الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر معرفة صفات الله عز وجل والتى وصف بها نفسه
وأنزل بها الكتاب ونطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم مباينة للأضداد
والأنداد والآلهة التى تعبد من دونه
قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ} الى قوله {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 194 - 199]، وقال:{أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف: 191]، وقال فى قصة إبراهيم (ع):{إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} [مريم: 42]، وقال:{فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63]، وقال:{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ} [الأحقاف: 5]، وقال فى قصة موسى عليه السلام:{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ} [الأعراف: 148].
ففى هذه الآيات دليل على أن الله عز وجل بخلاف الأصنام التى عبدت من دونه، ثم وصف نفسه بالسمع، والبصر، واليدين، وأنه خلق آدم صلى الله عليه وسلم، وأنه يسمع ويجيب، وأنه ينصر ويخذل، ويضل، ويهدى، وأنه بخلاف
(1)
. قال الله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ} [الأنعام: 19]، قال:{كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ} [القصص: 88] فأفاد الله عز وجل من صفاته أنه أكبر الأشياء، وليس شئ مثله.
بيان ذلك من الأثر (1 - 424) أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن
(2)
، ثنا أحمد بن يوسف
(1)
كلمة غير واضحة فى الأصل ولعلها (ما ذمه).
(2)
الشيخ العالم الصالح مسند خراسان أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل النيسابورى القطان، سمع أحمد بن يونس .. وحدث عنه أبو عبد الله بن مندة، توفى فى شوال سنة 332. (سير 318:15).
السلمى، ثنا أبو المغيرة
(1)
.
وأخبرنا على بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن العباس بن خلف، ثنا بشر بن بكر التنيسى
(2)
، قالا: ثنا الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن عروة، عن أسماء بنت أبى بكر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: «ليس شيء أغير
(3)
من الله عز وجل».
(2 - 425) أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، ومحمد بن حمزة
(4)
، ومحمد بن محمد ابن يونس
(5)
، وغيرهم، حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حرب بن شداد
(6)
، عن يحيى بن أبى كثير، ثنا أبوسلمة بن عبد الرحمن: أن عروة بن الزبير أخبره: أن أسماء بنت أبى بكر أخبرته: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستو على المنبر يقول: «ما شيء أغير من الله عز وجل» .
(3 - 426) أخبرنا الحسن بن منصور - بحمص - ثنا موسى بن عيسى ابن المنذر، ثنا أحمد بن خالد، ثنا شيبان، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن عروة: أن أسماء بنت أبى بكر أخبرته: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: «ما شيء أغير من الله عز وجل»
(7)
.
(1)
أبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولانى، الحمصى، ثقة من التاسعة، مات سنة اثنتى عشرة، روى عنه الجماعة [التقريب 4145]
(2)
بشر بن بكر التّنيسى، أبو عبد الله البجلى، دمشقى الأصل، ثقة يغرب، من التاسعة، مات سنة خمس ومائتين، وقيل: سنة سائتين، روى له الجماعة إلا مسلما، والترمذى [التقريب 677]
(3)
«أغير» قال فى «الفتح» (أغير أفعل تفضيل من الغيرة بفتح الغين المعجمة، وهى فى اللغة تغير يحصل من الحمية والأنفة، أصلها فى الزوجين والأهلين). (الفتح 531:2).
وغيرة الله تليق بجلاله وعظمته، ولا تشبه عيرة المخلوقين.
(4)
محمد بن حمزة: بن عمارة بن حمزة بن يسار بن عثمان أبو عبد الله، توفى سنة 321 هـ أحد الفقهاء، يروى عن أبى مسعود، وعباس الدورى. (أخبار أصبهان 269/ 2).
(5)
محمد بن محمد بن يونس الأبهرى: يروى عن يونس بن حبيب، وأسيد بن عاصم، وأحمد بن عاصم. (أخبار أصبهان 370/ 2)
(6)
حرب بن شداد اليشكرى، أبو الخطاب البصارى، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين روى له الجماعة إلا ابن ماجة. [التقربب 1165]
(7)
تخريجه، رواه البخارى (5222)، ومسلم (2762).