الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان آخر يدل على أن الله عز وجل
لم يزل متكلماً وأن موسى عليه السلام سمع كلامه
قال الله عز وجل: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه: 12].
وقال عز وجل: {إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ} [القصص: 30].
وقال: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي} [الأعراف: 144].
وقال عز وجل: {وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا} [مريم 52].
(29 - 645) أخبرنا أحمد بن عمرو أبو الطاهر، ثنا يونس بن الأعلى، ثنا ابن وهب، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أن موسى عليه السلام قال: يارب آدم آخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال: أنت أبونا؟ قال: نعم، قال: الذى نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملأئكة فسجدوا لك؟ قال: وأسكنك جنته، وخلقك بيده؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت موسى بنى إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أنت الذى كلمك الله من وراء حجاب، لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم، قال: فهل وجدت فى كتاب الله أن ذلك كائن فى كتابه قبل أن أخلق؟ قال: بلى، قال: فبم تلومنى على شئ سبق القضاء فيه قبلى، قال النبى صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى عليهما السلام»
(1)
.
(1)
تخريجه، راجع تخريج حديث (540) فقد كرر هنا بنفس السند.
الشاهد من الحديث: «أنت الذى كلمك الله من وراء حجاب، لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم» .
وقال الآجرى فى «الشريعة» (ص 86): «وإنما كان بينهما الكلام، فدل على أن كلام الله عز وعلا ليس بمخلوق، إذ قال: «لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه» فتفهموا هذا فتفهَوا إن شاء الله تعالى».
روى من حديث نافع، عن ابن عمر، عن عمر بإسناد فيه مقال.
(30 - 646) أخبرنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الأَزاذانى
(1)
، ثنا أبو مسعود ح.
وأخبرنا محمد بن سعد، ثنا محمد بن أيوب، قالا: ثنا أبو مسلمة بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال موسى: يا آدم! أنت الذى خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته؟ فعلت ما فعلت، وأخرجت ذريتك من الجنة، قال: أنت موسى الذى بعثك الله برسالاته وكلامه وآتاك التوراة، وقربك نجيا
(2)
، أنا أقدم أم الذكر، قال النبى صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى عليهما السلام»
(3)
.
(31 - 647) أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، ثنا أبو زرعة
(1)
قال أبو سعيد الدارمى فى «الرد على الجهمية» (ص 157) مثبتا صفة الكلام من خلال اختصاص موسى عليه السلام بالكلام دون غيره من الأنبياء (فقال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ فميز بين من اختصه بكلامه، وبين من لم يكلمه، ثم سمى ممن كلم موسى فقال: وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً فلو لم يكلمه بنفسه إلا على تأويل ما ادعيتم، فما فضل ما ذكر الله من تكليمه إياه على غيره ممن لم يكلمه؟ إذ كل الرسل فى تكليم الله إياهم مثل موسى عليه السلام، كل عندكم لم يسمع كلام الله، فهذا محال من الحجج، فضلا عن أن يكون ردَا لكلام الله وتكذيباً لكتابه، ولم يقل: «منهم من كلم الله» إلا وأن حالتيهما مختلفتان فى تكليم الله إياهم» (ص 157).
(1)
محمد بن إبراهيم الأزاذانى، قال أبو نعيم: محمد بن إبراهيم الأزاذانى يروى عن أبى مسعود، قال أبو نعيم: حدثنا عنه ابن منده (ج 2، ص 279) أخبار أصبهان.
(2)
نجيا: وفى حديث الدعاء «اللهم بمحمد نبيك وبموسى نجيك» هو المناجى المخاطب للإِنسان والمحدث له، يقال: ناجاه يناجيه مناجاة، فهو مناج، والنجى: فعيل منه، تناجيا مناجاة وانتجاء. «النهاية» (25/ 5).
(3)
تخريجه، أخرجه أحمد (464/ 2)، وعثمان بن سعيد الدارمى فى «الرد على الجهمية» (ص 138، 139)، والطبرانى فى «الكبير» (271/ 2، 172)، وقال الهيثمى فى «مجمع الزوائد»: «رواه أبو يعلى، وأحمد، والطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، لكنه منقطع؛ -
عبد الرحمن بن عمرو. ح.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن يونس قالا: ثنا أحمد ابن مهدى بن رستم. ح.
وأخبرنا الحسن بن منصور الإِمام، ثنا محمد بن العباس بن معاوية، قالوا: ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ثنا شعيب بن أبى حمزة، عن الزهرى، عن حميد، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال موسى:
أنت آدم الذى خلقك الله بيده»
(1)
.
(32 - 648) وأخبرنا - أبو الطاهر - أحمد بن عمرو، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنى يونس بن يزيد، عن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتج آدم وموسى عليهما السلام عند ربهما عز وجل، فحج آدم موسى، فقال موسى: أنت آدم الذى خلقك الله عز وجل، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنته، فبم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الذى اصطفاك الله برسالاته وكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شئ، وقربك نجيا، فبكم وجدت الله عز وجل كتب التوراة قبل أن يخلقنى؟ قال موسى: بأربعين عاماً، قال آدم: فهل وجدت فيها:
{وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} ؟ [طه: 121] قال: نعم، قال: فتلومنى على أن عملت عملاً كتبه الله عز وجل على أعمله قبل أن يخلقنى بأربعين سنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى عليهما السلام»
(2)
واللفظ ليونس ورواه عقيل وابن سعد، وقال معمر وغيره عن الزهرى، عن أبى سلمة، وقال الزبيدى: عن الزهرى، عن
= لأن الحسن لم يسمع من جندب، كما قال أبو حاتم فى «التهذيب» (265/ 2).
والحسن البصرى، هو الامام المعروف بزهده وورعه، قال عنه فى «التقريب»: «ثقة فقيه، فاضل، مشهور، وكان يرسل كثيراً ويدلس، مات سنة 110، وقد قارب التسعين (165/ 1)، والحديث مشهور، يشهد له ما ورد من طريق عمر بن الخطاب، أبو هريرة رضى الله عنهم، راجع تخريج (511) وما بعده.
(1)
تخريجه، رواه البخارى (7077)، ومسلم (2652)، وقد تقدم الحديث.
(2)
تخريجه، رواه البخارى (7077)، ومسلم (2652)، وأحمد (214/ 2).
سعيد ابن المسيب.
(33 - 649) أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن، ثنا أحمد بن يوسف السلمى، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن همام بن منبه، هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحاج آدم وموسى عليهما السلام، فقال موسى:
أنت آدم الذى أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الذى أعطاه الله كل شئ واصطفاه على الناس برسالاته؟ فقال: نعم، قال: تلومنى على أمر قد كان كتب على أن أفعل من قبل أن أخلق؟ فحج آدم موسى عليهما السلام».
(34 - 650) أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، وعلى بن نصر قالا: ثنا محمد ابن ايوب بن يحيى الرازى، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا يحيى بن عيسى
(1)
عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التقى ادم وموسى عليهما السلام، فقال موسى: أنت الذى خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ أمرك ألا تأكل من الشجرة فأكلت منها، وأخرجتنا من الجنة، فقال آدم: أنت موسى الذى اصطفاك الله برسالاته، وأنزل عليك التوراة، وكلمك تكليماً، أنت تلومنى على شئ أنت تجده فى التوراة قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى عليهما السلام»
(2)
. رواه الليث بن سعد عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبى صالح، عن أبى هريرة.
(35 - 651) أخبرنا أحمد بن عثمان، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا عبد الرحمن بن سالم (سليم)، ثنا سهل بن عثمان، ثنا يحيى بن زكريا بن أبى
(1)
يحيى بن عيسى التميمى النهشلى الفاخورى، بالفاء والخاء المعجمة الجرار بالجيم ورأين الكوفى، نزيل الرملة صدوق يخطئ، ورمى بالتشيع، مات سنة إحدى ومائتين.
«التقريب» (7619).
(2)
تخريجه، رواه أحمد (398/ 2)، والترمذى (2134)، وابن أبى عاصم فى «السنة» (140)، وابن خزيمة فى «التوحيد» (ص 55، 57، 109، 139)، وقال: هذا الخبر مما سمعه الأعمش، عن أبى صالح، وليس مما دلسه، وصححه الألبانى فى «ظلال الجنة» (140).
زائدة، عن داود بن أبى هند، عن الشعبى، عن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(36 - 652) ومحمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«احتج آدم وموسى عليهما السلام»
(2)
. وذكر الحديث.
رواه جماعة عن داود بن أبى هند، منهم بشر بن المفضل، ويزيد، وعبدالوهاب وغيرهم، ورواه حماد وغيره، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة.
(37 - 653) وعن عمار بن أبى عمار، عن أبى هريرة
(3)
. ورواه به عوف وهشام، ومهدى بن ميمون وغيرهم، عن ابن سيرين، عن أبى هريرة
(4)
.
(38 - 654) ورواه أسامة بن زيد، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبى هريرة، وعنه ابن وهب
(5)
.
(1)
تخريجه، رواه ابن أبى عاصم فى «السنة» (63/ 1، 64)، من طريق وهيب بن خالد، عن داود بن أبى هند بمثله، قال الألبانى:«إسناده صحيح على شرط الشيخين» ، إلا أن البخارى روى لابن أبى هند تعليقَا».
(2)
تخريجه، سبق تخريجه.
(3)
تخريجه، أخرجه أحمد (264/ 2)، والطبرانى فى «الكبير» (2، 171، 172) والدارمى فى «الرد على الجهمية» ، ويشهد له ما سبق.
(4)
تخريجه، رواه البخارى (4736)، ومسلم (2652).
(5)
تخريجه، رواه ابن أبى عاصم فى «السنة» (70/ 1) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهرى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبى هريرة.
مما سبق نلحظ أن المؤلف ساق تسعة طرق لحديث محاجة آدم وموسى، عن أبى هريرة، وهى طريق أبو سلمة بن عبد الرحمن رقم (652)، وطاوس رقم (550)، وحميد رقم (648)، وهمام (649)، وأبى صالح (650)، والشعبى (651)، وعمار بن أبى عمار (653)، وابن سيرين (653)، وعمر بن الحكم بن ثوبان (654)، وله طريقين آخرين أيضاً عن الأعرج، ويزيد به هرمز فى مسلم «القدر» (2654/ 4).