الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو بقدر وسعهم والمملق
…
من خطّه عشرة يحذّق
ومن مشاهير الأسارى عمرو
…
نجل أبي سفيان ثمّ الصّهر
(وهو) أي: الفداء (بقدر وسعهم) أي: طاقة الأسرى، أربعة آلاف درهم، كأبي وداعة، وأبي عزيز، إلى ثلاثة، إلى ألفين، إلى ألف (والمملق) بميمين على صيغة اسم الفاعل، من أملق بمعنى: افتقر؛ أي: والفقير، وقد عرف الخطّ (من خطه) يتعلق بقوله:(يحذق) وقوله:
(عشرة) بالنصب معمول لقوله: (يحذق) بالبناء للفاعل؛ والمعنى: أن من لم يكن عنده مال يفادي به نفسه، علّم عشرة من غلمان أهل المدينة الخطّ، فإذا حذقوا، وتعلّموا.. كان ذلك فداءه؛ لأنّ أهل مكة كانوا يكتبون، وأهل المدينة لا يكتبون، فممّن تعلم الكتابة يومئذ سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه في جماعة من غلمان الأنصار.
واعلم: أنّ جملة من أخذ أسيرا من المشركين ببدر سبعون رجلا، كما أنّ من هلك منهم سبعون، كما في «صحيح البخاري» من حديث البراء بن عازب.
واقتصر الناظم على ذكر المشهورين من الأسرى فقال:
من مشاهير أسرى قريش:
عمرو بن أبي سفيان:
(ومن مشاهير الأسارى) : (عمرو نجل) أي: ابن (أبي سفيان) صخر بن حرب.
قال ابن إسحاق: (وكانت أمه بنت عقبة بن أبي معيط) .
قال ابن هشام: (بل كانت أمه أخت أبي معيط، وكان الذي أسره عليّا بن أبي طالب) .
قال ابن إسحاق: (وحدّثني عبد الله بن أبي بكر قال:
فقيل لأبي سفيان: افد عمرا ابنك، قال: أيجتمع عليّ دمي ومالي؟ قتلوا حنظلة، وأفدي عمرا، دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم. قال: فبينما هو كذلك محبوس بالمدينة إذ خرج سعد بن النعمان بن أكّال أخو بني عمرو بن عوف، ثمّ أحد بني معاوية معتمرا، وكان مسلما في غنم له بالنّقيع «1» ، فخرج من هنا لك معتمرا، ولم يظن أنّه يحبس بمكّة إذا جاء معتمرا، وقد كان عهد قريش أنّ قريشا لا يعرضون لأحد جاء حاجّا أو معتمرا إلّا بخير، فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة، فحبسه بابنه عمرو، وقال في ذلك:
أرهط بن أكّال أجيبوا دعاءه
…
تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
فإنّ بني عمرو لئام أذلّة
…
لئن لم يفكّوا عن أسيرهم الكبلا
قال فأجابه حسّان بن ثابت يقول:
لو كان سعد يوم مكّة مطلقا
…
لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا
(1) موضع قرب المدينة، وأمّا البقيع بالباء.. فهو موضع داخل المدينة وفيه مقبرتها.