الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعاودوه وتساقطوا عليه
…
ونهضوا للشّعب إذ أووا إليه
سيد (الشعرا) المجموعين في قول الحافظ السيوطي:
وشعراء المصطفى ذوو الشان
…
ابن رواحة وكعب حسّان
والمراد: الشعراء المشهورون، وإلّا.. فكم له صلى الله عليه وسلم من شاعر يمدحه وينافح عنه من أصحابه.
روى الطبرانيّ برجال ثقات عن كعب: (لما كان يوم أحد، وصرنا إلى الشّعب.. كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا رسول الله، فأشار إليّ بيده: أن اسكت، ثمّ ألبسني لأمته، ولبس لأمتي، فقد ضربت حتى جرحت عشرين جراحة، أو قال: بضعا وعشرين، كل من يضربني يحسبني رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عودتهم للرسول صلى الله عليه وسلم:
(ف) لمّا سمع الصحب الكرام ذلك (عاودوه) أي:
النّبيّ صلى الله عليه وسلم مسرعين (وتساقطوا) أي: تتابعوا
إسلام دوس، وهما:
قضينا من تهامة كل وتر
…
وخيبر ثمّ أغمدنا السيوفا
تخبرنا، ولو نطقت لقالت
…
قواضبهنّ دوسا، أو ثقيفا
فلمّا بلغ ذلك دوسا.. قالوا: خذوا لأنفسكم؛ لا ينزل بكم ما نزل بثقيف. قال ابن حبان: مات أيام قتل علي بن أبي طالب، وقال البغوي: بلغني أنّه مات بالشام في خلافة معاوية. اهـ ملخصا من «الإصابة»
فبايعوا على الممات المجتبى
…
صلّى عليه الله ما هبّ الصّبا
وبعد ما اطمأنّ في الشّعب علت
…
عالية من فوقهم فأنزلت
في وقوعهم (عليه) لكثرتهم، فلم يكن التتابع توانيا منهم (ونهضوا) معه صلى الله عليه وسلم (للشّعب) لينظر حال الناس، هو بكسر الشين: الطريق في الجبل (إذ أووا) أي:
التجأوا (إليه) صلى الله عليه وسلم.
(فبايعوا على الممات المجتبى) أي: المختار (صلّى عليه الله) وسلّم (ما هبّ) ريح (الصّبا) وهي ريح النصر.
قال اليعمريّ في «العيون» : (لما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم.. نهضوا به، ونهض معهم نحو الشّعب، معه أبو بكر، وعمر، وعليّ، وطلحة، والزّبير، والحارث بن الصّمة، ورهط من المسلمين، وقال موسى بن عقبة: بايعوه على الموت) .
(وبعد ما اطمأنّ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (في الشّعب) معه أولئك النفر (علت عالية) جماعة من مشركي قريش الجبل (من فوقهم) فقال صلى الله عليه وسلم:
«اللهمّ؛ إنّه لا ينبغي لهم أن يعلونا» (فأنزلت) الجماعة العالية من الجبل لما قاتلهم عمر بن الخطاب، ورهط من المهاجرين.
قال اليعمريّ: (ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها، وقد كان
صلّى بهم وقعدوا وقعدا
…
ظهرا لما من الجراح أجهدا
بدّن «1» رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظاهر بين درعين، فلمّا ذهب لينهض.. لم يستطع، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله، فنهض به حتى استوى عليها) .
قال ابن إسحاق: (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما حدّثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزّبير، عن أبيه عن عبد الله، عن الزّبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ: «أوجب طلحة» «2» حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع) .
قال ابن هشام: (وبلغني عن عكرمة عن ابن عباس: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الدرجة المبنيّة في الشّعب) .
(صلّى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بهم) أي:
بالصحابة (وقعدوا) متابعة، أو من الجراح التي أصابتهم (وقعدا) عليه الصلاة والسلام (ظهرا) معمول لقوله:
(صلّى)، (لما) أي: للجراح التي أجهدته، وشقت عليه، فقوله:(من الجراح) بيان لما (أجهدا) .
قال ابن هشام: (وصلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الظهر يومئذ قاعدا، من الجراح التي أصابته، وصلّى المسلمون خلفه قعودا) .
(1) قال البرهان: (بدّن- بفتح الدال المهملة المشددة- أي: أسن أو ثقل من السن) اهـ «شرح المواهب»
(2)
قال اليعمري: (يعني: أحدث شيئا يستوجب به الجنة) اهـ