الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر آية تدل على وحدانية الخالق
بأن خلق الخلق وجقلهم سميعاً بصيرا
يسمعون ويبصرون، وهى من الأسماء الُسْتَعَارة من أسماء الله - تعالى - لخَلْقِه ليعرفوا نعمة الله - تعالى - عليهم بذلك، فتَسَمَّى بالسميع البصيرو سَمَّى عبده سميعاً بصيرا فاتَّفَقَت الأسماء واختلفت المعانى إذ لم يشبهه من جميع الجهات.
قال الله تعالى: منبهاً على قدرته على ذلك: { .. فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2)}
(1)
، {
…
إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً (3)}
(2)
.
وقال عز وجل: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (23)}
(3)
.
*
بيان ذلك من الأثر:
(1 - 118) أخبرنا خيثمة بن سليمان. قال: حدثنا أبو يحيى بن أبى مَسَرَّة.
قال: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدى، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبى معمر عبد الله بن الشخير
(4)
عن عبد الله بن مسعود قال:
اجتمعِ عند البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفى، أو ثقفيان وقرشى، /قليل فقه قلوبهم، كثيرٌ شحْم بطونهم. فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نَقول؟ فقال الآخر: يسمع إذا جهرنا ولايسمع إن أخفينا، فقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا
(1)
سورة الإنسان، آية:2.
(2)
سورة الإنسان، آية:3.
(3)
سورة الملك، آية:23.
(4)
أبو معمر: عبد الله بن الشّخير: ابن عوف، العامرى، صحابى، من مسلمة الفتح. (تقريب 422/ 1).
أخفينا فأنزل الله تعالى: {وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ .. } .
(1)
الآية
(2)
.
(2 - 119) أخبرنا على بن عيسى بن عبدويه، وعلى بن محمد بن نصر قالا:
حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد
(3)
، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زُرَيْع، حدثنا رُوْح بن القاسم عن منصور عن مجاهد عن أبى مَعْمر عن ابن مسعود فى هذه الآية:{وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية. قال: كان رجلان من ثقيف وختن
(4)
لهما من قريش، أو رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف فى بيت فقال بعضهم: أترون الله عز وجل يسمع نجوانا أو حديثنا، قال بعضهم: قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه، فقال: لئن كان سمع بعضه لقد سمع كله، فنزلت الآية:
{وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ}
(5)
الآية.
*****
(1)
سورة فصلت، آية:22.
(2)
تخريجه: أخرجه أحمد (408/ 1، 442، 443) والبخارى (4816)، (7521). ومسلم
(3)
محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن، البوشنجى، أبو عبد الله، ثقة حافظ فقيه. مات سنة تسعين ومائتين أو بعدها بسنة (تقريب 140/ 2).
(4)
الختن: بالتحريك: الصهر، أو كل من كان من قبل المرأة كالأب والأخ. (ترتيب القاموس المحيط 15/ 2).
(5)
يقول ابن قيم الجوزية: اختلف النظار فى الأسماء التى تطلق على الله وعلى العباد كالحى والسميع والبصير والعليم والقدير والملك ونحوها: فقالت طائفة من المتكلمين: هى حقيقة فى العبد مجاز فى الرب، وهذا قول غلاة الجهمية وهو أخبث الأقوال. الثانى مقابلةُ: حقيقة فى الرب مجاز فى العبد، وهذا قول أبى العباس الناشئ. الثالث: أنها حقيقة فيهما، وهذا قول أهل السنة وهو الصواب.
واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة فيهما، وللرب - تعالى - منها ما يليق بجلاله وللعبد منها ما يليق بجلاله. (بدائع الفوائد 165/ 1).