الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر آية أخرى تدل على وحدانية الله فى خلق
الجبال وما أخبر عما فيها من المنافع وَوَصْف ألوانها
قال الله عز وجل مُخْبرا عن بَديْع حِكْمتِه فى خلق الجبال، وأنها رواسى وأوتاداً:{وَالْجِبالَ أَرْساها (32)}
(1)
(2)
. وقال تعالى:
{وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ .. } .
(3)
- ثم أخبر عن منافعها فقال: {
…
وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ .. }.
(4)
.
ثم أخبر عن ألوانها فقال عز وجل: {
…
وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27)}
(5)
.
*
بيان ذلك من الأثر:
(1 - 71) قال على بن أبى طالب - رضى الله عنه: أشد خلق ربك عز وجل عشرة: الجبال الرواسى، والحديد ينْحَتُ به الجبال، والنار تأكل الحديد، والماء يطْفِئ النار، والسحاب المُسَخّر بين السماء والأرض، والريح تُقِلّ السحاب،
(1)
سورة النازعات، آية:32.
(2)
سورة النبأ، آية:7.
(3)
سورة النحل، آية: 15، وسورة لقمان، آية:10. ومعنى تميد: قال ابن منظور قال أبو العباس تحرك بكم وتزلزل. (لسان العرب 553/ 3)
(4)
سورة البقرة، آية:74.
(5)
سورة فاطر، آية:27.
والانسان يغلب الريح يتقيها بيده ويذهب، والسّكر
(1)
يغلِب الإنسان، والنوم يغلِب السّكر، والهم يغلب النوم، فأشد خلق ربك الهم
(2)
. رواه زكريا بن أبى زائدة عن الشعبى
(3)
.
(2 - 72) أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد. قال: حدثنا الحسن بن على بن عفان
(4)
. قال: حدثنا عبد الله بن نُمير الهمدانى
(5)
. عن الأعمش، عن أبى ظبيان حُصين ابن جُندب عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: أول ما خلق الله عز وجل القلمَ فقال له اكتب. فقال: ما أكتب. فقال: اكتب القدر؛ فجرى بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال: ثم ارتفَعَ بُخَار الماء ففتق منه السموات، ثم خَلَقَ النون
(6)
ثم بسط
(7)
الأرض على/ظهره فاضطربت
(8)
فمادت الأرض فأثبِتَتْ فإنها لَتَفْخَرْ عَلَيْهَا
(9)
.
(1)
الُسكر: بضم السين وسكون الكاف، حالة السكران وهو ضد الصحو. (لسان العرب 170/ 2 - النهاية 170/ 2 - النهاية 383/ 2).
(2)
تخريجه: ذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد عن علىّ رضى الله عنه وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات. (المجمع 132/ 8).
- وكذلك نسبه إليه السيوطى فى الدّر المنثور (166/ 1).
(3)
الشعبى: هو عامر بن شراحبيل الشعبى، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه، فاضل، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه. مات بعد المائة وله نحو من ثمانين سنة. (تقريب 387/ 1).
(4)
الحسن بن على بن عفان: العامرى، أبو محمد الكوفى، صدوق، مات سنة سبعين. وقيل إن أبا داود روى عنه. (تقريب 168/ 1).
(5)
عبد الله بن نمير، بنون مصغرا، الهمدانى، أبو هشام الكوفى، ثقة، صاحب حديث، من أهل السنة، مات سنة تع وتسعين وله أربع وثمانون. (تقريب 457/ 1).
(6)
النون: هو الحوت الذى عليه الأرضون على قول البعض. (تفسير ابن جرير 14/ 29).
(7)
عند الطبرى والآجرى: «فدحيت الأرض» .
(8)
عند الطبرى والآجرى:» فاضطرب النون فمادت».
(9)
تخريجه: أخرجه بنحوه الطبرى فى التفسير (14/ 29. وفى التاريخ 51/ 1) والآجرى فى الشريعة (ص 179). والبيهقى فى الأسماء (ص 378).
(3 - 73) أخبرنا محمد بن أحمد بن محبوب المَرْوَزِىّ
(1)
قال: حدثنا سفيان بن مسعود المروزى قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا العَوَّام بن حَوْشَب
(2)
، عن سليمان بن أبى سليمان
(3)
عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لما خلق الله تعالى الأرض جعلت تَمِيدُ، فخلق الله عز وجل الجبال فألقاها عليها فاستقَّرت، فعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت: يا رب هل من خلقك شئ أشد من الجبال؟ قال: الحديد. قالت: يا رب هل من خلقك شئ أشد من الحديد؟ قال: نعم النار. قالت: يا رب هل من خلقك شئ أشد من النار؟ قال: نعم الماء.
قالت: يا رب فهل من خلقك شئ أشد من الماء؟ قال: نعم الريح. قالت: فهل من خلقك شئ أشد من الريح؟ قال نعم: ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها بشماله
(4)
.
هذا إسناد ثابتٌ على رَسْمِ النسائى. وسليمان بن أبى سليمان بصرى روى عنه أبو مَسْلَمَة سعيد
(5)
بن يزيد وغيره.
(1)
محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل، المحبوبى المروزى، راوى جامع أبى عيسى عنه، الإمام المحدث مفيد مرو أبو العباس. وكان شيخ البلد ثروة وأفضالاً، قال الحاكم: سماعه صحيح. توفى فى شهر رمضان سنة ست وأربعين وثلاثمائة. (سير أعلام النبلاء 537/ 15).
(2)
العوام بن حوشب الشيبانى الربعى، أبو الحارث الواسطى، أحد الأعلام، وثقه أبو حاتم. وقال العجلى: ثقة روى نحو مائتى حديث. مات سنة ثمان وأربعين ومائة. (الخلاصة: 298).
(3)
سليمان بن أبى سليمان: مولى ابن عباس عن أنس وعنه العوام مجهول. (الخلاصة: 153).
(4)
تخريجه: رواه أحمد (124/ 3). والترمذى (3366/ 5). وقال الترمذى حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه - قلت وسلميان بن أبى سليمان مجهول لم يوثق إلا ابن حبان. وقال الحافظ فى التقريب مقبول. يعنى عند المتابعة ولم يتابع فيما نعلم.
(5)
سعيد بن يزيد: ابن مسلمة الأزدى، أبو مسلمة القصير البصرى، وثقه ابن معين والنسائى. (الخلاصة:
144).