الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لو طاوعوا عتبة أو حكيما
…
أو ابن وهب ما رأوا أليما
لكونهم إلى القفول أرشدوا
…
من بعد ما أشفوا على ما وردوا
مقال عتبة وحكيم وابن وهب لقريش في الرجوع عن القتال:
قال الناظم:
(لو طاوعوا عتبة) بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، الذي قال فيه النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد رآه على جمل له أحمر:«إن يكن فيهم خير، ففي صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا» (أو حكيما) ابن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، أمّه فاختة بنت رهين، ولدته في جوف الكعبة، وطرحت ثيابها التي ولدته فيها في الحطيم، وذلك شرع الجاهلية، وتسمّى تلك الثياب: اللقى، بوزن الفتى، قال الشاعر:
فواحزنا كرّي عليه كأنّه
…
لقى بين أيدي الطائفتين صريم
نجا يوم بدر، وأسلم يوم الفتح، رضي الله عنه.
(أو) عمير (ابن وهب) بن خلف بن حذافة بن جمح، قال في «روض النّهاة» :(ويقال له: شيطان العرب، وقد أسلم رضي الله عنه (ما رأوا) أي: كفار قريش (أليما) .
(لكونهم) أي: لكون المذكورين (إلى القفول) أي:
الرجوع عن القتال (أرشدوا) قومهم (من بعد ما) يظهر أنّها مصدرية (أشفوا) قال في «القاموس» و «شرحه» : (أشفى
على الشيء: أشرف، وحصل على شفاه، وهو يستعمل في الشر غالبا) أي: من بعد إشرافهم (على ما) أي: القتال الذي (وردوا) بدرا لأجله.
وأشار الناظم في هذه الأبيات إلى ما ذكره ابن سيد الناس في «العيون» ، وابن كثير في «البداية» كلاهما عن ابن إسحاق قال: (حدّثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم، عن أشياخ من الأنصار، قالوا: لمّا اطمأنّ القوم..
بعثوا عمير بن وهب الجمحيّ فقالوا: احزر لنا أصحاب محمّد، قال: فاستجال بفرسه حول العسكر، ثمّ رجع إليهم، فقال: ثلاث مئة رجل، يزيدون قليلا، أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر للقوم كمين، أو مدد، قال: فضرب في بطن الوادي.. حتّى أبعد فلم ير شيئا، فرجع إليهم، فقال: ما رأيت شيئا، ولكن رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس لهم منعة، ولا ملجأ إلّا سيوفهم.
وفي «السيرة الشامية» : أما ترونهم خرسا لا يتكلمون، يتلمّظون تلمّظ الأفاعي «1» ، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم..
حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أصابوا منكم عدادهم.. فما خير العيش بعد ذلك؟ فروا رأيكم.
(1) تلمظ: إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه، وأخرج لسانه فمسح به شفتيه.