الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان يدل
على ما تقدم وأن الله عز وجل
يتجلى لعباده كيف يشاء
(30 - 453) أخبرنا خيثمة
(1)
، وأبو عمرو، ومحمد بن سعيد
(2)
، واللفظ له، قالوا، ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، ثنا أبو بدر (شجاع بن الوليد)
(3)
، ثنا زياد ابن خيثمة، عن عثمان بن أبى مسلم
(4)
، وهو (ابن عمير) عن أنس بن مالك قال:
(أبطأ رسول لله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ولما خرج قلنا له لقد احتبست! فقال: «إنَّ جبريل صلى الله عليه وسلم أتانى كهيئة المرآة
(5)
البيضاء فيها نقطة سوداء فقال: إن هذه الجمعة، وفيها ساعة خير لك، ولأمتك، وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطأوها، فقلت: يا جبريل ما هذه النقطة السوداء؟ فقال: هذه الساعة التى فى يوم الجمعة لا يوافقها مسلم يسأل الله عز وجل خيرا إلا أعطاه إياه، أو فتح له مثله يوم القيامة أو صرف عنه من سوء مثله، وإنه خير الأيام عند الله عز وجل، وإن أهل الجنة يسمونه يوم المزيد. قلت: يا جبريل: وما يوم المزيد؟ فقال: إن فى الجنة وادِ أفيح فيه مسك أبيض ينزل الله عز وجل كل يوم جمعة، فيضع كرسيه ثم يجاء بمنابرمن نور فتوضع خلفه فتحف به الملائكة، ثم يجاء بكراسى من ذهب فتوضع، ويجئ النبيون، والصديقون، والشهداء والمؤمنون أهل
(1)
خيثمة: لعله ابن ممك، وكنيته (أبو عمرو) لأنه من مشايخه الذين يكثر عنهم.
(2)
محمد بن سعيد: هو العسال، ستأتى ترجمته.
(3)
شجاع بن الوليد: بن قيس السكونى أبو بدر الكوفى، صدوق، ورع، له اوهام، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين. «التقريب» (2750).
(4)
عثمان بن أبى مسلم: وهو ابن عمير، بالتصغير، ويقال ابن قيس، والصواب أن قيسا جد أبيه، وهو عثمان بن أبى حميد ايضا البجلى أبو اليقظان الكوفى الأعمى، ضعيف، واختلط، وكان يدلس ويغلو فى التشيع، من السادسة، مات فى حدود الخمسين «التقريب» (386/ 1).
(5)
الهيئة: صورة الشئ، وشكله، وحالته، ويريد به ذوى الهيئات الحسنة الذين يلزمون هيئة واحدة وسمتا واحدا، ولا تختلف حالاتهم بالتنقل من هيئة إلى هيئة. «النهاية» (285/ 5).
الغرف، فيجلسون، ثم يبتسم الله فيقول عز وجل: أى عبادى سلوا، فيقولوا: نسألك رضوانك! فيقول: قد رضيت عنكم، فسلوا ثلاثا! فيسألون مناهم
(1)
فيعطهم ما شأوا وأضعافها، فيعطيهم ما لا عين رأت، ولا خطر على قلب بشر، ثم يقول: ألم أنجزكم وعدى، أتم عليكم نعمتى، وهذا محل كرامتى، ثم ينصرفون إلى غرفهم، ويعودون كل يوم جمعة. قلت يا جبريل: وما غرفهم؟ قال: من لؤلؤة بيضاء، أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء مقورة فيها أبوابها، مطردة فيها أنهارها»
(2)
.
(31 - 454) أخبرنا أحمد بن عمرو أبو الطاهر
(3)
، ثنا يونس عبد الأعلى، ثنا أسد بن موسى، ثنا يعقوب بن إبراهيم (أبو يوسف القاضى)، ثنا صالح بن حيان
(4)
عن عبد الله بن بريدة. عن أنس بن مالك، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «أتانى جبريل صلى الله عليه وسلم بمثل المرآة فقلت: ماهذه؟ قال: الجمعة أرسلنى الله بها إليك، وهو عندنا سيد الأيام، وهو
(1)
مُنا: فيه إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه، فالتمنى تشهى حصول الأمر المرغوب فيه، وحديث النفس بما يكون، وما لا يكون، والمعنى: إذا سأل الله حوائجه فليكثر فإن فضل الله كثير، وخزائنه واسعة. «النهاية» (367/ 5)
(2)
تخريجه، رواه ابن جرير الطبرى (109/ 26)، وابن أبى شيبة فى «المصنف» (150/ 2)، وابو سعيد الدارمى فى «الرد على الجهمية» (ص 37)، وفيه ابن عمير، وهو عثمان بن عمير بن أبى مسلم أبو اليقظان، ضعيف، اختلط، وكان يدلس، ويغلو فى التشيع، مات سنة 150، «تقريب» (13/ 2)، «الميزان» (50/ 3). ولكنه لم ينفرد به، بل له ثلاثة عشر طريقا عن أنس ذكر منها المؤلف ثمانية، والبقية تأتى، واما الطرق الأخرى فهى:
(ا) يحيى بن أبى كثير، رواه أبو نعيم فى «الحلية» (72/ 2، 73).
(ب) إبراهيم بن الجعد، ورواه الشافعى فى «الأم» (208/ 1، 209).
(ج) عبد الله بن عيد الله بن عمير، رواه الشافعى فى «الأم» (126/ 1).
(ذ) قتادة، عند الدارقطنى فى «الرؤية» (هـ) أبو عمران الجونى، وهو أحسن الطرق عن أنس، رواه الطبرانى فى «الأوسط» كما ذكر ابن كثير فى التفسير.
(3)
أبو طاهر المدائنى، أحمد بن محمد بن عمرو الحامى، محدث مصر، روى عن يونس بن عبد الأعلى، وجماعة، توفى فى ذى الحجة سنة 341 هـ «شذرات» (358/ 3).
(4)
صالح بن حيان، هو القرشى الكوفى، ضعيف، من السادسة «التقريب» (358/ 1).
عندنا يوم المزيد، وإن ربك عز وجل اتخذ فى الجنة واديا أفيح
(1)
من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل على كرسيه، ونزل معه النبيون، والصديقون، والشهداء، ثم حف الكرسى بمنابر من ذهب مكللة
(2)
باللوء لؤ، والزبرجد، والياقوت، عليها النبيون، والصديقون، والشهداء، ونزل أهل الغرف على الكثيب من المسك الأبيض، ويتجلى لهم ربهم عز وجل فينظرون إلى وجهه فيقول: ألست الذى صدقتكم وعدى؟ وأتممت عليكم نعمتى؟ فيقولون بلى يا ربنا»
(3)
. وذكر نحوالأول.
(32 - 455) وأخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد، ثنا محمد بن سعيب
(4)
عن عمر بن عبد الله مولى عفرة، عن انس بن مالك.
(33 - 456) وأخبرنا أحمد بن محمد بن عمرو
(5)
، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الأعلى بن حماد
(6)
، عن عثمان بن حماد، ثنا يونس عن جهضم بن عبد الله، ثنا أبو طيبة، عن عثمان بن عمير، عن أنس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه.
(1)
أفيح: ومنه الحديث «اتخذ ربك من الجنة واديا أفيح من مسك» كل موضع واسع يقال له:
أفيح، وروضة فيحاء. «النهاية» 484/ 30).
(2)
كلل: وقيل الأب، والابن طرفان للرجل، فإذا مات، ولم يخلفهما فقد مات عن ذهاب طرفيه فسمى ذهاب الطرفين كلالة، وقيل كل ما احتف بالشئ من جوانبه فهو أكليل، ومنه حديث عائشة: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم. تبرق أكاليل وجهه. وهى جمع إكليل، وهو شبه عصابة مزينة بالجواهر فجعلت على وجهه أكليل على وجه الاستعارة، وقيل أرادت نواحى وجهه، وما أحاط به إلى الجبين من التكلل، وهو الاحاطة، لأن الاكليل كالحلقة، ويضع هنالك أعلى الرأس. «النهاية» (197/ 4)
(3)
تخريجه، رواه ابن جرير الطبرى (109/ 26)، وابن عدى فى «الكامل» (1373/ 4)، وفيه صالح بن حيان، قال فيه ابن عدى: وعامة ما يرويه غير محفوظ، قال فى «التقريب» (358/ 1) ضعيف (فالسندضعيف).
(4)
محمد بن شعيب بن شابور، بالمعجمة والموحدة، الأموى مولاهم، الدمشقى، نزيل بيروت، صدوق، صحيح الكتاب، من كبار التاسعة، مات سنة مائتين، وله أربع وثمانون. «التقريب» (5958).
(5)
أحمد بن محمد بن عمرو، هو الوراق، تقدمت ترجمته.
(6)
عبد الأعلى بن حماد، بن نصر أبو يحيى الباهلى النرس البصرى، قال الذهبى فى «السير» (28/ 11) الحافظ المحدث، وثقه أبو حاتم، توفى سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وهدا من رسم النسائى رواه جماعه عن عتمان منهم ليت بن أبى سليم
(1)
، وعنهم شعيب، وأبو ظبيان
(2)
، والثورى، وجرير، وغيرهم.
(3)
(34 - 457) روى عن عبد الملك بن عمير، وعلى بن الحكم
(4)
، وسالم بن عبد الله، والمغيرة بن حبيب، ويزيد الرقاشى
(5)
عن أنس من طريق فيها مقال.
(1)
ليث بن أبى سليم، أبو بكر القرشى مولاهم الكوفى، عن مجاهد وطبقته فيه ضعف يسير لسوء حفظه، كان عابدا، وذا علم كثير، وبعضهم احتج به، مات سنة 148.
«الكاشف» (4733)
(2)
أبو ظبيان، هو حصين بن جندب بن الحارث الجنبى أبو ظبيان، ثقة «التقريب» (1366)
(3)
تخريجه، رواه أبو سعيد الدارمى فى «الرد على الجهمية» (ص 76)، وفى «الرد على بشر» (ص 73)، والدارقطنى فى «الرؤية» كما حادى الأرواح (ص 221) من طريق محمد بن شعيب قال: أخبرنى عمر بن عبد الله مولى غفرة عن أنس، وسنده ضعيف لأن مولى غفرة ضعيف، وكان كثير الإرسال «تقريب» (89/ 2).
(4)
طريق على بن الحكم الشامى: عند أبى يعلى الموصلى، كما فى «النهاية» لابن كثير (227/ 2). وسنده حسن إن شاء الله، وسنده عن شيبان بن فروخ عن الصعقب بن حزن عن على بن الحكم الشامى عن أنس، وهذا السند محتمل للتحسين شيبان والصعقب كلاهما صدوق يهم، ومن رجال مسلم «التقريب» (356/ 1، 367)، وعلى بن الحكم ثقة من رجال البخارى «التقريب» (35/ 2).
(5)
يزيد الرقاشى، عند بن أبى شيبة فى «المصنف» (151/ 3)، وأبو يعلى الموصلى كما فى «المقصد العلى» رقم (353)، كلاهما من طريق الأعمش، عن يزيد الرقاشى، عن أنس.
وسنده ضعيف جدا فيه علتين إحداهما ضعف يزيد الرقاشى، قال فى «التقريب» (361/ 20)، زاهد ضعيف، وراجع «الميزان» (418/ 4)، والأخرى أن الأعمش روى هنا بالعنعنة، وهو مدلس. أما طريق عبد الله بن عمير، وسالم بن عبد الله، والمغيرة بن حبيب فلم أجد روايتهما فيما بين يدى من الكتب.
يتحصل مما سبق رقم (28، 29، 30، 31، 32) ثلاثة عشر طريقا عن أنس، وجدنا منها عشر طرق، خمس منها مما اشارالمؤلف، منها اثنان فى درجة الحسن، وهما طريق أبى عمران الجونى، وعلى بن الحكم، واثنان ضعفهما شديد (رواية إبراهيم بن الجعد، وعبد الله بن عبيد ابن محمد)، والباقى ضعفهما قابل للتحسين مع المتابعات والشواهد. وصحح بعض الطرق المنذرى فى «الترغيب والترهيب» (55/ 4)، حيث قال:(رواه ابن أبى الدنيا، والطبرانى فى «الأوسط» بإسنادين احدهما جيد قوى، وأبو يعلى مختصرا ورواته رواة الصحيح (3)، وكذلك السيوطى فى «الخصائص الكبرى» قال: (أخرج البزار، وأبو -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يعلى، والطبرانى فى «الأوسط» ، وابن أبى الدنيا من طريق جيدة عن أنس، ثم ساق الحديث). وصححه السيوطى أيضا فى «الدر المنثور» (605/ 7)، وزاد نسبته إلى (ابن المنذر، وابن مردويه، وأبو النصر السجزى فى «الابانة»).
ما ثبت فى النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية فى ذكر الوجه ظاهر الدلالة فى إثبات هذه الصفة لله عز وجل كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ، وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ونحوها، وما ذكر المؤلف من الأًحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم «أعوذ بوجهك» ، وقوله «من سألكم بوجه الله فأعطوه» ، وما تواتر من النصوص من رؤية المؤمنين لوجه ربهم عز وجل يوم القيامة، وغيرها من النصوص.
ولم يختلف أهل السنة فى إثبات صفة الوجه، وإنما اختلفوا فىِ تفسير (وجه الله فى نصوص معينة)، مثل ما ورد عن الشافعى، ومجاهد فى تفسير فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ، قال الشافعى:(فثم الوجه الذى وجهكم الله إليه)، وقال مجاهد:(قبلة الله فأينما كنت فى شرق أو غرب، فلا توجهن إلا إليها). قال ابن القيم: (إن تفسير وجه الله بقبلة الله، وإن قاله بعض السلف كمجاهد، وتبعه الشافعى، فإنما قالوه فى موضع واحد لا غير، وهو قوله تعالى وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ فهب أن هذا كذلك فى هذا الموضع فهل يصح أنَ يقال ذلك فى غيره من المواضعِ التى ذكر تعالى فيها الوجه، فما يفيدكم هذا فى قوله: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وقوله: إِلَاّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَلَسَوْفَ يَرْضى، وقوله: فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إنه كقوله فى سائر الآيات الَتى ذكر فيهَا الوجه فإنه قد اطرد مجيئه فى القرآن، والسنة مضافا إلى الرب تعالى على طريقة واحدة، ومعنى واحد فليس فيه معنيان مختلفان فى جميع المواضع غير الموضع الذى ذكر فى سورة البقرة وهو قوله فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ وهذا لا يتعين حمله على القبلة والجهة، ولا يمتنع بأن يراد به وجه الرب حقيقة). «مختصر الصواعق» (180/ 2، 181).
ثم سرد ابن القيم اعتراضاته على من فسر الآية بقبلة الله، فليراجع. قال ابن منده، ومعنى وجه الله عز وجل ههنا على وجهين: احدهما وجه حقيقة، والآخر بمعنى الثواب، فأما الذى هو بمعنى الوجه فى الحقيقة، ما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث أبى موسى، وصهيب، وغيرهما مما ذكروا فيه الوجه، وسؤال النبى صلى الله عليه وسلم بوجهه عز وجل، استعاذته بوجه الله، وسؤاله النظر إلى وجهه عز وجل، وقوله صلى الله عليه وسلم:«لا يسأل بوجه الله» ، وقوله:«أضأت السموات بنور وجه الله، وإذا رضى عز وجل عن قوم، أقبل عليهم بوجهه جل وعز» ، وكذلك قول الله عز وجل إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ، وقول الأئمة بمعنى إلى الوجه حقيقة الذى وعد الله عز وجل ورسله الأولياء، وبشر به أولياه جل وعز وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام: 52]، وما أشبه ذلك فى القرآن. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقوله صلى الله عليه وسلم «ما قائل يلتمس وجه الله» ، وما أشبه ذلك مما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم
…
فهو على معنى الثواب «الرد على الجهمية» (102، 103).
وحينما سُئل ابن تيمية عن تفسير قوله تعالى وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ورايه فيما نقل عن مجاهد والشافعى فى تفسير وجه الله هنا بقبلة الله، أجاب شيخ الاسلام (هذا صحيح عن مجاهد والشافعى، غيرهما، وهذا حق، وليست هذه من آيات الصفات، ومن عدها فى الصفات فقد غلا، كما فعل طائفة، فإن سياق الكلام يدل على ان المراد حيث قال: وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ، والمشرق، والمغرب الجهات، والوجه هو الجهِة، يقال أى وجه تريده، وأنا اريد هذا الوجه، أى الجهة كما قال تعالى وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها، ولهذا قال فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ أى تستقبلوا، وتتوجهوا، والله أعلم). «الفتاوى» (193/ 3)، وراجع «الفتاوى» أيضا (428/ 2، 429، (15/ 6، 16، 17).
خلاصة ماسبق إن أهل السنة مجمعون على إثبات صفة الوجه، لقطعية النصوص فى ذلك من الكتاب، والسنَة، وإنما ورد القول فى تأويل بعض الآيات التى فيها ذكر (وجه الله) عز وجل كما سبق - لا نفى الصفة كلها، وتأويل جميع نصوص الوجه بالثواب، أو الذات، والقبلة، اتباعا للمجاز الأعجمى الذى تقول به الجهمية، والمعطلة، وأضرابهم، وتأويل نص معين بمعنى ليس كتأويل جميع النصوص فى مسألة، فالأول يقال فيه اخطاء، أو أصاب، اما الآخر فهو مبتدع ضال، أما من حرف النصوص عن معناها الصحيح بتأويل الوجه بالثواب، والقبلة، والذات، ونحوه
…
ولم يثبت صفة الوجه لله عز وجل فقد رد عليه الأئمة بما يشفى، ويكفى، ولنختر شيئا يسيرا من ردودهم:
قال الامام عثمان بن سعيد الدارمى: (
…
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعوذ بوجهك» أفيجوز ايها المعارض ان يتأول هذا: أعوذ بثواب الأعمال التى يبتَغَى بها وجهك وبوجه القبلة! فإنه لايجوز أن يستعاذ بوجه شئ غير وجه الله، وبكلماته،، ولا يستعاذ بوجه مخلوق.
ومن ذلك ما حدثناه سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه عن عمار بن ياسر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو:«اللهم إنى أسألك لذة النظر إلى وجهك» .
افيجوز لك أن تقول فى هذا، لذة النظر إلى قبلتك، وإلى الأعمال التى أبتغى بها وجهك؟ ومن ذلك، ما حدثناه يحيى الحمانى، عن أبى شيبة، عن شريك، عن إسحاق، عن سعيد ابن نمران، عن أبى بكر الصديق فى قوله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ قال:
الزيادة النظر إلى وجهه سبحانه وتعالى. أفيجوز أن تتأول هذا: أنه النظر إلى وجه ?