الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو بكر: ما لقينا مثله فى الحفظ والخير
(1)
.
الخلاف بينه وبين أبى نعيم:
تقدم ثناء العلماء على الحافظ ولم يتهمه أحد ويجرحه سوى أبى نعيم، وقد اتهمه بالاختلاط وغيره، قال أبو نعيم: (اختلط فى آخر عمره
…
وتخبط فى أماليه ونسب إلى جماعة أقوالاً فى المعتقدات لم يعرفوا بها، نسأل الله الستر والصيانة)
(2)
.
وكذا جرح الحافظ أبو عبد الله أبا نعيم، قال الذهبى:(لقد رأيت لابن منده حطاً مقذعاً على أبى نعيم وتبديعاً وما لا أحب ذكره)
(3)
وكان من أهم أسباب خلافهما، خلاف فى المعتقد، وبالذات مسألة اللفظ بالقرآن، فقد كان أبو نعيم أشعرياً
(4)
ويميل فى مسألة اللفظ إلى جانب النفاة القائلين بأن التلاوة مخلوقة وصنف فى ذلك كتاباً فى الرد على اللفظية والحلولية، وأبو عبد الله بن منده سلفى المعتقد كما أسلفنا ورأيه فى مسألة اللفظ بالقرآن أنه غير مخلوق
(5)
وذكر العلماء له كتاباً فى الرد على اللفظية
(6)
وهو فى حكم المفقود فلعل فيه رده على أبى نعيم فى هذه المسألة.
وهذه المسألة حصل فيها خلاف شديد بين المنتسبين لأهل السنة من أصحاب أحمد بن حنبل حتى قال ابن قتيبة: (إن أهل السنة لم يختلفوا فى شئ من أقوالهم
(1)
سير أعلام النبلاء 289/ 17، 290، 291.
(2)
ذكر أخبار أصبهان 306/ 2.
(3)
سير أعلام النبلاء: 34/ 17، وميزان الاعتدال: 479/ 3.
(4)
قاله ابن الجوزى كما فى المنتظم 100/ 8، البداية والنهاية 45/ 12 وراجع طبقات الشافعية 817/ 3، تبيين كذب المفترى 246، 247.
(5)
درء تعارض العقل والنقل 268/ 1.
(6)
سير أعلام النبلاء 41/ 17.
إلا فى مسألة اللفظ)
(1)
وخلاف الإِمام البخارى والإمام محمد بن يحيى الذهلى
(2)
، وكذلك أبى ذر الهروى وأبى نصر السجزى
(3)
وغيرهم هو بسبب هذه المسألة.
ولذلك لم يقبل كلام أحدهما فى الآخر، قال الذهبى معقباً على قول أبى نعيم:
(4)
.
وهذا على القاعدة المعروفة وهى أن من ثبتت عبد الله وكثر مادحوه فلا يقبل قول من جرحه إلا ببينته لا تحتمل إلا ذلك، سيما إن عرف أن بينهما نوع خلاف فى العقيدة أو الرأى.
قال الامام أحمد: «وكل رجل ثبتت عبد الله لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يبين ذلك عليه بأمر لايحتمل غير جرحه»
(5)
.
قال ابن عبد البر: «والصحيح فى هذا الباب أن من صحت عبد الله وثبتت فى العلم أمانته وبانت ثقته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتى فى جرحته ببينة عادلة تصح بها جرحته»
(6)
.
(1)
درء تعارض العقل والنقل 263/ 1، وراجع بشئ من التفصيل حول هذا الخلاف درء التعارض 256/ 1، 271، والاختلاف فى اللفظ لابن قتيبة 43 - 54 ومختصر الصواعق 306/ 2 - 314.
(2)
راجع الخلاف بين البخارى والذهلى، هدى السارى 490، 491، مختصر الصواعق 306/ 2 وما بعدها.
(3)
درء التعارض 268/ 1.
(4)
السير: 34/ 17.
(5)
تهذيب: 273/ 7.
(6)
جامع بيان العلم وفضله 152/ 2، وراجع بتفصيل حول هذه القاعدة (جامع بيان العلم 150/ 2 - 163 قاعدة فى الجرح والتعديل للسبكى 9 - 30)، وراجع كلاماً جيدّا للدكتور الأعظم فى منهج النقد عند المحدثين 42 - 44 وعبد الرحمن المعلمى اليمانى فى التنكيل 57/ 1 - 59.