول البخاري وابن معين وابن المدينى وأحمد وأبى حاتم ويعقوب بن شيبة وأبى داود.
فإن قيل: حديث الباب قد ورد فيه التصريح بسماعه من أبيه كما تقدم. قلنا السند لا يصح كما تقدم القول في العلتين الأوليين وقد قال الفسوى في التاريخ 2/ 99 ما نصه: "وقد روى عن النضر بن شيبان عن أبى سلمة بن عبد الرحمن حدثنى عبد الرحمن بن عوف. وهذا خطأ لم يسمع أبو سلمة من أبيه شيئًا". اهـ. وفى التهذيب 10/ 117: "وقال ابن عبد البر لم يسمع من أبيه وحديث النضر بن شيبان في سماع أبى سلمة عن أبيه لا يصححونه". اهـ.
* تنبيه: وقع عند ابن أبى شيبة "نصر بن شيبان" صوابه ما تقدم.
2/ 1261 - وأما حديث ابن مسعود:
فرواه ابن خزيمة 3/ 190 وأبو يعلى 5/ 124 والطبراني في الكبير 22/ 388 و 389 وابن أبى الدنيا في فضائل رمضان ص49 وأبو نعيم في معرفة الصحابة 6/ 3029 والبيهقي في فضائل الأوقات ص159 وفى الشعب 3/ 313 والأصبهانى في الترغيب 2/ 715:
من طريق الشعبى عن نافع بن بردة عن ابن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول وقد أهل رمضان: "لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتى أن يكون رمضان السنة كلها" فقال رجل من خزاعة: حدثنا به قال: "إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فينظرون الحور العين إلى ذلك" فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجًا تقر أعينا بهم وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} على كل امرأة منهن
سبعون حلة ليس فيها حلة على لون الأخرى وتعطى سبعين لونًا من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون سريرًا من ياقوتة حمراء موشحة بالدر على كل سرير سبعون فراشًا بطائنها من إستبرق وفوق السبعين فراشًا سبعون أريكة لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحيفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لا يجد لأوله ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سواران من ذهب موشح بياقوت أحمر. هذا لكل يوم صيام من رمضان سوى ما عمل من الحسنات". والسياق لأبى يعلى.
والحديث ضعيف جدًّا بل ذكره ابن الجوزى في الموضوعات من أجل جرير بن أيوب راويه عن الشعبى فقد تركه النسائي وأبو حاتم وقال فيه البخاري: منكر الحديث وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: يضع الحديث ومن كان بهذه المثابة فإن حديثه في حيز ما ذكره ابن الجوزى. وقد تابعه الهياج بن بسطام عن عباد عن نافع به. والهياج تركه أبو داود وأحمد وضعفه ابن معين وقال ابن حبان: "يروى الموضوعات". اهـ. ومن كان بهذه المنزلة فلم تغن متابعته شيئًا. وشيخه عباد لا أعلم حاله.
واختلف في الصحابي راوى الحديث فذهب الترمذي إلى أنه ابن مسعود الصحابي المشهور علم ذلك من إطلاقه ما تقدم وتبعه في ذلك أبو يعلى إذ ذكر الحديث في مسند ابن مسعود الهذلى. خالفهما في ذلك الطبراني إذ ذكره في الكنى من معجمه الكبير وقال: " أبو مسعود الغفارى " وتبعه في النسبة فقط الحافظ ابن حجر في المطالب العالية إذ قال: "وابن مسعود ليس هو الهذلى المشهور وإنما هو آخر غفارى". اهـ. وقد سبقه أبو نعيم في نسبته أنه هذلى إلا أن أبا نعيم حكى الوجهين إذ قال في المعرفة: "أبو مسعود الغفارى وقيل ابن مسعود". اهـ. وعلى أي الحديث لا يصح من أجل من تقدم.
* تنبيه: زعم الحافظ في المطالب العالية 1/ 397 أن جرير بن أيوب تفرد بالحديث ولم يصب في ذلك فهو محجوج بما تقدم من متابعة الهياج.
ولابن مسعود حديث آخر:
خرجه حمزة السهمى في تاريخ جرجان ص343 فما بعد بألفاظ مطولة ظاهرة النكارة وهى من طريق أبى طيبة عن كرز بن وبرة عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود، وأبو طيبة ذكره ابن عدى في الكامل 5/ 256 ونقل عن ابن معين ضعفه.