الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان آخر على ما تقدم
(29 - 566) أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن أبى تمام، ثنا آدم، ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم بن يزيد، عن عبيدة السلمانى، عن عبد الله بن مسعود، قال:
جاء حبر
(1)
من أحبار اليهود إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد فى التوراة أن الله عز وجل يجعل السموات على إصبع، والأرض على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم يهزهن، ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ}
(2)
[الزمر: 67] الآية. مشهور عن شيبان، رواه يونس المؤدب، ورواه سفيان الثورى، وفضيل بن عياض، وإسرائيل، وجرير، وعبيدة ابن حميد، عن منصور
(3)
.
(30 - 567) وروى هذا الحديث من حديث عبد الله بن عباس وغيره
(4)
.
(1)
«الحبر» : الأحبار وهم العلماء، جمع حبر، وحبر بالفتح والكسر، وكان يقال لابن عباس - رضى الله عنهما: الحبر، والبحر؛ لعلمه وسعته. «النهاية» (328/ 1).
(2)
تخريجه: رواه البخارى (4811)، وفى غير موضع، ومسلم (2776)، وابن منده فى «الرد على الجهمية» (ص 84).
(3)
عبيدة بن حميد الكوفى، أبو عبد الرحمن، المعروف بالحذاء، التيمى، أو الليثى، أو الضبى، صدوق نحوى، ربما أخطأ، من الثامنة، مات سنة تسعين، وقد جاوز الثمانين.
«التقريب» (4408).
(4)
والجمع بين هذا الحديث - حديث ابن مسعود - والحديث رقم (86) حديث أبى سعيد الخدرى، وحديث ابن عمر «يقبض سمواته وأراضيه بيديه» مسلم (2788/ 4)، «الفتح» (293/ 13).
قال ابن خزيمة: «فلعل متوهماً يتوهم ممن لم يتحر العلم، ولا يحسن صناعتنا فى التأليف -
(31 - 568) حديث ابن عباس لفظه: «مر رجل من اليهود بالنبى صلى الله عليه وسلم فقال له:
حدثنا يا يهودى، فقال: أبلغك يا أبا القاسمِ أن الله يجعل السماء على ذه، والأرض على ذه، فأنزل الله عز وجل {وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ .. } . الآية»
(1)
. اللفظ برواية ابن منده فى «الرد على الجهمية» .
= تعارض خبرهما، وليس كذلك هو عندنا بحمد الله ونعمته، أما خبر ابن مسعود فمعناه:
أن الله جل وعلا يمسك ما ذكر فى الخبر على أصابعه على ما فى الخبر سواء، قبل تبديل الله الأرض غير الأرض؛ لأن الامساك على الأصابع غير القبض على الشئ، ويقول: ثم يبدل الله الأرض غير الأرض، كما خبرنا، فنزل الكتاب على نبيه صلى الله عليه وسلم فى محكم تنزيله فى قوله: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ [إبراهيم: 48] وبين على لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. صفة تبديل الأرض غير الأرض، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يبدلها فيجمعها خبزة واحدة، فيقبض عليها حينئذ، كما أخبر فى خبر ابن عمر - رضى الله عنهما - ويكفؤها كما اعلم فى خبر أبى سعيد الخدرى، والأخبار الثلاثة كلها ثابتة صحيحة المعانى على ما بيناه».
«التوحيد» لابن خزيمة (ص 78 - 79)]
(1)
تخريجه: رواه الامام أحمد (251/ 1)، وابن أبى عاصم (240/ 1)، والترمذى (3240) وقال:(هذا حديث حسن غريب صحيح)، وابن خزيمة فى التوحيد (78)، وابن جرير الطبرى (18/ 24)، كلهم من طرق، عن محمد بن الصلت، ثنا أبو كدينة (يحيى بن المهلب)، عن عطاء بن السائب، عن أبى الضحى، عن ابن عباس، ماعدا رواية احمد، فهى من طريق حسين بن حسن الأشقر، ثنا أيوكدينة بمثله.
رجال الإسناد:
1 -
محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدى، الراحم، ثقة. «تقريب» (171/ 2).
2 -
أبو كدينة يحيى بن المهلب البجلى. صدوق. «تقريب» (359/ 2).
3 -
عطاء بن السائب، صدوق، تغير بآخره، قال ابن حجر فى «التهذيب» (207/ 7) قاعدة جيدة فى التفريق فيمن روى له قبل الاختلاط: «
…
فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثورى، وشعبة، وزهير، وزائدة، وحماد بن زيد، وأيوب عنه صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم .. ».
وراجع «الجرح والتعديل» لابن أبى حاتم (232/ 6 - 334).
4 -
أبو الضحى مسلم بن صبيح، ثقة فاضل، «تقريب» (245/ 2)، فالذى يظهر من مراجعة السند أن السند ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب، ولم يثبت أن أبا كدينة روى عنه قبل الاختلاط.
ومعنى الحديث ثابت فى «الصحيحيين» مطولاً من حديث ابن مسعود، وقد تقدم.
(24 - 569) أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا حسين المروزى، ثنا جرير بن حازم، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، عن أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر»
(1)
.
(25 - 570) أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف، ثنا محمد بن نصر، ثنا وهب بن فقيه، ثنا خالد بن عبد الله، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «عرضت على الأمم، فجعل النبى يمر ومعه النفر من قومه، والنبيان يمران وليس معهما أحد، والنبى يمر ومعه الرهط، إلى أن مر سواد عظيم، قال: قلت: هذه أمتى، فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر نحو الأفق، فإذا سواد عظيم، قد ملأ الأفق، ثم قيل: انظر ما هنا إلى الجانب الآخر، فإذا سواد قد ملأ الأفق، ثم قيل: انظر هاهنا، فإذا سواد، فلما أعجبنى كثرتهم، قيل: هذه أمتك، ومع هؤلاء من أمتك سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب)
(2)
فانصرف النبى صلى الله عليه وسلم ولم يبين لهم شيئاً، فقالوا: نحن آمنا بالله واتبعنا رسوله، وقال بعضهم: هم أبناؤنا، والذين يكونون بعدنا ولدوا فى الإِسلام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هم الذين لا يسترقون
(3)
، ولا يكتوون، ولا يتطيرون
(4)
، وعلى ربهم يتوكلون» فقام عكاشة بن محصن الأسدى فقال: أنا منهم يا رسول الله؟
(1)
تخريجه، راجع رقم (494) من طريق أبو هريرة (وراجع الايمان لابن منده).
(2)
تخريجه، تقدم برقم (538، 539).
(3)
«يسترقون» : قد تكرر ذكر الرقية، والرقى، والرقى، والاسترقاء فى الحديث، والرقية:
العوذة التى يرقى بها صاحب الآفة، كالحمى والصرع، وغير ذلك من الآفات. «النهاية» (254/ 2).
(4)
«الطيرة» : بكسر الطاء، وفتح الياء، وقد تسكن، هى التشاؤم بالشئ، وهو مصدر تطير، يقال: تطير طيرة، تخير خيرة، ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما، وأصله فيما يقال:
التطير بالسوانح والبوارج من الطير والظباء وغيرها. وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله، ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير فى جلب نفع أو دفع ضر. -
فقال: «أنت منهم» ، وقام رجل آخر فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ فقال: «سبقك بها عكاشة»
(4)
«النهاية» (152/ 3).
اتفق على ذكر هذه الأربع معظم الرواة فى حديث ابن عباس، وإن كان عند البعض تقديم وتأخير، وكذا فى حديث عمران بن حصين عند مسلم، وفى لفظ له سقط.
«ويتطيرون» هكذا فى حديث ابن مسعود، وفى حديث جابر الذى أشرت إليهما بنحو الأربع، ووقع فى رواية سعيد بن منصور عند مسلم «ولا يرقون» بدل «ولا يكتوون» ، وقد أنكر الشيخ تقى الدين ابن تيمية هذه الرواية «الفتح» (408/ 11)، وقال: «
…
فجعل من صفاتهم أنهم لا يسترقون، أى: لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم، ولم يقل: يرقون، وإن كان ذلك قد روى فى بعض طرق مسلم، فهو غلط، فإن النبى صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وغيره، لكنه لم يسترق، فالمسترقى طالب للدواء من غيره، بخلاف الراقى غيره، فإنه داع له» «اقتضاء الصراط المستقيم» (827/ 2 - 828).
قال ابن القيم: «
…
فإن قيل: فعائشة قد رقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل قد رقاه، قيل:
أجل ولكن هو لم يسترق، وهو صلى الله عليه وسلم لم يقل ولا يرقيهم راق، وإنما قال: لا يطلبون من أحد أن يرقيهم
…
» «حادى الأرواح» (ص 89) ابن القيم.
وأجاب غيره بأن الزيادة من الثقة مقبولة، وسعيد بن منصور حافظ، وقد اعتمده البخارى ومسلم، واعتمد مسلم على روايته هذه، وبأن تغليط الراوى مع إمكان تصحيح الزيادة لا يصار إليه، والمعنى الذى حمله على التغليط موجود فى المسترقى؛ لأنه اعتل بأن الذى لا يطلب من غيره أن يرقيه قام بالتوكل، فكذا يقال له، والذى يفعل غيره به ذلك ينبغى ان لا يمكنه منه لأجل تمام التوكل، وليس فى وقوع ذلك من جبريل دلالة؛ لأنه فى مقام التشريع، وتبيين الأحكام، ويمكن أن يقال: إنما ترك المذكورين الرقى والاسترقاء حسماً للمادة؛ لأن فاعل ذلك لا يأمن من أن يكل نفسه إليه، وإلا فالرقية فى ذاتها ليست ممنوعة، وإنما منع منها ما كان شركَا أو احتمله. «الفتح» (409/ 11).
أما المعنى الصحيح للتوكل فيحصل بأن يثق بوعد الله، ويوقن بأن قضاءه واقع، ولا يترك اتباع السنة فى ابتغاء الرزق، مما لابد له منه من مطعم ومشرب وتحرز من عدو بإعداد السلاح، وإغلاق الباب ونحو ذلك، ومع ذلك فلا يطمئن إلى الأسباب بقلبه، بل يعتقد أنها لا تجلب بذاتها نفعاً ولا تدفع ضرَا، بل السبب فعل الله تعالى، والكل بمشيئته، فإذا وقع من المرء ركون إلى السبب قدح فى توكله .. » «الفتح» (410/ 11)، وراجع «الفتح» (211/ 10 - 213).
(26 - 571) أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا عباس بن محمد الدورى، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم
(1)
ح.
وأخبرنا على بن الحسين بن الحسن بن على، وأحمد بن إسحاق ابن أيوب، قالا: ثنا محمد بن غالب، ثنا عبد الصمد، قالا: ثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار، عن سعيد بن يسار، عن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يعطى إلا لله عز وجل، فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربى أحدكم فلوه، حتى يكون مثل الجبل»
(2)
رواه أبو النضر، عن عبد الرحمن، وأخرجه البخارى، وقال: تابعه سليمان بن بلال، عن عبد الله، واستشهد بحديث مسلم بن إبراهيم، وزيد بن أسلم، وسهيل، عن أبيه.
(27 - 572) أخبرنا على بن عيسى بن عبدربه، وعلى بن نصر، قالا: ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا امية ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن المفعم، عن سهيل عن أبيه، عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن العبد ليتصدق بالتمرة من الكسب الطيب فيضعها فى حقها فيتقبلها الله بيمينه، ثم لا يبرح يربيها أحسن ما يربى أحدكم فلوه حتى يكون متل الجبل أو أكبر»
(3)
.
(28 - 573) أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق بن موسى الأنصارى، ثنا أنس بن عياض أبو ضمرة، حدثنى الحارث بن عبد الرحمن ابن أبى ذباب، عن سعيد المقبرى، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.: «لما خلق الله آدم عليه السلام، ونفخ فيه من روحه، قال له - بيديه وهما مقبوضتان: خذ أيهما شئت يا آدم، قال: أخذت يمين ربى عز وجل، وكلتا يديه يمين مباركة، ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته كلهم، وإذا كل إنسان عنده عمره مكتوب»
(4)
الحديث.
(1)
هاشم بن القاسم بن مسلم الليثى مولاهم، البغدادى، أبو النضر مشهور بكنيته، ولقبه قيصر، ثقة، ثبت، من التاسعة، مات سنة سبع ومائتين، وله ثلاث وسبعون سنة.
«التقريب» (725).
(2)
تخريجه، تقدم برقم (563).
(3)
راجع ما قبله.
(4)
تخريجه، تقدم برقم (511).
(29 - 574) وأخبرنا خيثمة، ثنا إسحاق بن سيارح.
وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، وعلى قالوا: ثنا إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: جاء حبر من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد! إن الله عز وجل يضع السموات على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، ثم يقول: أنا الملك، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ:{وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ .. } .
(1)
[الزمر: 67].
(30 - 575) أخبرنا على بن محمد بن نصر، وأحمد بن إسحاق، قالا: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد بن مسرهد، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان بن منصور، وسليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة السليمانى، عن عبد الله، أن يهودياً جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمدا إن الله يمسك السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والخلائق على إصبع، ويقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قرأ:{وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ .. } . [الزمر: 67] قال يحيى بن سعيد: وزاد فضيل بن عياض، عن منصور، عن عبيدة، عن عبد الله قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه تعجباً وتصديقاً له.
(1)
تخريجه، تقدم برقم (566).
ومن صفات الله عز وجل الذى وصف به نفسه فى كتابه وبين المصطفى صلى الله عليه وسلم مراده عز وجل قوله عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} . [الأنفال: 24] وقوله عز وجل: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} .
[الأنعام: 110] وقوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا} . [ال عمران: 8](31 - 576) أخبرنا الحسن بن محمد بن النضر، ثنا أبو أحمد إسماعيل بن يزيد، ثنا الوليد بن مسلم
(1)
، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ثنا بشر بن عبد الله، ثنا أبو إدريس الخولانى، ثنا النواس بن سمعان
(2)
، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(3)
ورواه عبد الله بن المبارك، وصدقة بن خالد، وغيرهما، عن ابن جابر.
(32 - 577) أخبرنا الحسن بن منصور الامام أبو القاسم، ثنا على بن الحسن ابن معروف، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم أبو التقى، ثنا عبد الله بن سالم، عن محمد ابن
(1)
الوليد بن مسلم القرشى، مولاهم، أبو العباس الدمشقى، ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع - أول سنة خمس - وتسعين. «التقريب» (7456).
(2)
النواس، بتشديد الواو، ثم المهملة، ابن سمعان بن خالد الكلابى، أو الأنصارى، صحابى مشهور، سكن الشام. «التقريب» (7201).
(3)
تخريجه، رواه ابن ماجه (199)، وأحمد (182/ 4)، وابن حبان (2419)«موارد» ، والحاكم (289/ 2، 321/ 4)، وقال: على شرطهما، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع. ورواه ابن أبى عاصم فى «السنة» (98/ 1) من طريق ابن جابر دون قوله:
الوليد الزبيدى، ثنا الوليد بن أبى مالك
(1)
، أن أبا إدريس الخولانى حدثهم أن النواس بن سمعان حدثهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما من قلب رجل إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقيمه إن شاء، ويزيغه إن شاء، والميزان بيد الرحمن تعالى يرفع أقواماً ويضع آخرين إلى يوم القيامة» هذا إسناد متصل صحيح رواه عمر بن بكار، عن أبى التقى.
(33 - 578) وروى إسحاق بن إبراهيم ابن (
…
)
(2)
عن ابن سالم، وروى الوليد بن سليمان بن أبى السائب
(3)
، عن بشر بن عبد الله، عن أبى إدريس، عن نعيم بن همار
(4)
، وقال أبو مطيع معاوية بن يحيى، عن الزبيدى، عن
(3)
«والميزان بيد الرحمن» ، وقال الألبانى - عن رواية أحمد وابن ماجه والآجرى والحاكم:
صحيح على شرط الشيخين، ورواه المؤلف فى «الرد على الجهمية» بنفس السند من طريق الحسن بن محمد بن النضر رقم (68) قال ابن منده فى «الرد على الجهمية»: حديث ابن سمعان حديث ثابت رواه الأئمة المشاهير ممن لا يمكن الطعن على واحد منهم (ص 88)، وقال عنه [العراقي][*](سنده جيد) كما فى «فيض القدير» للمناوى (493/ 5).
ويشهد له ما فى صحيح مسلم من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص، راجع رقم (98).
فى الحديث دلالة على كمال قدرة الله عز وجل، وكمال تصرفه لقلوب عباده، ويدل أيضاً على إثبات الأصابع، ولا مماس لها، ولا أنها فى جوفه، ولا فى قول القائل:«هذا بين يدى» ما يقتضى مباشرته ليديه، وإذا قيل: السحاب المسخر بين السماء والأرض لم يقتضى أن يكون مماساً للسماء والأرض، ونظائر هذا كثير، قاله ابن تيمية فى «التدميرية» (ص 168).
أما من أول الأصابع بالقدرة أو النعمة فيرد عليه ببعض ما سبق من الرد على من أول اليد بالنعمة أو القدرة. راجع الرد على بشر (417 - 420).
(1)
الوليد بن عبد الرحمن بن أبى مالك الهمدانى، أبو العباس الدمشقى، نزيل الكوفة، وقد ينسب لجده، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين ومائة. «التقريب» (7435).
(2)
غير واضح فى الأصل.
(3)
الوليد بن سليمان بن أبى السائب القرشى، ثقة، من السادسة. «التقريب» (7427).
(4)
نعيم بن همار، بتشديد الميم وأهو هبار، أو هدار، أو خمار، بالمعجمة، أو المهملة الغطفانى، صحابى، رجح الأكثر أن اسم أبيه همار. «التقريب» (7177).
_________
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع «الوافي»
عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سبْرة بن فاكه
(1)
، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
(2)
وراوى هذا الحديث النواس بن سمعان الكلابى عدوه فى الصحابة من أهل الشام، وعبدالله بن عمرو بن العاص، بأسانيد ثابته قبلها الأئمة وأخرجوها، وروى عن جماعة من الصحابة بأسانيد فيها مقال.
(34 - 579) أخبرنا محمد بن الحسن أبو طاهر، ثنا عباس بن محمد الدروى، ثنا أبو عبد الرحمن، وعبدالله بن المبارك المروزى، قالا: ثنا حيوة بن شريح، ثنا أبو هانى الخولانى، أنه سمع أبا عبد الرحمن السلمى عبد الله بن حبيب
(3)
، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول:«إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل، كقلب واحد يصرفها كيف يشاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا مصرف القلوب صرِّف قلوبنا إلى طاعتك»
(4)
.
(35 - 580) أخبرنا الحسن بن محمد بن النضر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا خلاد بن يحيى
(5)
ح.
وأخبرنا الحسن بن مروان، بقيسارية، ثنا إبراهيم بن أبى سفيان، ثنا الفريابى، قالاْ ثنا سفيان بن سعيد، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر ابن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبى على دينك»
(1)
سبرة بن الفاكه، بكسر الكاف، صحابى، أسدى. «التقريب» (2208).
(2)
تخريجه، قال الهيثمى فى «مجمع الزوائد» (211/ 7)، رواه الطبرانى ورجاله ثقات، ورواه ابن أبى عاصم فى «السنة» (99/ 1) من طريق أبى مطيع، عن سبرة بن فاكه.
ورواه أيضاً من طريق الوليد بن سليمان بن أبى السائب
…
عن ابن همار (99/ 1)، ويشهد له ما قبله، وما بعده، ورواه البزار «كشف الأستار» (30/ 1) من طريق أبى إدريس، عن نعيم ابن همار، وقال فى آخره:«يرفع أقواماً ويضع آخرين» .
(3)
عبد الله بن حبيب بن ربيعة، بفتح الموحدة، وتشديد الياء، أبو عبد الرحمن السلمى، الكوفى، المقرئ، مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة، ثبت. «التقريب» (3271).
(4)
تخريجه، رواه مسلم (2654).
(5)
خلاد بن يحيى بن صفوان السلمى، أبو محمد الكوفى، نزيل مكة، صدوق رمى بالإرجاء، وهو من كبار شيوخ البخارى، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة، وقيل: سنة سبع عشرة. «التقريب» (1766).
فقيل: يا رسول الله! أتخاف علينا، وقد آمنا بك وبما جئت به، فقال:«إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن تعالى، يقول بها هكذا، وبسط سفيان بالسبابة والوسطى يحركهما»
(1)
رواه فضيل بن عياض، وغيره، عن الأعمس.
(36 - 581) أخبرنا محمد بن عبيدالله بن أبى رجاء، ثنا موسى بن هارون بن عبد الله الحمال، ثنا سويد بن سعيد
(2)
، ثنا فضيل بن عياض بن مسعود، ثنا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبى على دينك)» وذكره نحوه. اختلف على الأعمش
(3)
فى إسناد هذا الحديث، فرواه أبو معاوية وغيره عن الأعمش، عن أبى سفيان، ويزيد الرقاشى، عن أنس بن مالك، رواه جرير بن عبد الحميد وغيره، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشى، عن أنس، وكذلك رواه عتبة بن أبى حكيم، وغيره، عن الأعمش، عن يزيد، عن أنس، ورواه مظهر بن أبى نويرة، وغيره، عن أبى بكر ابن عياش، عن الأعمش، عن غنيم بن قيس، عن أنس بن مالك، وقال إسماعيل ابن عمرو، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، وكلها معلولة إلا رواية الثورى، وفضيل.
(37 - 582) وروى هذا الحديث عن عائشة، وأم سلمة، وأسماء بنت
(1)
تخريجه، أخرجه أبو يعلى فى «مسنده» (207/ 4). وقال الهيثمى فى «مجمع الزوائد»:
رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح (176/ 10).
ورواه المؤلف فى «الرد على الجهمية» (69)، وقال:«حديث ثابت» . والبيهقى فى «الصفات» ص (64). كلاهما من طريق الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، ورمز له الحاكم (م).
(2)
سويد بن سعيد بن سهل الهروى الأصل، ثم الحدثانى، بفتح المهملة والمثلثة، ويقال له:
الأنبارى بنون، ثم موحدة، أبو محمد صدوق فى نفسه إلا أنه عمى، فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين، وله مائة سنة. «التقريب» (2690).
(3)
أشار الامام الترمذى لهذا الاختلاف فى تعليقه على حديث أبى سفيان، عن أنس، ورجح رواية الأعمش عن أبى سفيان، عن انس على رواية الأعمش عن أبى سفيان، عن جابر.
«الترمذى» (2140/ 4).
يزيد، وعن أبى ذر، وعبدالله بن مسعود، وأبى هريرة، وغيرهم من طرق فيها مقال
(1)
.
(1)
أ - رواية عائشة:
رواها الامام احمد (251/ 6)، وابن أبى عاصم (100/ 1)، وأبو بكر بن أبى شيبة فى «الإيمان» (18)، وابن عبدى فى «الكامل» (8241/ 4، 1377)، والآجرى فى «الشريعة» .
وفيه على بن زيد بن جدعان، ضعيف. «تقريب» (36/ 2)، وله متابع من طريق الحسن عن عائشة، «المسند» (91/ 6).
ب - رواية أم سلمة:
رواها الامام أحمد فى «المسند» (302/ 6، 315)، و «التوحيد» لابن خزيمة (281)، وابن أبى عاصم (100/ 1)، والآجرى (316)، ومداره على شهر بن حوشب، صدوق كثير الارسال والأوهام. «التقريب» (355/ 1)، وله متابع من طريق الحسن عن أمه، ورواه الآجرى (316)، وابن أبى شيبة فى «الإيمان» (17)، والترمذى (3522/ 4)، وحسنه الهيثمى (176/ 10) مجمع الزوائد.
ج - رواية أبى ذر:
«التوحيد» لابن خزيمة (ص 82).
د - رواية أبى هريرة:
«السنة» لابن أبى عاصم (103/ 1)، الطبرانى فى «الأوسط» ، كما فى «المجمع» (211/ 7).
هـ - عبادة بن الصامت:
«الكامل» لابن عبدى (2557/ 7)، (1611/ 4).
و- عاصم بن كليب:
عاصم بن كليب عن أبيه عن جده. رواه الترمذى (3587)، وابن عبدى فى «الكامل» (247/ 6).
وصحح الشيخ الألبانى فى «ظلال الجنة» (100/ 1 - 103) حديث أم سلمة، وعائشة، وأبو هريرة؛ بالشواهد، ولم أجد رواية عبد الله بن مسعود، وأسماء بنت يزيد.
يتحصل مما سبق اثنا عشر حديثَا فى (هذا الموضوع)«ساق المؤلف ستة منها» بالسند:
«النواس ابن سمعان، عبد الله بن عمرو، جابر بن عبد الله، أنس بن مالك - سيأتى فى الذى بعده -، سبرة بن فاكة، نعيم بن همار» واشار إلى ستة احاديث فهى: «أربعة عن عائشة، -
(38 - 583) أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا عباس بن الوليد النرس
(1)
، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن سليمان الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس، قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب! ثبت قلبى على دينك» ورواه أبو معاوية أتم من هذا، وخالفهما أبو بكر بن عياش فى اللفظ.
(39 - 584) أخبرنا محمد بن عبيدالله بن أبى رجاء، ثنا موسى بن هارون، ثنا داود بن عمرو الضبى
(2)
، ثنا أبو الأحوص «سلام بن سليم»
(3)
عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب! ثبت قلبى على دينك» .
وأخبرنا محمد بن يعقوب، ثنا جعفر الصايغ، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا أبو الأحوص، نحوه.
(40 - 585) أخبرنا على بن محمد، أخبرنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع «سليمان بن داود» ، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا الأعمس، عن أبى سفيان، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا مقلب القلوب! ثبت قلبى على دينك» قال: قلت: يا رسول الله! آمنا بك وبما جئت به، قال:«إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها»
(4)
.
(1)
وأم سلمة، وأبى ذر، وأبى هريرة» ووجدت له طريقين آخرين عن عبادة بن الصامت، وعاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده «شهاب بن الجنون» مذكور فى الصحابة، «الاصابة» (158/ 2 - 159).
(1)
عباس بن الوليد بن نصر الرس، بفتح النون، وسكون الراء بعدها مهملة، ثقة من العاشرة، مات سنة ثمان وثلاثين. «التقريب» (3193)
(2)
داود بن عمرو بن زهير بن عمرو بن جميل الضبى، أبو سليمان البغدادى، ثقة من العاشرة، مات سنة ثمان وعشرين، وهو من كبار شيوخ مسلم. «التقريب» (1803).
(3)
سلام بن سليم الحنفى، مولاهم أبو الأحوص الكوفى، ثقة، متقن، صاحب حديث، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين. «التقريب» (2703).
(4)
تخريجه، رواه احمد (112/ 3، 257)، والترمذى (2140)، وابن ماجه (3834)، -
ذكر أخبار جأت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد مقبولة رضيها الأئمة ورووها على سبيل الوصف على ما جأت وامتنعوا عن تأويلها وتفسيرها (41 - 586) أخبرنا عمر بن محمد بن سليمان، ثنا عثمان بن خرزاذ
(1)
، ثنا الهيثم بن خارجة
(2)
، ثنا الوليد بن مسلم، قال: سألت سفيان الثورى، ومالك بن أنس، وعبدالرحمن الأوزاعى، والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التى جأت فى الرؤية وأمثالها، فقالوا: نؤمن بها، ونمضى على ما جأت ولا نفسرها
(3)
.
(42 - 587) أخبرنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الوراق، ثنا أحمد بن - وقال الترمذى: هذا حديث حسن، وهكذا روى غير واحد عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس، وروى بعضهم عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، عن النبى صلى الله عليه وسلم.
قلت: ويشهد له ما سبق من الأحاديث.
(1)
عمان بن عبد الله بن محمد بن خُرزاذ، بضم المعجمة، وتشديد الراء بعدها زاى، ثقة، من صغار الحادية عشرة، مات سنة إحدى وثمانين، وقيل: فى أول التى بعدها. «التقريب» (4490).
(2)
الهيثم بن خارجة المروذى، أبو أحمد، أو أبو يحيى، نزيل بغداد، صدرق، من كبار العاشرة، مات سنة سبع وعشرين فى آخر يوم منها. «التقريب» (7364).
(3)
تخريجه، رواه الآجرى فى «الشريعة» (314). والدارقطنى فى «الصفات» (ص 75) بلفظ:
«أمضها بلا كيف» ورواه أبو بكر الخلال، فى «الكتاب والسنة» من طريقين عن الوليد بن مسلم أحدها:(أمروها كما جأت)، والأخرى:(أمروها كما جأت بلا كيف). «الفتوى الحموية» (ص 24). وأخرجه اللالكائى من طريقين (527/ 3، 503)، ولكن باختلاف فى اللفظ، ففى رواية اللالكائى:«فقالوا: أمروها كما جأت بلا كيف» . واخرجه البيهقى فى «الاعتقاد» .
وقال الترمذى: «والمذهب فى هذا عند أهل العلم مثل سفيان الثورى، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وابن عيينة، ووكيع، وغيرهم: أنهم رووا هذا الأشياء، ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث، ونؤمن بها، ولا يقال: كيف؟ وهذا الذى اختاره أهل الحديث، أن تروى هذه الأشياء كما جأت، ويؤمن بها، ولا تفسر، ولا تتوهم، ولا يقال: كيف؟ وهذا أمر -
الفرات (أبو مسعود) قال: وقال يحيى بن معين: سمعت زكريا بن عدى يقول:
سئل وكيع عن هذه الأحاديث يعنى فى «الصفات» فقال: رأيت إسماعيل بن أبى خالد، ومسعر وسفيان يرونها، ولا يفسرون، قال أبو مسعود: وهكذا نقول نحن نرويها.
(1)
(132 - 588) أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا عباس بن محمد الدورى، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شهدت زكريا بن عدى، وسأل وكيعاً، فقال:
يا أبا سفيان، هذه الأحاديث مثل حديث:
(الكرسى موضع القدمين»، ونحو هذا فقال وكيع، إسماعيل بن أبى خالد، وسفيان الثورى، ومسعر بن كدام يروون هذه الأحاديث، لا يفسرون منها شيئاً
(2)
.
(133 - 589) قال عباس، وسمعت أبا عبيدة القاسم بن سلام يقول: هذه الأحاديث التى تروى ضحك ربنا من قنوط عباده، وإن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها، والكرسى موضع القدمين، وهذه الأحاديث فى الرؤية هى عندنا حق حملها الثقات بعضهم عن بعض، ونحن إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها، وما - اهل العلم الذى اختاروه، وذهبوا إليه» (692/ 4).
ورواه أبو إسماعيل الصابونى «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص 56). والبيهقى فى «الأسماء والصفات» (453). وابن عبد البر فى «التمهيد» (149/ 7). وقال الألبانى فى «مختصر العلو» (143): «إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات، وقد صححه المؤلف فى «الأربعين» ، أى الذهبى، وأخرجه ابن مندة فى «التوحيد» .
(1)
تخريجه، رواه الدارقطنى فى «الصفات» (ص 69)، وابن عبد البر فى «التمهيد» (149/ 1)، وابن معين فى «تاريخه» (631/ 2)، ترتيب، وصححه الألبانى فى «مختصر العلو» (ص 150).
(2)
تخريجه، أخرجه عبد الله ين أحمد فى «السنة» (ص 160)، وابن خزيمة فى «التوحيد» (ص 107، 108)، والحاكم (282/ 2)، وصححه على شرط الشيخين، وغيرهم من طرق، عن ابن عباس - رضى الله عنهما -، وقال الألبانى فى «مختصر العلو» (ص 102): إسناده صحيح موقوف، وقال الذهبى فى «الميزان» (265/ 2) - وقد ساق هذا الحديث: اخطأ شجاع فى رفعه.
أدركنا أحداً يفسرها
(1)
.
(134 - 590) أخبرنا محمد بن محمد بن الأزهر، ثنا أبو عوانة موسى بن يوسف، قدم علينا شريك بن عبد الله من واسط، فقلت: إن عندنا قوم ينكرون هذه الأحاديث، أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، وما شابهها، فقال: وما ينكرون؟ إنما جاء بهذه من جاء بالصلاة والسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(135 - 591) أخبرنا محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن يوسف العلمى، ثنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: مالى لا يدخلنى إلا ضعفاء الناس، وسقطهم، فقال الله تعالى للنار: إنما أنت عذابى أعذب بك من أشاء من عبادى، وقال للجنة: أنت رحمتى، ولكل واحد منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله عز وجل رجله، فتقول:
قط، قط، قط، فهنالك امتلات، وينزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم ربك من خلقه أحدا»
(3)
رواه ابن سيرين، وعنه جماعة، وعطاء عنه عمرو، وابن جريج،
(1)
تخريجه، رواه اللالكائى فى «شرح أصول الاعتقاد» (526/ 3). والآجرى فى «الشريعة» (ص 255) محتصرا بنحوه، دون قوله:«ونحن إذا شئنا .. » والدارقطنى فى «الصفات» (ص 69268) بنحوه، مع تقديم وتأخير، لا يضر، وقال فيه:« .. ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه؟ كيف يضحك؟ قلنا: لا نفسرها، ولا سمعنا أحدّا يفسره. وابن عبد البر فى «التمهيد» (149/ 7) جميعهم من طريق العباس بن محمد الدورى. والبيهقى فى «الأسماء والصفات» (ص 443). وصححه ابن تيمية كما فى «الفتوى الحموية الكبرى» (ص 30).
(2)
تخريجه، رواه اللالكائى فى «شرح أصول الاعتقاد» (ج 879/ 3) من طريق أبى معمر «بأتم من هذا» وقال فى آخره:«وإنما عرفنا الله بهذه الأحاديث» .
ورواه عبد الله فى «السنة ص 66 - 67» . والدارمى فى «الرد على بشر المريسى» (ص 461).
والدارقطنى فى «الصفات» (ص 73) بمعناه، من طريق موسى بن داود، وقال: قال عباد ابن العوام .. قال فيه: «أما نحن فأخذنا ديننا عن أبنأ التابعين، عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم عمن أخذوه» . قال الألبانى فى «مختصر العلو» : «
…
أخرجه ابن مندة فى التوحيد، وسنده صحيح» (ص 149).
(3)
تخريجه، رواه البخارى (4850، 7449)، ومسلم (2846)، وابن منده فى «الرد على الجهمية» (رقم 9).
وعبدالرحمن بن يعقوب من حديث العلاء، وعمار بن أبى عمار، من حديث حماد، وزياد مولى بنى مخزوم، من حديث إسماعيل، وقالوا:«قدمه» .
(136 - 592) أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر «أبو الحسن الوراق» ، ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، ثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، ثنا حرمى بن عمارة
(1)
، ثنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يلقى فى النار، وتقول: هل من مزيد، فيلقى فيها، وتقول: هل من مزيد، حتى يضع فيها رجله، أو قدمه، فتقول: قط، قط» رواه موسى بن محمد بن حيان، وابن أبى الأسود وغيره، عن حرمى نحو لفظه، وكذلك رواه مؤمل بن خارجة، وأشعث بن عبد الله الخراسانى، عن شعبة مثله.
(137 - 593) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن أبى تمام، ثنا آدم بن أبى إياس، ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، حدثنا أنس ابن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العالمين فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض، وتقول: قط، قط» رواه يونس المؤدب، وحسين بن محمد المروزى، وغيرهما، عن شيبان، ورواه عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن زريع، عن سعيد، ورواه أبان، عن قتادة، فزاده فيه لفظة.
(138 - 594) أخبرنا إبراهيم بن محمد، ثنا عبد الله بن احمد بن موسى، ثنا عبد الأعلى بن حماد، وعباس بن الوليد النرسيان، قالا: ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال النبى صلى الله عليه وسلم:«لا تزال جهنم يلقى فيها، وتقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العالمين فيها قدمه، فينزوى بعضها إلى بعض، وتقول: قط، قط، ولا يزال فى الجنة فضل حتى ينشئ الله عز وجل لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة» .
(139 - 595) أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن على الوراق،
(1)
حرمى بن عُمارة بن أبى حفصة، نابت، بنون وموحدة، ثم مثناة، وقيل: كالجادة العتكى، البصرى، أبو روح، صدوق، يهم، من التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين. «التقريب» (1178).
ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان بن يزيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يدنى فيها رب العالمين قدمه، فينزرى بعضها إلى بعض، وتقول: قط، قط، بعزتك، ولا تزال فى الجنة فضل حتى ينشئ الله تعالى لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة»
(1)
. رواه عبد الصمد بن عبد الوارث
(2)
، وغيره عن أبان ومما يشهد له رواية أبى هريرة، وأنس فى ذكر الرجل ماتقدم.
(140 - 596) أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب الدمشقى، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن، ثنا يوسف بن بهلول، ثنا عبدة بن سليمان ح.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن عمر الوراق، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا إبراهيم بن أبى الليث، ثنا إبراهيم بن سعد جميعاً، عن محمد بن إسحاق عن
.
(1)
تخريجه، رواه البخارى (4848)، وفى غير موضع، ومسلم (2848).
وراجع الحديث أيضاً فى «الرد على الجهمية» لابن مندة رقم (100) بنفس السند، أما ما ورد فى بعض الروايات أن الله ينشئ للنار خلقا آخر، فقد جزم بعض الأئمة بأنه انقلاب، قال أبو الحسن القابسى المعروف فى هذا الموضع: أن الله ينشئ للجنة خلقا، أما النار فيضع فيها قدمه، قال: ولا أعلم فى شئ من الأحاديث أن الله ينشئ للنار خلقَا إلا هذا
…
وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقينى. «الفتح» (436/ 13 - 437).
قال ابن القيم: وأما اللفظ الذى وقع فى «صحيح البخارى» فى حديث أبى هريرة «وأنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقى فيها فتقول: هل من مزيد؟» فغلط من بعض الرواة، انقلب عليه لفظه، والروايات الصحيحة، ونص القرآن يرده، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرأنه يملأ جهنم من إبليس واتباعه، فإنه لا يعذب إلا من قامت عليه حجته، وكذب رسله، قال تعالى: كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ [تبارك: 8 - 9]، ولا يظلم الله أحداً من خلقه. «حادى الأرواح» (ص 268 ابن القيم).
قط: بمعنى حسب، وتكرارها للتأكيد، وهى ساكنة الطاء، مخففة ورواه بعضهم:
«فتقول: قطنى، قطنى، أى: حسبى» «النهاية» (78/ 4).
(2)
عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبرى، مولاهم الثورى، بفتح المثناة، وتثقيل النون المضمومة أبو سهل البصرى، صدوق ثبت فى شعبة، من التاسعة، مات سنة سبع.
«التقريب» (4080
يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخندس
(1)
، عن عكرمة
(2)
، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشد قول أمية بنت الصلت:
رجل وثور تحت رجل يمينه
…
والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «صدق، صدق» .
وقال:
والشمس تطلع كل آخرليلة
…
حمرأيصبح لونهايتورد
تأبَى فماتطلع لنافى رسلها
…
إلامعذّبة وإلاتجلد
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «صدق، صدق»
(3)
.
رواه محمد بن سلمة، ويونس بن بكير، ويحيى بن سعيد الأمورى، عن ابن إسحاق، أخرجه ابن خزيمة.
(1)
يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، ثقة، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين.
«التقريب» (7825).
(2)
عكرمة أبو عبد الله، مولى ابن عباس، أصله بربرى، ثقة، ثبت، عالم بالتفسير من الثالثة، مات سنة أربع ومائة، وقيل بعد ذلك. «التقريب» (4673).
(3)
تخريجه، رواه أحمد (256/ 1)، وابن أبى عاصم فى «السنة» (255/ 1، 256)، وابن خزيمة (ص 91)، من طرق عن ابن إسحاق. وهو حديث صحيح، علته عند المؤلف عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، ولكن ورد تصريحه بالسماع فى رواية البيهقى فى «الأسماء والصفات» (ص 453).
قال ابن كثير عن رواية احمد: «صحيح الإسناد رجاله ثقات» «البداية والنهاية» (12/ 1).
قال ابن كثير: «وهو يقتضى ان حملة العرش اليوم أربعة، فيعارضه حديث الأوعال اللهم إلا ان يقال أن إثبات هؤلاء الأربعة من هذه الصفات لا ينفى ما عداهم» ، والله أعلم.
وقال البيهقى: «وإنما أريد به ما جاء فى حديث آخر عن ابن عباس، أن الكرسى يحمله أربع من الملائكة، ملك فى صورة رجل، وملك فى صورة أسد، وملك فى صورة ثور، وملك فى صورة نسر، فكأنه - إن صح - بين أن الملك الذى فى صورة رجل، والملك الذى فى صورة ثور، يحملان من الكرسى موضع الرجل اليمنى، والملك الذى فى صورة النسر، والذى فى صورة الأسد - وهو الليث - يحملان من الكرسى موضع الرجل الأخرى» . [«الأسماء والصفات» للبيهقى (ص 454)]
(141 - 597) أخبرنا على بن العباس بن الأشعث بغزة، ثنا محمد بن حماد «أبو عبد الله الطبرانى» أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختيانى، عن محمد ابن سيرين، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتجت الجنة والنار، فقالت الجنة»
(1)
الحديث.
(142 - 598) أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن مسلم بن واره الرازى، وأخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن إسحاق ابن بكر الصاغانى، قالا: ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبى كريمة، ثنا محمد بن سلمة، عن أبى عبد الرحيم خالد بن أبى يزيد عن زيد بن أبى أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن مسروق بن الأجدع، ثنا عبد الله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «يجمع الله عز وجل الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم، أربعين يوماً شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء، قال: وينزل الله عز وجل فى طلل من الغمام من العرش إلى الكرسى، ثم ينادى مناد: أيها الناس! ألم ترضوا من ربكم الذى خلقكم ورزقكم، وأمركم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً - أن يولى - كل إنسان ما كان يتولى ويعبد فى الدنيا، أليس ذلك عدلاً من ربكم عز وجل؟ قالوا: بلى، فينطلقون، ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر، وإلى الأمثال من الحجارة، وأشباه ما كانوا يعبدون يتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزير، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم، وأمته، قال: فيتمثل الرب عز وجل فيأتيهم، فيقول: ما لكم لا تنطلقون كما ينطلق الناس، فيقولون: بيننا وبينه علامة، فإذا رأيناه عرفناه، فيقول: ما هى؟ فيقولون: يكشف عن ساقه، فعند ذلك يكشف عن ساقه قال: فيسجد كل من كان لظهره طبق
(2)
(1)
تخريجه، رواه مسلم (2846)، وسبق تخريجه من طريق عبد الرحمن، عن معمر، عن همام، الحديث رقم (594) وما بعدها، وأشرنا إلى طرق الصحيحيين الأخرى، ومنها هذا الطريق.
(2)
«لظهره طبق» : والطبق والطقة: الفقرة، حيث كانت، وقيل: هى ما بين الفقرتين، وجمعهاطباق، والطبقة: المفصل، والجمع طبق، وقيل: الطبق عظم رقيق يفصل بين الفقارين. «لسان العرب» (212/ 10).
، ويبقى قوم ظهورهم كصياصى البقر
(1)
، يريدون السجود، فلا يطيقون، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون، ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم، قال: فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم، فيسعى بين يديه، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدمه فيضئ مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدم قدمه، فمشى، وإذا طفئ قام قال: والرب عز وجل أمامهم حتى يمر فى النار فيبقى أثره كحد السيف دحض مزلة
(2)
، قال: ويقول: مروا، فيمرون على قدر نورهم، منهم من يمر كخطف العين، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرحل، حتى يمر الذى أعطى نوره على إبهام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه، يجر يد ويعلق يد، ويجر رجل ويصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص، وقف عليها ثم قال: الحمد لله قد أعطانى الله عز وجل ما لم يعط أحداً إذ نجانى منها بعد إذ رأيتها، قال: فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم، قال: ويرى ما فى الجنة من خلال الباب، قال: فيقول: رب أدخلنى الجنة، قال: فيقول الله عز وجل له: أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟ قال: فيقول: اجعل بينى وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها
(3)
، قال:
ويدخل الجنة، ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم، قال: فيقول:
رب أعطنى ذلك المنزل، فيقول له: فلعلك إن أعطيته تسأل غيره، قال: لا وعزتك، لا أسأل غيره، وأى منزل يكون أحسن منه، قال: فيعطى فينزل، قال: فيرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم، قال: رب أعطنى ذلك المنزل، قال: فيقول له: فلعلك إن
(1)
«كصياصى البقر» : أى قرونها، واحدتها صية شبه ظهور الكفار بها يوم القيامة، إشارة لصلابة الظهر، وجعل فقار ظهره كفقارة واحدة، فلا يستطيع السجود، أو الانحناء، انظر «النهاية» (67/ 8) بتصرف.
(2)
«دحض مزلة» : وفى صفة الصراط «مدحضة مزلة» المزلة: مفعلة من زل يزل إذا زلق، وتفتح الزاى وتكسر، أراد أنه تنزلق عليه الأقدام ولا تثبت. «نهاية: 310/ 2).
(3)
«حسيسها» : وقوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها. أى: لا يسمعون حسها وحركة تلهبها والحسيس والحس الحركة، وفى الحديث: إنه كان فى مسجد الخيف فسمع حسيس حة، أى: حركتها، وصوت مشيها. «لسان العرب» (50/ 6).
اعطيته تسال غيره، قال: وعزتك لا اسال غيره، واى منزل يكون احسن منه، قال:
فيعطى فينزله، قال: فيرى أو يرفع له أمام ذلك منزلاً آخر كأن ما هو فيه إليه حلم، قال:
فيقول: رب أعطنى ذلك المنزل، قال: فيقول الله عز وجل له: فلعلك إن أعطيته تسأل غيره، قال: لا وعزتك لا أسأل غيره، وأى منزل يكون أحسن منه، قال: فيعطاه، فينزله، قال: ثم يسكت قال: يقول الله عز وجل له: مالك لا تسأل، قال: فيقول: يارب قد سألتك حتى قد استحييتك، وأقسمت لك حتى قد استحييتك، قال: فيقول الله عز وجل له: ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشر أضعافها، قال: فيقول: أتستهزئ بى وأنت رب العالمين، قال: فيضحك الرب عز وجل من قوله» قال: فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن! قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً، كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت، فقال ابن مسعود: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث بهذا الحديث مراراً، كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك، حتى يبدوا آخر أضراسه، «قال: فيقول الرب عز وجل: لا ولكنى على ذلك قادر، سل، فيقول: رب ألحقنى بالناس، قال: فيقول: الحق، قال: فينطلق يرمل
(1)
فى الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً فيقول له: ارفع رأسك مالك، قال:
فيقول: رأيت ربى، أو ترايا لى ربى عز وجل، فيقال له: إنما منزل من منازلك، قال: ثم يلقى رجلاً فيتهيأ ليسجد فيقال له: مه، مالك؟ قال: فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة، فيقول: إنما أنا خازن من خزانك عبد من عبيدك، تحت يدى ألف قهرمان على مثل ما أنت عليه قال: فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر، قال: وهو درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتحها منها فيستقبله جوهرة خضراء مبطنة حمراء، كل جوهرة تفضى إلى جوهرة على غير لون الأخرى فى كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهم حور أعينها، عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء رجلها، كبدها مرآته، وكبده مراتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت فى عينه سبعين ضعفاً عما كان قبل ذلك، وإذا أعرضت عنه إعراضة ازداد فى عينها سبعين ضعفاً عما كان قبل ذلك، قال: فيقول لها:
.
(1)
«يرمل» : يقال: رمل الرمل رملاً ورملانا، إن أسرع فى المشى، وهز منكبيه. «نهاية» (265/ 2)
والله لقد ازددت فى عينى سبعين ضعفاً، قال: فتقول: وأنت والله لقد ازددت فى عينى سبعين ضعفاً فيقال له: أشرف، فيشرف قال: فيقول له ملكك مسيرة مائة عام تنفذه ببصرك». قال: فقال عمر: ألا تسمع إلى ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلاً، فكيف أعلاهم فأنشاء كعب يحدث وذكر الحديث.
(143 - 599) رواه أبو غسان مالك بن إسماعيل، عن عبد السلام بن حرب
(1)
، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالانى، عن المنهال بن عمرو، عن أبى عبيدة، عن مسروق
(2)
، عن ابن مسعود مرفوعا، مثله سواء، وفيه كلام عمر لكعب.
(144 - 600) أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب، ثنا حفص بن عمر بن الصباح، ثنا أبو غسان، ورواه عبد المؤمن بن على، عن عبد السلام بن حرب بإسناده مثله.
(145 - 601) ورواه الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن
(3)
، وأبى عبيدة
(4)
، عن عبد الله موقوفاً.
(146 - 602) ورواه وهب بن منبه، عن الحسن، عن عبد الأعلى بن أبى المساور
(5)
، عن المنهال، عن قيس، وأبى عبيدة، عن عبد الله مرفوعاً بطوله.
(1)
عبد السلام بن حرب بن مسلم النهدى، بالنون، الملائى، بضم الميم، وتخفيف اللام، أبو بكر الكوفى، أصله بصرى، ثقة، حافظ، له مناكير، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين، وله ست وتسعون سنة. «التقريب» (4067).
(2)
مسروق بن الأجدع بن مالك الهمدانى الوادعى، أبو عائشة الكوفى، ثقة فقيه، عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة اثنتين، ويقال: ثلاث وستين. «التقريب» .
(3)
قيس بن السكن الأسدى، الكوفى، ثقة، من الثانية، مات قبل السبعين. «التقريب» (5578).
(4)
أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، كوفى، ثقة، من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح له سماع من أبيه. مات سنة ثمانين. «التقريب» (8231).
(5)
عبد الأعلى بن أبى المساور، متروك كذبه ابن معين، من السابعة، مات بعد الستين.
«التقريب» .
(147 - 603) ورواه ورقاء بن عمرُ
(1)
، وأحمد بن أبى طيبة، جميعا عن أبى طيبة، الجرجانى، عن كرز بن وبرة، عن نعيم بن أبى هند، عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو حديث زيد بن أبى أنيسة، ولم يذكر مسروق فى الاسناد.
(148 - 604) أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن، ثنا أحمد بن يوسف السلمى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن ورقاء بن عمر، عن أبى طيبة بهذا.
وهذه الأسانيد فى بعض رواتها مقال، وإنما ذكرناها اعتباراً واستشهاداً لحديث المنهال بن عمرو المروى المرفوع، المتصل، وذكره النسائى من حديث زيد بن أبى أنيسة.
وروى هذا الحديث سفيان بن الثورى، وغيره عن سلمة بن كهيل، عن أبى الزعراء
(2)
، عن عبد الله، وفيه:«فيتمثل الله عز وجل للخلق، ثم يأتيهم فى صورته» .
وروى هذا الحرف أبو هريرة، وأبو سعيد.
(149 - 605) أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن العباس الكنانى، ثنا أحمد ابن حماد أخو زغبة، ثنا محمد بن حاتم، ثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال: أتينا عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون برجل كان ينكر حديث يوم القيامة، وأن الله تعالى
(1)
أبو بشر الكوفى، نزيل المدائن، صدوق فى حديثه عن منصور، لين، من السابعة.
«التقريب» (7403).
(2)
التصحيح من «الإيمان» لابن منده (ص 799)، رواه الطبرانى فى «الكبير» (417/ 9)، من طريق أبى خالد الدالانى، ومن طريق ابن أبى أنيسة.
الحاكم، وصححه (592/ 589/4)، (376/ 2) من طريق أبى خالد الدالانى، عن المنهال ابن عمرو.
وذكره الذهبى فى «العلو» بطوله (73)، وقال: إسناده حسن. ورواه عبد الله بن الامام أحمد فى «السنّة» (206 - 209)، واللالكائى (385/ 3). وقال المنذرى فى «الترغيب» (506/ 4): أحد طرق الطبرانى صحيح. وقال الهيثمى فى «الجمع» (343/ 10): رواه كله الطبرانى، من طرق، رجال أحدها ثقات، رجال الصحيح غير أبى خالد الدالانى وهو ثقة، وهو فى مسلم بنحوه باختصار. وراجع تخريج ما بعده من طريق أبى سعيد الخدرى، وقال المؤلف فى كتاب «الايمان» ص (799): وهذا إسناد صحيح أخرجه النسائى ولم اجده فى تحفة الأشراف. والحديث صححه الألبانى، كما فى «شرح الطحاوية» (ص 470).
يأتيهم فى صورته فقلنا: يا أبا عبد الله! إن هذا ينكر حديث عبد الله فى صفة يوم القيامة، وما يأتيهم الله عز وجل فيه، فقال: يا بنى ما تنكر من هذا فقال: إن الله تعالى أجل وأعظم من أن يرى فى هذه الصفة، فقال: يا أحمق إن الله تعالى ليس يتغير عن عظمته، ولكن عيناك يغيرهما حتى تراه كيف شاء، فقال الرجل: أتوب إلى الله عز وجل، ورجع عما كان عليه
(1)
.
(150 - 606) أخبرنا ابن محمد بن زياد، ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ح.
وأخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصرى، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن الفراء، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبى سعيد الخدرى، أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(151 - 607) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم (أبو عمرو)، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن أبى تمام، ثنا آدم بن أبى إياس، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبى سعيد الخدرى، أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا عز وجل، وذكر الحديث.
(152 - 608) أخبرنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلى
(3)
بمكة، ثنا إبراهيم ابن عيسى البصرى، ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبى سعيد الخدرى، أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)
ذكره الذهبى فى «العلو» (ص 74) بعد سوقه حديث ابن مسعود السابق، ولم يشر إلى مصادره، ولم بذكر سنده، ولم أجده فى كتب العقيدة التى بين يدى.
ورجال سنده:
أ - حمزة بن الكنانى، شيخ المؤلف، كان حافظاً، ثبتاً، تقدمت ترجمته.
ب - أحمد بن حماد، أخو زغبة، أبو جعفر المصرى، صدوق من الحادية عشرة، مات سنة ست وتسعين/س. «تقريب» (13/ 1)، «تهذيب» (25/ 1).
ج - محمد بن حاتم: بن نعيم المروزى، ثقة، من الثانية عشرة/س. «تقريب» (152/ 2).
د - إسحاق بن عيسى الطباع، ابن نجيح البغدادى، أبو يعقوب بن الطباع، صدوق، من التاسعة، مات سنة أربع عشرة، وقيل: بعدها/م ت س ق. «تقريب» (60/ 1).
فالاسناد حسن لذاته، والله أعلم.
(2)
تخريجه، رواه البخارى (4581) و (7439)، ومسلم (183).
(3)
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلى، أبو جعفر، محدث مكة نسبة إلى ديبل مدينة قرب -