الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحلف الفاجر ما قال المقال
…
وصدّقته للمكانة رجال
المهاجريّ-: (أوقد فعلوها؟ قد نافرونا، وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعدّنا وجلابيب قريش هذه إلّا كما قال الأول:
سمّن كلبك.. يأكلك، أما والله؛ لئن رجعنا إلى المدينة..
ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ) ثمّ أقبل على من حضره من قومه فقال لهم: (هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله؛ لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم..، لتحولوا إلى غير داركم) .
إعلام زيد بن أرقم الرسول صلى الله عليه وسلم بمقال رأس المنافقين:
فعند ذلك (وعاه) أي: حفظه (زيد) هو ابن أرقم الخزرجي، حال كونه (موقنا وما امترى) أي: وما شك، تأكيد في المعنى لما قبله، فمشى زيد بذلك المقال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما فرغ من عدوّه، فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطّاب، فقال: مر به عباد بن بشر فليقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فكيف يا عمر إذا تحدّث الناس أنّ محمّدا يقتل أصحابه؟ لا ولكن أذّن بالرحيل» وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتحل فيها، فارتحل الناس.
حلف رأس المنافقين بالله كذبا:
(و) قد مشى عبد الله بن أبيّ ابن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أنّ زيدا قد بلّغه ما سمع منه، ف (حلف الفاجر) بالله العظيم (ما قال المقال) ولا تكلّم به
(وصدّقته للمكانة) والمنزلة- فإنّه كان في قومه شريفا- (رجال) من الأنصار، فقالوا: يا رسول الله؛ عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل.
قال ابن إسحاق: (فلمّا استقلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار.. لقيه أسيد بن الحضير، فحياه بتحية النبوة، وسلم عليه، ثم قال: يا نبيّ الله؛ والله؛ لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو ما بلغك ما قال صاحبكم؟» قال: وأي صاحب يا رسول الله؟ قال: «عبد الله بن أبيّ» قال:
وما قال؟ قال: «زعم أنّه إن رجع إلى المدينة.. أخرج الأعزّ منها الأذلّ» قال: فأنت يا رسول الله والله تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل، وأنت العزيز، ثمّ قال:
يا رسول الله، ارفق به، فو الله؛ لقد جاءنا الله بك وإنّ قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه؛ فإنّه ليرى أنّك استلبته ملكا.
ثمّ مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثمّ نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مسّ الأرض، فوقعوا نياما، وإنّما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبيّ، أخزاه الله وأذلّه) .