الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم الشّاهد عبد الله
…
نجل سلام العظيم الجاه
إسلام عبد الله بن سلام:
(ومنهم) من يهود بني قينقاع (الشاهد) المعنيّ في الآية الآتية (عبد الله نجل) أي: (سلام) بتخفيف اللام، ابن الحارث الإسرائيلي، ثمّ الأنصاريّ الخزرجيّ (العظيم الجاه) والقدر.
قال الإمام النوويّ في «التهذيب» : (وهو من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه في الجاهلية حصينا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله، أسلم أول قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك: أنّه لمّا بلغه مقدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة.. أتاه يسأله عن أشياء، فقال: إنّي سائلك عن ثلاث لا يعلمهنّ إلّا نبيّ: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه، أو إلى أمّه؟ قال:«أخبرني بها جبريل آنفا» قال ابن سلام: ذلك عدوّ اليهود من الملائكة، قال: «أمّا أول أشراط الساعة:
فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأمّا أول طعام يأكله أهل الجنة: فزائد كبد الحوت، وأمّا الولد: فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة.. نزع الولد «1» ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل.. نزعت الولد» قال: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّك رسول الله، قال: يا رسول الله؛ إنّ اليهود قوم
(1) بالنصب على المفعولية؛ أي: جذبه إليه.
بهت «1» ، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أيّ رجل عبد الله بن سلام فيكم؟» قالوا؛ خيرنا، وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
«أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟» قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم، فقالوا: مثل ذلك. فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّدا رسول الله.
قالوا: شرّنا وابن شرّنا، وتنقّصوه، قال: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله) هكذا رواه الإمام البخاريّ في «صحيحه» في (باب هجرته عليه الصلاة والسلام وأصحابه إلى المدينة) .
ووصفه الناظم بعظم الجاه والمنزلة؛ لأنّه كان كذلك في قومه، وبعد إسلامه عند المسلمين أيضا، ونزل في فضله قوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، وقوله تعالى: قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ.
قال في «التهذيب» : (روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون حديثا، اتفقا على حديث، وانفرد البخاريّ بآخر، روى عنه ابناه محمّد، ويوسف، وروى عنه
(1) بضم الباء الموحدة والهاء، ويجوز إسكانها على القاعدة المعروفة، جمع: بهيت، كقليب وقلب، وقضيب وقضب: وهو الذي يبهت السامع بما يفتري عليه من الكذب.