الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اقتبس الحديث المذكور بعض الأدباء فقال في محبوب يسمى بدرا «1» :
يا بدر أهلك جاروا
…
وعلموك التجري
وقبحوا لك وصلي
…
وزيّنوا لك هجري
فليفعلوا ما أرادوا
…
فإنّهم أهل بدر
تاسعا: استطراداته:
الاستطراد: عبارة عن إضافة معلومات إلى الموضوع الأساسي ممّا له علاقة به، لأدنى ملابسة، وقد حرص العلماء القدامى على هذا النوع من الإضافات في مؤلفاتهم، حتى إنّها كانت من حسنات التأليف وفضائله.
فليس عجبا أن يأخذ الشارح رحمه الله تعالى بهذا المبدأ جريا على عادة المؤلفين السابقين، فيمتلئ كتابه بالاستطرادات الكثيرة، والإضافات المفيدة، فيطيب له إذا وردت مناسبة لذكر فائدة، أو إضافة معلومة ذات علاقة بالموضوع أن يتحدث عنها.
ومن الاستطردات المهمة ما جاء في (ج 2/ ص 160) بعد الانتهاء من عرض أحداث أمراء جيش مؤتة رضي الله عنهم إسهابه في التعريف بكل واحد منهم:
زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة بدءا من (ص 164- 180)، حتى وقد بدأ التعريف بهم بقوله رحمه الله تعالى:
(وحيث حدا بنا المقام إلى هؤلاء الأمراء الثلاثة.. فلا بأس أن نلم بشيء من التعريف بهم، تيمّنا بذكراهم، وإن كانوا في غنية عن التعريف؛ لشرفهم العظيم بالانتساب الحقيقي إلى الجناب النبوي رضوان الله عليهم، لكنا في شديد الحاجة إلى معرفة حياتهم في ذلك العصر النبوي؛ لنقتفي آثارهم، ونتيمن بآثارهم، ونعطر النواصي بأريج شذاهم
…
) (ج 62 ص 164) .
(1)(ج 1/ ص 78) .
وبعد أن أطنب في ترجمة زيد بن حارثة رضي الله عنه.. ساقه الحديث إلى ذكر الأربعة الذين توالدوا صحابة (ج 2/ ص 169) .
وبعد أن عددهم.. ساقه الحديث إلى الكلام عن موالي النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقدم لذكرهم بمقدمة مدخلا لإيجاد المناسبة لذكرهم قائلا:
(وبمناسبة ذكر سيدنا زيد لا بأس بإتمام مواليه صلى الله عليه وسلم تتميما للفائدة)(ج 2/ ص 169) .
ومن الاستطرادات المهمة التي أشبع بها الكتاب ذكره حدود الحرم، وتاريخ ترسيم الحدود، لدى عرض أحداث غزوة الفتح، وفتح النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة، وعفوه عن أهلها، وتحريمه لها، فذكر تحت عنوان (تاريخ أنصاب الحرم)(ج 2/ ص 197) اقتباسات مهمة عن مؤرخ مكة المكرمة أبي الوليد الأزرقي، فذكر أول من نصب أنصاب الحرم، وتابع بعد هذا الحديث عن من جددها حتى عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ج 2/ ص 197) .
وفي مناسبة أخرى لدى الحديث عن إسلام عبد الله بن أميّة القرشي المخزومي، وكان هو وأبو سفيان بن الحارث شديدي الإيذاء للنّبيّ صلى الله عليه وسلم بمكة، وبعد الهجرة، وما كان من إعراض النّبيّ صلى الله عليه وسلم عنه تأديبا، ثمّ شفاعة أخته أم سلمة رضي الله عنها فيه، ثمّ عفو النّبيّ صلى الله عليه وسلم عنهما، يقول الشارح تعليقا (ج 2/ ص 192) .
ولكن احتضنتهما السعادة، جعلنا الله ممّن سبقت له العناية، وكتب له السعادة:
رب شخص تقوده الأقدار
…
للمعالي وما لذاك اختيار
غافلا والسعادة احتضنته
…
وهو منها مستوحش نفار
والشارح رحمه الله تعالى يحفظ الكثير من الشعر العذب الرقيق، ويستشهد به