الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان اخر يدل على أن من الأعمال ما يكون
أحب إلى الله عز وجل
(83 - 839) أخبرنا محمد بن أحمد بن محبوب
(1)
، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا النضر بن شميلح.
وأخبرنا محمد بن حمزة، ومحمد بن محمد بن يونس قالا: ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا سلمة يحدث عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: «أدومها وإن قل» زاد النضر فى حديثه: قالت عائشة: «فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون»
(2)
.
(84 - 840) أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، وغيره، قالا: ثنا يونس بن حبيب قال: ثنا أبوداود، ثنا شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، عن أبى سلمة عن عائشة أو أبى هريرة، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«اكلفوا من الأعمال ما تطيقون»
(3)
، رواه عيد الله بن عمر، عن سعيد المقبرى، عن أبيه، عن أبى هريرة، ورواه سعد بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة.
(85 - 841) أخبرنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن بحير
(4)
، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن
(1)
محمد بن احمد بن المحبوب، المحبوبى المروزى الإمام المحدث، مفيد مرو، أبو العباس راوى جامع أبى عيسى عنه، وحدث عنه أبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة، قال الحاكم:(سماعه صحيح)، توفى سنة 346 هـ. «سير» (537/ 15).
(2)
تخريجه، رواه البخارى (6465)، ومسلم (782).
(3)
تخريجه، تقدم تخريج رواية عائشة فى الذى قبله، أما رواية أبى هريرة فقد أخرجها ابن ماجة.
قال البوصيرى فى «زوائده» : (هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة)، والحديث صح عن عائشة كما تقدم.
(4)
عمرو بن محمد بن بحير، لعله عمرو بن ميمون بن بحر.
أبى سعيد، عن أبى سلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وكان أحب الأعمال إليه ما دوم عليه، وإن قل»
(1)
رواه الثقفى، وعبد الأعلى، عبده، وغيرهم.
(86 - 842) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ومحمد بن قريش، قالا: ثنا حامد بن سهيل، ثنا معلى بن أسد، ثنا عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة [قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم تقول]
(1)
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سددوا، وقاربوا، وأبشروا، فإنه لن يدخل الجنة أحد بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدنى
(2)
الله منه برحمة، واعلموا أن أحب الأعمال إلى الله أدومه، وإن قل» رواه إبراهيم بن طهمان، عن أبى سلمة، وقال عمرو بن على، وغيره، عن أبى همام محمد بن الزبرقان، قال عن موسى، وسالم أبى النضر، عن أبى سلمة، عن عائشة.
(87 - 843) أخبرنا الحسن بن يوسف
(3)
، ثنا محمد بن عبد الله بن الحكم، ثنا أبو ضمرة، عن هشام، عن أبى سلمة، عن عائشة، قالت:(كان أحب الدين الذى يدوم عليه صاحبه)
(4)
رواه جماعة عن هشام بن عروة.
(1)
تخريجه، رواه مسلم (782)، وأبو داود (1368)، من طريق سعيد المقبرى، عن أبى سلمة، عن عائشة، ولم أجد الحديث مرفوعا من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن، لعل هذا وهم من الناسخ أو سقط، راجع بعض طرق الحديث فى «التهميد» لابن عبد البر (192/ 1).
(2)
يتغمدنى برحمته: يلبسنيها ويغمدنى بها، ومنه أغمدت سيفى، وغمدته، وجعلته فى غمده، وسترته به. «شرح النووى لمسلم» (161/ 17، 162).
(3)
الحسن بن يوسف، هو بن مليح الطرائفى، تقدمت ترجمته.
(4)
تخريجه، رواه البخارى (6462)، (6464)، (6467)، ومسلم (2818).
قال النووى: «
…
وفى ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب، والجنة بطاعته، وأما قوله تعالى اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، وتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، ونحوها من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة فلا يعارض هذه الأحاديث بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، ثم التوفيق للأعمال، والهداية للإخلاص فيها، وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيصح أنه لم يدخل الجنة بمجرد العمل، وهو مراد الأحاديث، ويصح أنه دخل بالأعمال أى بسببها، وهى من الرحمة، والله أعلم». «شرح مسلم للنووى» (160/ 17، 161).
(844 - 88) أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو داود، ثنا شعبة، عن سليمان الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه فى عشر ذى الحجة» قالوا: ولا الجهاد يا رسول الله؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه، وماله فى سبيل الله، ثم لم يرجع من ذلك بشئ»
(1)
، وقال بعضهم: أفضل ولا أحب إلى اللهعز وجل، وروى هذا الحديث مجاهد، عن ابن عباس.
= قال شيخ الاسلام ابن تيمية: «
…
وكذلك أمر الاخرة ليس لمجرد العمل ينال الإنسان السعادة، بل هى سبب، ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم:«أنه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل» ، وقد قال:
اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فهذه باء السب، أى: بسبب عملكم، والذى نفاه النبى صلى الله عليه وسلم، باء المقابلة، كما يقال: اشتريت هذا بهذا، أى: ليس العمل عوضا، وثمنا كافيا فى دخول الجنة، بل لا بد من عفو الله، وفضله، رحمته، فبعفوه يمحو السيئات، وبرحمته يأتى بالخيرات، وبفضله يضاعف البركات». (70/ 8) قال ابن الجوزى: «
…
إن دخول الجنة برحمة الله واقتسام الدرجات بالأعمال» «زاد المسير» (202/ 3).
وراجع أقوال أخرى فى تفسير الآية، وشرح الحديث فى «فتح البارى» (295/ 11، 297)، و «مفتاح دارالسعادة» لابن القيم (92/ 2).
إنما وجه تخصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث بقوله: «ولا أنا
…
» فقال الكرمانى: «إذا كان كل الناس لايدخلون الجنة إلا برحمة الله، فوجه تخصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر، أنه إذا كان مقطوعا له بأنه يدخل الجنة، ثم لا يدخلها إلا برحمة الله، فغيره يكون فى ذلك بطريق الأولى» «الفتح» (297/ 11).
(1)
تخريجه، رواه البخارى (969).