الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان أخر يدل على أن الله عز وجل كلم موسى عليه السلام
لما أتى الشجرة وكلمه لما جاء لميقات الله عز وجل
وجانب الطور الأيمن
قال الله تعالى - حكاية عن موسى عليه السلام لما أتى الشجرة: {نُودِيَ يا مُوسى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه: 11 - 12]، إلى قوله:{إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] الاية.
وقال: {وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا} [مريم: 52].
وقال: {وَلَمّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] الآية.
(39 - 655) أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (أبو عبد الرحمن) ثنا محمد بن جعفر الوركانى
(1)
، ومحمد بن بكار، قالا: ثنا إسماعيل ابن زكريا الخلقانى
(2)
، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: إن الله عز وجل اصطفى إبراهيم عليه السلام بالخلّة واصطفى موسى عليه السلام بالكلام، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم بالرؤية
(3)
(1)
هو محمد بن جعفر الوركانى، بفتحتين، أبو عمر ان الخرسانى، نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثمان وعشرين. «التقريب» (5783).
(2)
إسماعيل بن زكريا بن مرة الحلقانى، بضم المعجمة، وسكون اللام بعدها قاف أبو زياد الكوفى لقبه شقُوصا، بفتح المعجمة، وضم القاف الخفيفة، وبالمهملة، صدوق يخطئ قليلاً، من الثامنة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل: قبلها بقليل. «التقريب» (445).
(3)
تخريجه، رواه ابن جرير فى «التفسير» (29/ 27)، وابن خزيمة (199)، وعبدالله بن أحمد فى «السنة» (ص 164)، وابن أبى عاصم فى «السنة» (442)، وقال الألبانى: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(40 - 656) وأخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا (أبو حاتم) محمد بن إدريس، ثنا محمد بن الصباح، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن عامر الشعبى، وعكرمة، عن ابن عباس
(1)
.
(41 - 657) وأخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبى، عن قتادة بن دعامة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(42 - 658) وأخبرنا أبو الحسن
(3)
، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا إسحاق ابن إبراهيم بن زياد، ثنا عباد بن عباد المهلبى
(4)
، ثنا يزيد بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: الحلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
تخريجه، رواه ابن أبى عاصم فى «السنة» (442)، وعبدالله بن أحمد فى «السنة» (164)، وابن خزيمة فى «التوحيد» (199)، والحاكم (65/ 1)، وقال الألبانى فى «ظلال الجنة»:
إسناده صحيح على شرط البخارى.
(2)
تخريجه، أخرجه اللالكائى (497/ 3، 515)، وابن خزيمة فى «التوحيد» (ص 197)، وعبدالله بن أحمد فى «السنة» (164)، وقال الألبانى فى «ظلال الجنة»: إسناده صحيح على شرط البخارى، وكذا صححه ابن حجر فى «الفتح» (608/ 8).
(3)
هو أحمد بن محمد بن عمر الوراق «أبو الحسن» ، تقدمت ترجمته.
(4)
عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبى صفرة الأزدى، أبو معاوية البصرى، ثقة، ربما وهم من السابعة، مات سنة تسع وسبعين، أو بعدها بسنة. «التقريب» (3132.
(5)
تخريجه، «السنة» لعبد الله بن أحمد (164)، من طريق يزيد بن حازم، عن عكرمة «اخرجها المؤلف من طريقه بسنده ولفظه» .
ويزيد بن حازم بن زيد الأزدى البصرى، أبو بكر، أخو جرير، ثقة مات سنة 148 /ق «تقريب» (363/ 2).
قال ابن حجر فى «الفتح» : «قال عياض: وليس فى هذا الكلام استحالة الرؤية إلا من حيث القدرة، فإذا قدر الله من شاء من عباده عليها لم يمتنع، قلت: ووقع فى «صحيح مسلم ما يؤيد هذه التفرقة فى حديث مرفوع: «اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا» وأخرجه ابن خزيمة أيضَا من حديث أبى أمامة، ومن حديث عبادة بن الصامت، فإن جازت الرؤية فى الدنيا عقلاً، فقد امتنعت سمعاً، لكن من أثبتها للنبى صلى الله عليه وسلم له أن يقول: إن المتكلم لا يدخل -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فى عموم كلامه، وقد اختلف السلف فى رؤية النبى صلى الله عليه وسلم ربه وفذهبت عائشة وابن مسعود إلى إنكارها، واختلف عن أبى ذر، وذهب جماعة إلى إثباتها، ثم اختلفوا هل رآه بعينه أو بقلبه؟ وعن احمد كالقولين، قلت: جأت عن ابن عباس أخبار مطلقة وأخرى مقيدة، فيجب حمل مطلقها على مقيدها، فمن ذلك ما أخرجه النسائى بإسناد صحيح، وصححه الحاكم أيضاً من طريق عكرمة عن ابن عباس قال:«أتعجبون أن تكون الخلة لابراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد؟» وأخرجه ابن خزيمة بلفظ: «إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة» الحديث، وأخرج ابن إسحاق من طريق عبد الله بن أبى سلمة أن ابن عمر أرسل إلى ابن عباس: هل رأى محمد ربه؟ فأرسل إليه أن نعم.
ومنها ما أخرجه مسلم من طريق أبى العالية، عن ابن عباس فى قوله تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى * أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى [النجم: 11 - 13] قال: رأى ربه بفؤاده مرتين، وله من طريق عطاء عن ابن عباس قال: رآه بقلبه، وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء أيضاً أن ابن عباس قال: لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينه، إنما رآه بقلبه، وعلى هذا فيمكن الجمع بين إثبات ابن عباس، ونفى عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب، ثم المراد برؤية القلب لا مجرد حصول العلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالماً بالله على الدوام .. وروى ابن خزيمة بإسناد قوى عن أنس قال:«رأى محمد ربه» وعند مسلم من حديث أبى ذر أنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «نور أنى أراه» ولأحمد عنه، قال:«رأيت نوراً» ولابن خزيمة عنه قال: «رآه بقلبه، ولم يره بعينه» ، وبهذا يتبين مراد أبى ذر بذكره النور حال بين رؤيته له ببصره. «الفتح» (608/ 8).
وقال ابن تيمية: «والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هى مطلقة أو مقيدة بالفؤاد تارة يقول.
«رأى محمد ربه» ، وتارة يقول:«رآه محمد» ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأن راه بعينه .. وليس فى الأدلة ما يقتضى أنه رآه بعينه، ولا يثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا فى الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل، كما فى صحيح مسلم، عن أبى ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: «نور أنى أراه» «الفتاوى» (510/ 6).
وراجع ما روى عن الصحابة فى ذلك فى (الايمان» لابن مندة (ص 738 - ص 757)، «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» اللالكائى (ص 512 - 520). و «السنة» لابن أبى عاصم (ج 1 ص 188 - 192). والآجرى فى «الشريعة» (ص 491 - 497).
وراجع الخلاف فى المسألة «التوحيد لابن خزيمة» (197 - 229) فقد أطال، وفى «الشفا» للقاضى عياض، وفى «زاد المعاد» (36/ 3 - 38).
(43 - 659) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن مسلم بن وارة الرازى
(1)
، ثنا يحيى بن صالح الوحاظى، ثنا خديج بن معاوية، عن أبى إسحاق، عن صلة ابن زفر، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إبراهيم خليل الله، وعيسى كلمة الله وروحه، وموسى الذى كلمه الله تكليماً، ماذا أعطيت أنت؟ قال:«ولد آدم كلهم تحت لوائى يوم القيامة، وأنا أول من يفتح له باب الجنة»
(2)
. رواه إسرائيل.
.
(1)
محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله الرازى، المعروف بابن وارة بفتح الراء المخففة، ثقة، حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة سبعين، وقيل قبلها.
(2)
تخريجه، ذكره السيوطى فى «الخصائص الكبرى» (56/ 2)، عن حذيفة بلفظه، ولكن بدل قوله:«لوائى» قال: «رايتى» وعزاه إلى أبى نعيم، وابن عساكر. ولم أجده فى «الحلية» ولا «دلائل النبوة» ، ولا «تاريخ دمشق» .
وذكره السيوطى أيضاً فى «الجامع الصغير» (717/ 1)، وحسنه (وعزاه لابن عساكر فقط).
وصححه الألبانى فى «صحيح الجامع» (109/ 6).
وله شاهد فيه ضعف، عن ابن عباس بنحوه، وسياقه أطول من حديث حذيفة، قال فى آخره «
…
قد سمعت كلامكم، إن إبراهيم خليل الله، وهو كذلك، وموسى نجيه، وهو كذلك، وعيسى روحه وكلمته، وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله، وهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله، ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحت آدم، فمن دونه ولا فخر، وأنا أول شافع، وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة ولا فخر .. » الحديث.
أخرجه الدارمى فى «سننه» (26/ 1)، والترمذى (3616/ 5) كلاهما من طريق عبد الله بن عبد المجيد، حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس.
فيه زمعة بن صالح الجندى، ضعيف، وروى له مسلم مقروناً، «تقريب» (263/ 1)، ولبعض ألفاظ الحديث شواهد، راجع «الخصائص الكبرى» (56/ 2، 57) اللالكائى (788/ 3، 789) من طريق أبى سعيد الخدرى، وأبى هريرة، وعبدالله بن سلام، وأنس ابن مالك، و «دلائل النبوة» لأبى نعيم (27 - 29) و «الجامع الصغير» (413/ 1)، و «الشفاعة» لمقبل الوادعى (32، 33)