الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان آخر يدل على أن الله عز وجل
يضحك ويعجب من إكرام الضيف
(4 - 750) أخبرنا محمد بن سعد، ثنا محمد بن أيوب ح.
وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا معاذ بن المثنى، قالا: ثنا مسدد بن مسرهد، ثنا عبد الله بن داود، عن فضيل بن غزوان، عن أبى حازم، عن أبى هريرة، أنه مر بالنبى صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه فقلن: ما عندنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من يضم أو يضيف هذا؟» فقال رجل من الأنصار
(1)
: أنا فانطلق إلى امرأته، فقال:
أكرمى ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ماعندنا إلا قوتنا للصبيان. فقال: هيئ طعامك، وأصلحى سراجك، ونومى صبيانك، إذا أرادوا العشاء، فهيأت طعامها، وأصلحت سراجها، ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، وجعلا يريانه كأنهما يأكلان، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم:«لقد ضحك الله الليلة أو عجب من فعلكما»
(2)
، فأنزل:{وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ} [الحشر: 9]، وهو ثابت بن قيس بن شماس، رواه وكيع، وأبو أسامة، والمحاربى، وغيرهم، عن فضيل.
(5 - 751) أخبرنا محمد بن عبد الله بن معروف
(3)
، وعلى بن محمد بن نصر، قال: ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب النهدى
(4)
، عن المنهال بن عمرو، عن على بن ربيعة، قال: كنت ردقا لعلى
(1)
هو ثابت بن قيس بن شماس، كما فى رواية أخرى.
(2)
تخريجه، رواه البخارى (3798)، (4889)، ومسلم (2054)
(3)
ميسرة بن حبيب النهدى، بفتح النون، أبو حازم الكوفى، صدوق، من السابعة. «التقريب» (7037).
(4)
محمد بن عبد الله بن معروف الصفار الأصبهانى، سمع من كثير بالعراق، وخراسان، صاحب تصانيف كثيرة، حسن الدين، والخلق، والمروءة. «أخبار أصبهان» (302/ 2).
بن أبى طالب، فلما وضع رجله فى الركاب، قال: بسم الله، فلما استوى على ظهر الدابة قال: الحمد لله ثلاث مرات، الله أكبر ثلاث مزات، ثم قال: سبحان الذى سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين
(1)
، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال: لا إله إلا أنت سبحانك إنى قد ظلمت نفسى فاغفر لى ذنوبى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت؛ ثم مال على أحد شقيه، فضحك، فقلت يا أمير المؤمنين ما يضحكك؟ فقال: إنى كنت ردقا للنبى صلى الله عليه وسلم فصنع كما صنعت، فقلت له كما قلت، فقال:«إن الله ليضحك من العبد إذا قال لا إله إلا أنت سبحانك إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فقال عبدى عرف أن له ربا يغفر، ويعاقب»
(2)
رواه جماعة عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصغير، عن على بن ربيعة.
(1)
مقرن: أى: مطيق قادر .... يقال أقرنت للشئ فأنا مقرن، أى أطاقه وقوى عليه، ومنه قوله تعالى:«وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ» . «نهاية» (55/ 4)
(2)
تخريجه، رواه أحمد (97/ 1، 128، 115)، والترمذى (3446)، وأبو داود (2602)، وقال الترمذى: حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط مسلم (98/ 2، 99)، وابن حبان (2380، 2381).
قال ابن حجر: أخرجه أبو داود، والترمذى، والنسائى، كلهم ينتهون إلى أبى الأحوص، أحد الستة، الراوين، عن أبى إسحاق، وهم (أبو الأحوص، وشريك بن عبد الله، معمر، وإسرائيل، ومنصور بن المعتمر، وأبو نوفل على بن سليمان)، وأخرجه أحمد، وابن حبان، والحاكم من طريق جرير يعنى ابن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، أحد الستة السابقة، ثم ذكر تصحيح الحاكم من طريق جرير، يعنى ابن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر أحد الستة، ثم قال: قال البزار: هذا أحسن إسناد يروى لهذا الحديث).
وأشار ابن حجر بأنه وجد علة خفية فى الحديث، دلت على أن أبى إسحاق دلس الحديث بحذف رجلين، أو أكثر، وهذه العلة ذكرها الحاكم فى «تاريخ نيسابور» فى ترجمة عبد الرحمن بن بشر بن الحاكم أفاده ابن حجر، وذكر العلة أيضا المزى فى «تحفة الأشراف» (436/ 7).
ثم قال الحافظ، والرجل الذى ما سماه أحد الأربعة، وصلت إلينا روايتهم له عن على بن ربيعة الشقيق الأزدى، الحكم بن قتيبة، وإسماعيل بن عبد الملك بن الصغير، والمنهال بن عمرو، رواياتهم فى كتاب الدعاء للطبرانى، وأحسنها سياقا رواية المنهال، فساقها الحافظ، وقال رجاله كلهم موثقون من رجال الصحيح إلا ميسرة، وهو ثقة. «الفتوحات الربانية» (125/ 5)(بتصرف)، وصححه النووى كما فى «الأذكار» (ص 188).