الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليهود فيه إنّ له أدرة بالحجر الذي فرّ بثوبه، وبرّأ مريم بإنطاق ولدها، وبرّأ عائشة بهذه الآيات.
لطيفة ذكرها الصلاح الصّفدي قال:
رأيت بخط ابن خلّكان أنّ مسلما ناظر نصرانيا، فقال له النصرانيّ في خلال كلامه، محتقنا في خطابه بقبيح آثامه:
يا مسلم؛ كيف كان وجه زوجة نبيكم معتذرة بضياع عقدها؟
فقال له المسلم: يا نصراني؛ كان وجهها كوجه بنت عمران لمّا أتت بعيسى تحمله من غير زوج، فمهما اعتقدت في دينك من براءة مريم.. اعتقدنا مثله في ديننا من براءة زوج نبينا صلى الله عليه وسلم، فانقطع النصرانيّ ولم يحر جوابا) اهـ، وهو جواب مفحم مسكت، فلله دره من مؤمن محب صادق، أنطقه الله بالصواب على هذا الأسلوب الذي دحر به ذلك النصرانيّ الأثيم، والسيدتان كل منهما مطهّرتان بريئتان مبرّأتان، رضي الله عنهما وأرضاهما، آمين.
مفاخر عائشة وفضائلها:
واعلم: أنّ للسيدة عائشة رضي الله عنها مفاخر لا يشاركها فيها أحد من الأزواج الطاهرات، وكانت هي تفتخر بها، وحقّ لها ذلك.
فمنها: أنّها خلقت طيبة، ووعدت مغفرة ورزقا كريما؛ لقوله تعالى فيها: وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.
ومنها: أنّ جبريل عليه السلام أتى بصورتها في سرقة حرير أي: قطعة من جيد الحرير- وقال: هذه زوجتك، ويروى: أنّه أتى بصورتها في راحته.
ومنها: أنّه قال عليه الصلاة والسلام في مرض موته:
ليهوّن عليّ أنّي رأيت بياض كف عائشة في الجنة، وهو مروي عن الإمام أحمد، نقله عنه ابن كثير في «البداية» .
ومنها: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها.
ومنها: أنّه قبض صلى الله عليه وسلم في حجرها، وفي يومها، ودفن في بيتها.
ومنها: أنّه كان ينزل الوحي عليه، وهي معه في اللّحاف، ونزلت براءتها من السماء، وأنّها ابنة الصّديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي «القرطبي» : (قال بعض أهل التحقيق: إنّ يوسف عليه السلام لمّا رمي بالفاحشة.. برّأه الله على لسان صبيّ في المهد «1» ، وإنّ مريم لمّا رميت بالفحشاء.. برّأها الله على لسان ولدها عيسى عليهما السلام، وإنّ عائشة لمّا رميت بالفحشاء.. برّأها الله بالقول، فما رضي لها براءة صبيّ
(1) هو الذي أشارت له آية: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إلخ، قال الحافظ السيوطي: ابن عمها، روي أنّه كان في المهد، قال: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ إلى آخر الآية.