الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستشهدت ستّ من المهاجرين
…
عبيدة المذكور في المبارزين
هذين المعذّبين- تعني عياشا وسلمة- فتبعها حتى عرف مكانهما، فأخرجهما من الحبس، فكسر القيد) .
وذكر الحافظ أبو عمر عن ابن سعد: أنّ عيّاشا قتل يوم اليرموك.
تنبيه:
الأصح- كما يستفاد من «الإستيعاب» وغيره-: أنّ أم سلمة بن هشام، ضباعة بنت عامر بن قرط بن قيس، من بني عامر بن صعصعة القائلة:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه
…
وما بدا منه فلا أحلّه
.. لا أمّ أبي جهل أسماء بنت مخرمة.
فعليه: لا يكون سلمة شقيقا لفرعون الأمة أبي جهل، ويتأيد بما في بعض نسخ النظم الصحيحة، من قوله:(للأب أو للأم ذاقا الهونا) .
شهداء بدر من المهاجرين والأنصار:
ثمّ لما كان جملة من استشهد يوم بدر أربعة عشر رجلا..
أراد أن يبيّن عدد المهاجرين منهم، وعدد الأنصار رضي الله عنهم أجمعين فقال:
(واستشهدت ستّ من المهاجرين) الأول: (عبيدة) بن الحارث بن المطّلب (المذكور في) عدد الثلاث (المبارزين)
ثمّ عمير بن أبي وقّاص
…
وابن البكير عاقل ألشّاصي
وذو الشّمالين ومهجع عمر
…
صفوان بيضاء الّذي بها اشتهر
لثلاثة من قريش أبناء عمهم، ضربه عتبة بن ربيعة، فقطع رجله، فمات بالصفراء.
(ثمّ) الثّاني: (عمير) بالتصغير (بن أبي وقاص) بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، ذكر الواقديّ كما في «الروض» :(أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان قد ردّه في ذلك اليوم؛ لأنّه استصغره، فبكى عمير، فلمّا رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكاءه.. أذن له في الخروج معه، فقتل وهو ابن ستّ عشرة سنة، قتله العاص بن سعيد) .
(و) الثّالث: (ابن البكير) بوزن الزّبير، واسمه:
(عاقل) والبكير: هو ابن عبد ياليل الليثي، حليف بني عديّ بن كعب، وكان عاقل من السابقين الأوّلين.
قال الحافظ: (شهد بدرا هو وإخوته إياس، وخالد، وعامر، واستشهد عاقل ببدر) قاله موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما.
وقوله: (الشاصي) أي: الميت، يقال: شصى الميت شصيّا: ارتفعت يداه ورجلاه.
(و) الرابع: (ذو الشمالين) عمير بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي، حليف بني زهرة، وهو غير ذي اليدين الخرباق بن عبد عمرو السّلمي، صاحب حديث: (أقصرت
واثنان للأوس ابن عبد المنذر
…
مبشّر سعد ابن خيثم الجري
الصلاة؟) ؛ لأنّ ذا الشمالين استشهد ببدر، وحديث السهو حضره أبو هريرة، وإسلامه تأخر عن بدر بست سنين.
(و) الخامس: (مهجع) بوزن منبر مولى عمر بن الخطاب؛ فلذا أضافه إلى قوله: (عمر) .
قال ابن إسحاق: (وقد رمي مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل، فكان أول قتيل من المسلمين، رضي الله عنه .
وقال السهيلي: (أول قتيل من المسلمين حارثة بن سراقة) .
والسادس: (صفوان بيضاء) بحذف حرف العطف (الذي بها) أي: بيضاء أمّه؛ أي: بالنسبة إليها، يتعلق بقوله:(اشتهر) فقيل: صفوان بن بيضاء؛ يعني: إنّما نسب لأمّه لذلك، لا لكونه لا يعرف له أب، وإلّا.. فأبوه كما في «الإستيعاب» - وهب بن ربيعة، وأخواه سهل وسهيل ابنا وهب، المعروفون ببني البيضاء، أمّا سهيل..
فهاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة، وشهد بدرا مع صفوان، وأمّا سهل.. فتأخّر إسلامه عن بدر، واسم أمهم البيضاء دعد.
(واثنان) ممّن شهد بدرا منسوبان (للأوس) :
الأوّل: (ابن عبد المنذر) واسمه: (مبشر) من بني عمرو بن عوف.
وستّة الخزرج هم يزيد
…
عوف معوّذ أخوه الصّيد
والثاني: (سعد بن خيثم)«1» بوزن جعفر، من بني عمرو بن عوف أيضا، وحذفت التاء من خيثم للضرورة (الجري) الشجاع، تتميم حذفت منه الهمزة للوزن.
(وستة الخزرج هم يزيد) بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج، قتله طعيمة بن عدي، والثّاني منهم:(عوف) .
والثّالث: (معوذ) بفتح الواو المشددة (أخوه) لأنّهما ابنا الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وأخوه معاذ أيضا، قال أبو عمر:(وسمى بعضهم عوفا عوذا بالذال، وعوف أكثر) كذا قال، وذكر في «الإصابة» عن ابن إسحاق: (حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: لمّا التقى الناس يوم بدر، قال عوف بن عفراء:
يا رسول الله؛ ما يضحك الربّ من عبده؟ قال: «أن يراه قد غمس يده في العدوّ حاسرا» فنزع عوف درعه، وتقدم فقاتل، حتى قتل شهيدا، رضي الله عنه .
وقوله: (الصّيد) جمع أصيد: وهو اسم من أسماء السبع، شبههم به لشجاعتهم.
(1) قال الحافظ: (يكنى أبا خيثمة، وكان أحد النقباء بالعقبة، ذكره ابن إسحاق وغيره) وقال ابن إسحاق في «المغازي» : (نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء على كلثوم بن الهدم، وكان إذا خرج من منزله.. جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكان يقال له: بيت العزاب، واختلف في قاتله، فقيل: طعيمة، وقيل: غيره) اهـ
حارثة وابن المعلّى رافع
…
ثمّ عمير بن الحمام النّازع
والرابع: (حارثة) بن سراقة بن الحارث بن عديّ بن مالك بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار. قال في «الإستيعاب» : (رماه حبان بن العرقة بسهم، وهو يشرب من الحوض، وكان خرج نظارا، فأصاب حنجرته فمات وجاءت أمه الرّبيع- بالتصغير- بنت النضر، عمة أنس بن مالك فقالت: يا رسول الله؛ قد علمت موضع حارثة مني، فإن يكن في الجنة.. أصبر، وأحتسب، وإن يكن غير ذلك..
فسترى ما أصنع، فقال:«أو جنّة واحدة هي؟! إنّما هي جنات، وإنّ ابنك فيها لفي الفردوس» ) .
قال الناظم في «عمود النسب» :
حارثة البرّ «1» رأى جبريلا
…
مع النبيّ ووعى ترتيلا
(1) قوله: (البر) كذلك سماه صلى الله عليه وسلم، فروى النسائي من طريق الزّهري عن عروة عن عائشة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: دخلت الجنة فسمعت قراءة، فقلت:«من هذا؟» فقيل: حارثة بن النّعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كذلك البر» وكان برا بأمّه. وقال في «الإصابة» : (روى الإمام أحمد، والطبراني من طريق الزّهري، أخبرني عبد الله بن عامر عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد، فسلمت عليه، فلمّا رجعت.. قال: «هل رأيت الذي كان معي» قلت: نعم، قال: «فإنّه جبريل وقد ردّ عليك السّلام» إسناده صحيح) . وذكره موسى بن عقبة، وابن سعد فيمن شهد بدرا، فقيل: إنّه توفي في خلافة معاوية كما ذكره في «الإستيعاب» عن خليفة، ولم يذكره الناظم هنا؛ وإنّما ذكرته للتنبيه على أنّه بصري، وأنّه غير ابن سراقة، ولكون الناظم في «عمود النسب» ربط بينهما. اهـ
في جنة الخلد له النبيّ
…
وهكذا سميّه الأبيّ
حارثة القتيل بعد مهجع
…
وأمّه عليه ذات جزع
(و) الخامس: (ابن المعلّى) بن لوذان بن حارثة بن عديّ بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد بن حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج، واسمه:
(رافع) قتله عكرمة.
(ثمّ) السادس: (عمير) بالتصغير (بن الحمام) بوزن غراب، كما في «الإصابة» وبوزن سحاب كما في «روض النهاة» والميم مخففة على كل، وهو ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ، السلمي، قتله خالد بن الأعلم.
قال ابن إسحاق: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفسي بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا، محتسبا، مقبلا غير مدبر.. إلّا أدخله الله الجنة» فقال عمير أخو بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهنّ: بخ بخ، فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلّا أن يقتلني هؤلاء، فقذف التمر من يده، وأخذ سيفه، فقاتل حتى قتل وهو يقول:
ركضا إلى الله بغير زاد
…
إلّا التّقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد»