الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخالد أخو أبي جهل وقد
…
أسلم أيضا وسهيل الأسد
له «افد نفسك» قال: ما لي شيء أفتدي به، قال:«افد نفسك برماحك التي بجدّة» فقال: والله؛ ما علم أحد أنّ لي بجدة رماحا غيري بعد الله، أشهد أنّك رسول الله، ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح. ذكره الحافظ أبو عمر في «الإستيعاب» عن ابن سعد، وهذا ممّا يقوّي القول بأنّه أسر وفدى نفسه.
توفّي بالمدينة في داره بها سنة خمس عشرة، في خلافة عمر، وصلّى عليه عمر بعد أن مشى معه إلى البقيع، ووقف على قبره حتى دفن رضي الله عنه.
خالد بن هشام المخزومي، وسهيل بن عمرو العامري:
(و) من مشاهير الأسرى ببدر (خالد أخو أبي جهل) إذ ذاك، وقد قطع الإسلام تلك الأخوّة، فإنّه أسلم كما قال:
(وقد أسلم أيضا) مثل سابقيه، وهو ابن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، قال الحافظ ابن عبد البرّ:(ذكره بعضهم في المؤلّفة قلوبهم)، ثم قال:
(وفيه نظر) .
(وسهيل) - بالتصغير- ابن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامريّ، خطيب قريش (الأسد) أي: كالأسد في الشجاعة، فهو تشبيه بليغ، حذف منه الأداة، ووجه الشبه، أو هو الأسدّ، بتشديد
الدال؛ أي: قولا «1» ، والذي أسر سهيلا مالك بن الدّخشم، أخو بني سالم بن عوف، فقال في ذلك:
أسرت سهيلا فلا أبتغي
…
أسيرا به من جميع الأمم
وخندف تعلم أنّ الفتى
…
فتاها سهيل إذا يظّلم
ضربت بذي الشفر حتى انثنى
…
وأكرهت نفسي على ذي العلم
(1) قال الحافظ: هو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في ذلك في «الصحيحين» وغيرهما. روى حميد بن أبي حسين قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة، ودخل البيت، ثمّ خرج فوضع يده على عضادتي الباب، فقال:«ماذا تقولون؟» فقال سهيل: نقول خيرا، ونظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت. فقال:«أقول كما قال أخي يوسف: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ قال في «روض النّهاة» : (خرج سهيل بجماعة أهله إلى الشام فجاهدوا.. حتى ماتوا كلهم هنا لك، فلم يبق من ولده إلّا فاختة بنت عتبة بن سهيل، قدم بها على عمر، وكانت تسمى الشريدة، فزوجها من عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وكان أيضا يسمّى الشريد، كان أبوه خرج هو وسهيل حين قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية» قالا: لئن فاتتنا الهجرة وأوّل الإسلام فلا يفوتنا الجهاد، والشهادة، فخرج كل بأهله، فلم يرجع ممّن خرج معهما إلّا عبد الرّحمن الشريد، وفاختة الشريدة، فسمّاهما الناس بالشريدين، قال عمر رضي الله عنه: زوجوا الشريد من الشريدة، لعلّ الله ينشر منهما أمة، وأقطعهما خطة، فأوسعها لهما، فقيل له: أكثرت، فقال: أردت لكي ينشر الله منهما أمة، فأنشر الله منهما رجالا ونساء) ومعنى (الشريد) : الذي لم يبق من أهله غيره. قال في «الإصابة» : (توفي سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة، فيما قاله ابن خيثمة) .
ومكرز ركز في مركزه
…
حتّى أتى فداؤه لعزّه
قال ابن إسحاق: (وكان سهيل رجلا أعلم «1» من شفته السفلى) .
(و) لما أسر سهيل.. قدم (مكرز) - بكسر الميم «2» وفتح الراء- ابن حفص بن الأخيف- في فداء سهيل، فلمّا قاولهم فيه مكرز، وانتهى إلى رضاهم.. قالوا: هات الذي لنا، قال: اجعلوا رجلي مكان رجله، وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه، فخلوا سبيل سهيل، و (ركز) مكرز (في مركزه) بفتح الميم وإسكان الراء؛ أي: وضع مكرز نفسه في موضع سهيل في القيد (حتى أتى فداؤه) أي: فداء سهيل، وإنّما فعل ذلك مكرز بسهيل (لعزه) أي: سهيل عندهم.
قال في «روض النّهاة» : (ومكرز هذا هو العامري الذي بعثه أهل مكة يوم الحديبية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا رآه.. قال: «أتاكم رجل فاجر، فلم يغن شيئا» فبعثوا سهيلا، فلمّا رآه صلى الله عليه وسلم.. قال: «سهّل الله لكم من أمركم» ، ولم نجد لمكرز إسلاما، ولا ذكرا في الصحابة، إلّا أنّ صاحب «نور النّبراس» ذكر: أنّ ابن حبّان ذكر له صحبة) .
قلت: وكذلك ذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» عن
(1) الأعلم: المشقوق الشفة العليا أو أحد جانبيها.
(2)
يقال: بكسر الميم وفتحها، ولكن لا يروى في السيرة إلّا بالكسر. اهـ من «الروض» (ص 80)