الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر معرفة بدء الخلق
(*)
(قال الله)
(1)
تعالى مخبراً عن وحدانيته وتفرده (بالخلق
(2)
وأنه المدبر وحده بلا نصيرا) و
(3)
(4)
. وقال عز وجل: {
…
أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (19)}
(5)
.
(1 - 8) أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن قال حدثنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن يوسف
(6)
قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن جامع بن شداد المُحَاربى
(7)
عن صفوان بن مُحرز
(8)
عن عمران بن
(*) أى خلق العالم المشهود الذى خلقه الله فى ستة أيام ثم استوى على العرش لا خلق جميع الحوادث وأنها مسبوقة بالعدم وأن الله صار فاعلاً بعد ان لم يكن يفعل.
(1)
بياض بالمخطوط.
(2)
بياض بالمخطوط وقد سددناه على حسب مفهوم السياق.
(3)
عند الفقيهى زيادة (لا) ولم أجدها بالمخطوط.
(4)
سورة الكهف، آية:51.
(5)
سورة الزخرف، آية:19.
(6)
هو محمد بن يوسف بن واقد بن عمان، الضبى مولاهم، الفِرْيابى، بكسر الفاء وسكون الراء، بعدها تحتانية وبعد الألف موحدة، نزيل قيسارية، من ساحل الشام، ثقة فاضل، يقال أخطأ فى شئ من حديث سفيان، وهو مقدّم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق، مات سنة اثنتى عشرة ومائتين. (تقريب 221/ 2).
(7)
جامع بن شداد المحاربى: أبو صخرة الكوفى، ثقة، مات سنة سبع ويقال سنة ثمان وعشرين ومائة.
(تقريب النهذيب 124/ 1).
(8)
صفوان بن محرز بن زياد المازنى، أو الباهلى، ثقة، عابد، مات سنة أربع وسبعين ومائة. (تقريب التهذيب 368/ 1).
حصين
(1)
(، وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى
(2)
وعبد الله بن إبراهيم
(3)
قالا: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات
(4)
، قال: أخبرنا معاوية بن عمرو
(5)
قال: حدثنا أبو إسحاق الفزارى
(6)
، عن الأعمش، عن جامع بن شداد المُحَاربى، عن صفوان بن مُحرز المازنى، عن عمران بن حصين قال: أتيت النبى صلى الله عليه وسلم فعقلت ناقتى ودخلت.
فأتاه نفر من بنى تميم فقال: أقبلوا البُشْرى
(7)
(يا بنى تميم)
(8)
، قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، وجاءه نفر من أهل اليمن
(9)
. فقال: اقبلوا ال [بشرى]
(8)
يا أهل اليمن إذْ لم يقبلها
(1)
عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الحزاعى، أبو نجيد بنون وجيم، مصغرا، أسلم عام خيبر، وصحب، وكان فاضلاً، وقضى بالكوفة. مات سنة اثنتين وخمسين. (تقريب 86/ 2).
(2)
ذكره أبو نعيم فى أخبار أصبهان فقال عبد الرحمن بن يحيى بن منده أبومحمد يروى عن أبى مسعود وعقيل بن يحيى. توفى سنة عشرين وثلاثمائة، وذكر له حديثين. (أخبار أصبهان 117/ 2).
(3)
ذكره أبو نعيم فى أخبار أصبهان فقال: عبد الله بن إبراهيم بن الصباح المقرئ، وروى له حديثين.
(أخبار أصبهان 83/ 2).
(4)
هو الحافظ الحجة أبو سعود الرازى محدث أصبهان وصاحب التصانيف وعن أحمد بن حنبل قال: ما أظن بقى أحد أعرف بالمسندات من ابن الفرات. وقال ابن الفرات: كتبت الحديث وأنا ابن اثنتى عشرة سنة. توفى فى شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين. (تذكرة الحفاظ 544/ 2).
(5)
معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدى، المعنى، أبو عمر البغدادى ويعرف بابن الكرمانى، ثقة. مات سنة أربع عشرة ومائتين على الصحيح وله ست وثمانون سنة. (تهذيب 215/ 10 - تقريب
(6)
هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجه بن حفص بن حذيفة الفزارى الإمام أبو إسحاق، ثقة، حافظ، له تصانيف، مات خمس وثمانين ومائة وقيل بعدها. (تقريب 41/ 1، 390/ 2).
(7)
قال ابن حجر: البشرى - بضم أوله وسكون المعجمة والكسر - أى: اقبلوا منى ما يقتضى أن يبشروا إذا أخذتم به بالجنة كالفقه فى الدين والعمَل به. (فتح البارى 288/ 6).
(8)
بياض بالأصل وقد سددناه من البخارى.
(9)
هم نافع بن زيد الحميرى مع من وفد معه من أهل حمير. وهم قوم من اهل اليمن. وقد استشكل فى ذلك، لأن قدوم وفد بنى تميم سنة تسع وقدوم الأشعريين من أهل اليمن كان قبل ذلك عقب فتح خيبر سنة سبع. وأجيب عن ذلك بأن أهل اليمن الذين قدموا فى سنة سبع عقب خيبرهم الأشعريون قوم أبى -
أخوانكم بنو تميم! فقالوا: قد قبلنا و (جئنا)
(1)
لنتفقه فى الدين، ونسألك عن بدو هذا الأمر. فقال: كان (الله)
(1)
ولم يكن شئ معه غيره
(2)
، وكان عرشه على الماء وكتب فى ال [ذكر
(3)
كل شئ]
(4)
ثم
(5)
خلق السموات والأرض، ثم جأنى رجل فقال: أدرك
= موسى. وأما أهل اليمن قوم نافع بن زيد الحميرى فقد قدموا فى سنة تسع، فزمان قدوم الطائفتين مختلف، ولكل منهما قصة غير قصة الطائفة الأخرى ولذلك قال البخارى فى كتاب بدء الخلق:
(باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن) فالعطف هنا ليس من عطف العام على الخاص، ولكن لبيان أن المراد بأهل اليمن قوم غير الأشعريين وهم نافع بن زيد الحميرى ومن قدم معه من أهل حمير. (فتح البارى 288/ 6، ج 96/ 8، 97).
(1)
بياض فى الأصل وقد سددناه من البخارى.
(2)
روى هذا بثلاث الفاظ (لم يكن شئ قبله)، وروى (معه)، وروى (غيره). وكل الألفاظ ثابتة بأحاديث صحيحة.
قال ابن تيمية: والمجلس كان واحداً وسؤالهم وجوابه كان فى ذلك المجلس، وعمران الذى روى الحديث لم يقم منه حين انقضى المجلس، بل قام لما أخبر بذهاب راحلته قبل فراغ المجلس، وهو المخبر بلفظ الرسول. فدل على أنه إنما قال أحد هذه الألفاظ، والآخران رويا بالمعنى، وحينئذ فالذى ثبت عنه لفظ «القبل» فإنه قد ثبت فى صحيح مسلم عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فى دعائه «أنت الأول فليس قبلك شئ .... إلخ» .
وإذا ثبت فى هذا الحديث لفظ «القبل» فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، واللفظان الآخران لم يثبت واحد منهما أبداً وكان أكثر أهل الحديث يروونه بلفظ «القبل»:«كان الله ولا شئ قبله» مثل الحميدى والبغوى وابن الأثير، وغيرهم.
وإذا كان إنما قال: «كان ولم يكن شئ قبله» لم يكن فى هذا اللفظ تعرض لابتداء الحوادث ولا لأول مخلوق. (الفتاوى 216/ 18).
(3)
الذكر: أى فى محل الذكر أى فى اللوح المحفوظ. (فتح البارى 290/ 6).
(4)
بياض فى الأصل وسددته من صحيح البخارى - كتاب بدء الخلق.
(5)
فى روايتى الباب وقع (ثم) وكذا فى رواية البخارى فى التوحيد، ووقع فى رواية البخارى فى بدء الخلق بلفظ (الواو). قال ابن حجر: وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) وهذا الحديث يؤيد من روى (ثم خلق السموات والأرض) باللفظ الدال على الترتيب. (فتح البارى 289/ 6).
(ناقتك فقد)
(1)
ذهبت فخرجت فوجدتها ينقطع دونها السراب
(2)
فود [دت أنى تركتها
(4)
[
(3)
. / (2 - 9) أخبرنا على بن محمد بن عبد الله
(5)
قال: حدثنا محمد بن موسى بن حاتم
(6)
قال: حدثنا على بن الحسن بن شقيق
(7)
قال: حدثنا إبو حمزة السكرى
(8)
، عن الأعمش
(9)
، عن جامع بن شداد عن صفوان بن مُحرز، عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال: إنى لجالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بنى تميم، فقال: اقبلوا البشرى يا بنى تميم، فقالوا: قد قبلنا فأعطنا، قال: فدخل عليه ناس من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم، فقالوا: قد قبلنا يا رسول الله، جئناك لنتفقه فى الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر
(1)
بياض فى الأصل وسددته من صحيح البخارى - كتاب التوحيد -.
(2)
السراب: بالمهملة معروف. وهو ما يرى نهاراً فى الفلاة كأنه ماء. (الفتح 290/ 6).
(3)
بياض فى الأصل وسددته من صحيح البخارى - كتاب بدء الخلق.
(4)
تخريجه: رواه البخاري ح (3190) وفى مواضع أخرى. وأحمد (431/ 4). والبيهقى فى السنن (2/ 9).
(5)
بحثت عنه فى كتب التراجم فلم أعثر عليه حتى الذين ذكروا شيوخ ابن منده لم أر فيهم من ذكره.
(6)
محمد بن موسى بن حاتم القاشانى المروزى، عن على بن الحسين بن شفيق. قال القاسم السيارى: أنا برئ من عهدته. انتهى. قال ابن أبى سعدان: كان محمد بن على الحافظ سيئ الرأى فيه. (لسان الميزان 401/ 5).
(7)
على بن الحسن بن شقيق: أبو عبد الرحمن المروزى، ثقة حافظ، مات سنة خمس عشرة ومائتين، وقيل قبل ذلك، سمع من ابن المبارك الكتب أربع عشرة مرة. (تقريب 34/ 2 - تاريخ بغداد 371/ 11).
(8)
أبو حمزة السكرى: هو محمد بن ميمون المروزى، ثقة فاضل، مات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة.
(تقريب 212/ 2 - تهذيب 486/ 9).
(9)
هو سليمان بن مهران الأسدى الكاهلى، أبو محمد الكوفى، الأعمشى، ثقة حافظ، عارف بالقرأة، ورع، لكنه يدلس. مات سنة سبع وأربعين، أو ثمان. وكان مولده أول إحدى وستين. (تقريب 331/ 1).
ما كان؟ فقال: كان الله عز وجل ولم يك شئ قبله (وكان)
(1)
عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب فى الذكر [كل ش]
(1)
يء. قال: ثم أتانى رجل، فقال:
يا عمران بن حصين أدرك ناقتك [فقد ذ]
(1)
هبت. قال: فانطلقت أطلبها. قال: فإذا السراب ينقطع دونها [وأيم الله ل]
(1)
وددت أنها ذهبت
(2)
ولم أقم». رواه أبو عوانه
(3)
…
عن الأعمش
(4)
.
(3 - 10) أخبرنا إسماعيل بن محمد
(5)
قال: حدثنا محمد بن (إسحاق الصاغانى)
(6)
قال: حدثنا عبيدالله بن موسى
(7)
قال: حدثنا
(1)
بياض بالأصل وقد سددناه. (انظر سنن البيهقى 2/ 9).
(2)
فى البخارى فى بدء الخلق (فوالله لوددت أنى تركتها).
يقول ابن حجر: يعنى لأنه قام قبل أن يكمل النبى صلى الله عليه وسلم حديثه فى ظنه فتأسف على ما فاته من ذلك - وفيه ما كان عليه من الحرص على تحصيل العلم - وقد كنت كثير التطلب لتحصيل ما ظن عمران انه قات من هذه القصة إلى أن وقفت على قصة نافع بن زيد الحميرى فقوى فى ظنى أنه لم يفته شئ من هذه القصة بخصوصها لخلو قصة نافع بن زيدعلى قدرزائدعلى حديث عمران، إلا أن فى آخره بعد قوله «وما فيهن» «واستوى على عرشه عز وجل» . (فتح البارى 290/ 6).
(3)
هو الإمام الحافظ الكبير الجوال، أبو عوانه، يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابورى الأصل، الإسفرايينى، صاحب «المسند الصحيح» ، الذى خرّجه على «صحح مسلم» وزاد احاديث قليلة فى أواخر الأبواب، قال أبو عبد الله الحاكم: أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم، سمعت ابنه محمد يقول: انه توفى سنة ست عشرة وثلاثمائة. (سير أعلام النبلاء 417/ 14).
(4)
سبق تخريج هذا الحديث.
(5)
هو إسماعيل بن محمد بن صالح بن عبد الرحمن، أبو على الصغار النحوى، صاحب المبرد. قال الدارقطنى: ثقة متعصباً للسنة. مات فى سنة ثلاثمائة وإحدى وأربعين. (تاريخ بغداد 302/ 6).
(6)
هو محمد بن إسحاق الصاغانى: فإن من مشائخه عبيدالله بن موسى، ومن تلامذته إسماعيل بن محمد (تاريخ بغداد 240/ 1).
(7)
عبيدالله بن موسى بن أبى المختار، باذام العبسى، الكوفى، أبو محمد ثقة، كان يتشيع، قال أبو حاتم كان أثبت فى إسرائيل من أبى نعيم واستصغر فى سفيان الثورى، مات سنة ثلاثة عشرة ومائتين على الصحيح.
(تقريب 540/ 1 - تهذيب 50/ 7).
شيبان
(1)
عن الأعمش (عن جامع بن شد)
(2)
اد عن صفوان بن مُحرز عن عمران بمثله سواء
(3)
. /
(*)
(1)
هو شيبان بن عبد الرحمن التميمى، مولاهم، النحوى، أبو معاوية البصرى، نزيل الكوفة، ثقة صاحب كتاب، يقال إنه منسوب إلى «نحوه» بطن من الأزد، لا إلى «علم النحو» . مات سنة أربع وستين ومائة (تقريب 356/ 1 - تهذيب 373/ 4).
(2)
بياض بالمخطوط وسددناه من الروايات الأخرى.
(3)
تخريجه: سبق تخريجه، ومن طريق عبيد الله بن موسى رواه البيهقى (2/ 9).
(*) للناس فى تفسير هذا الحديث قولان:
القول الأول: وهو الصحيح المراد إخباره عن مبدأ خلق هذا العالم المشهود الذى خلقه الله فى ستة أيام ثم استوى على العرش، كما أخبر القرآن بذلك فى غير موضع، وفى صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:«قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين الف سنة، وكان عرشه على الماء» .
فأخبر صلى الله عليه وسلم: أن تقدير هذا العالم المخلوق فى ستة أيام كان قبل خلقه السموات بخمسين ألف سنة، وأن عرش الرب تعالى كان حينئذ على الماء.
القول الثانى: أن المقصود إخباره بأن الله كان موجوداً وحده لم يزل كذلك دائماً، ثم ابتدأ إحداث جميع الحوادث، فجنسها وأعيانها مسبوقة بالعدم، وأن جنس الزمان حادث لا فى زمان، وأن الله صار فاعلاً بعد أن لم يكن يفعل شيئاً من الأزل إلى حين ابتدأ الفعل ولا كان الفعل ممكنا.
والقول الأول هو الصحيح، لأن قول أهل اليمن:«جئناك لنسطلك عن أول هذا الأمر، وهو إشارة إلى حاضر مشهود موجود، والأمر هنا بمعنى المأمور أى الذى كوّنه الله بأمره. وقد أجابهم النبى صلى الله عليه وسلم عن بدء هذا العالم الموجود، لا عن جنس المخلوقات، لأنهم لم يسألوه عنه، وقد أخبرهم عن خلق السموات والأرض حال كون عرشه على الماء، ولم يخبرهم عن خلق العرش، وهو مخلوق قبل خلق السموات والأرض. (شرح الطحاوية/ 139 - 140 «بتصرف» ).
قلت: وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذين القولين ورجح الأول، وذكر ادلة الترجيح من خمسة عشر وجها. وبالله التوفيق (الفتاوى 210/ 18 - 243).