الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرياح وما أذرين؛ فإنّا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها، أقدموا باسم الله» قال: وكان يقولها عليه الصلاة والسلام لكل قرية دخلها) .
وقال الإمام البخاري: (حدّثنا عبد الله بن يوسف، حدّثنا مالك عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى خيبر ليلا، وكان إذا أتى قوما بليل.. لم يغربهم حتى يصبح، فلمّا أصبح.. خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلمّا رأوه.. قالوا: محمّد والله، محمّد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم.. فساء صباح المنذرين» ) .
إعطاء الراية لعلي بن أبي طالب:
(ورشّح) أي: قدّم (النّبيّ) صلى الله عليه وسلم لأخذ الراية لفتح خيبر (حيدرة) يعني: عليّا حيث قال صلى الله عليه وسلم: «لأعطينّ الراية رجلا يحبّه الله ورسوله» (وبالعقاب) بضم العين؛ أي: بالراية المسمّاة بالعقاب، قال الشهاب في «المواهب» :(وهي راية النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهي سوداء من برد لعائشة رضي الله عنها (قد حبي) قد خصّ ومنح.
وأشار الناظم إلى ما رواه البخاري عن سلمة قال: (كان
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد تخلّف عن النّبي صلى الله عليه وسلم في خيبر، وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم؟! فلحق به، فلمّا بتنا الليلة التي فتحت خيبر في صبيحتها.. قال:«لأعطينّ الراية غدا- أو ليأخذنّ الراية غدا- رجل يحبه الله ورسوله يفتح له» وفي رواية ابن إسحاق: «ليس بفرار» وفي حديث بريدة: «لا يرجع حتى يفتح الله له» فلمّا أصبح الناس.. غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال:«أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا: يا رسول الله؛ هو يشتكي عينيه، قال:«فأرسلوا إليه» فأتي به، فبصق صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع) .
وروى البخاري أيضا عن سهل بن سعد رضي الله عنه:
(أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطينّ هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله» قال سهل: فبات الناس يدوكون- أي:
يخوضون- ليلتهم أيّهم يعطاها.
فلمّا أصبح الناس.. غدوا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، كلّهم يرجو أن يعطاها، فقال:«أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال:
«فأرسلوا إليه» فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول الله؛ أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟
فقال صلى الله عليه وسلم: «انفذ على رسلك- بكسر الراء؛ أي: على هينتك- حتى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله تعالى فيه، فوالله؛ لأن يهدي الله بك رجلا واحدا.. خير من أن يكون لك حمر النّعم» ) «1» .
وزاد مسلم في «صحيحه» من حديث إياس بن سلمة عن أبيه سلمة بن الأكوع: (وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أنّي مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرّب
إذا الحروب أقبلت تلهّب
فقال عليّ:
أنا الّذي سمّتني أمّي حيدره
…
كليث غابات كريه المنظره
أو فيهم بالصّاع كيل السّندره
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثمّ كان الفتح على
(1) فيه: أنّ تأليف الكافر حتى يسلم أولى من المبادرة إلى قتله، فينبغي سلوك الطرق الحكيمة إلى الهداية المنشودة، وهذه الخلة من محاسن الدين الحنيف، رزقنا الله التمسك بأهدابه وآدابه، آمين. كما أنّ الوصية الحقة لجديرة أن تقطع ألسنة الأفّاكين الزاعمين أنّ الإسلام إنّما قام على السيف والقوة، ولم ينتشر بالسلام والرحمة، كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً.