الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووردت واردة العرمرم
…
فافتتن الوارد في المزدحم
المنافق، لكن يباينه في الإخلاص والأدب مع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وكثير من الشباب من أولئك الصحب الكرام على هذا الخير، بل كلهم من هذا الطراز المبارك.
وإنّما قلت: على استعداد القابلية؛ لأنّه إذا كان على فساد في الاستعداد، فلا شيء فيه من الخير، كما هو مشاهد في أفراد من الشباب، ذهبوا بشبابهم النضير مذهب اللهو والغرور والهوى، ولا وازع ولا زاجر، ولا يسعنا إلّا أن نتوجه إلى الله تعالى بأن يهديهم، ويدخلهم في حظيرة المتمسّكين بالهدي النبوي؛ حتى يكونوا عدة قويمة قوية على الملحدين أعداء الدين؛ فإنّ ذلك على الله يسير.
نعرة جاهلية لجهجاه الغفاري وسنان الجهني:
(و) لمّا خرج عليه الصلاة والسلام لبني المصطلق، ولقيهم على ماء المريسيع، وأسفرت الغزاة عن نصر المسلمين.. (وردت واردة العرمرم) بفتح العين المهملة والراءين، بينهما ميم ساكنة؛ أي: الجيش، والواردة:
القوم يردون الماء (ف) بينا هم على ذلك (افتتن) واقتتل (الوارد) أي: الواردون (في المزدحم) أي: موضع الزحام على الماء، وذلك أنّ أجيرا لعمر بن الخطاب من بني غفار يقال له: جهجاه بن مسعود جاء يقود فرسه، فازدحم مع سنان بن وبرة الجهنيّ فاقتتلا.
فاستصرخ الأنصار فارط لهم
…
لطمه من ناله معروفهم
واستصرخ المهاجرين اللّذ كسر
…
عصا النّبي جهجاه عامل عمر
(فاستصرخ) واستغاث (الأنصار) مفعول لاستصرخ، مقدم على فاعله الذي هو (فارط) أي: مقدّم (لهم) أي:
للأنصار، وهو الجهني، فقال: يا معشر الأنصار، وذلك أنّه (لطمه) أي: ضربه بكفه مبسوطة (من) أي: الذي (ناله) وأصابه (معروفهم) هو ضد المنكر، وضميره للأنصار، وهذه الجملة من كلام عبد الله بن أبيّ رئيس المنافقين كقوله وعنده رهط من قومه، فيهم زيد بن أرقم:(أوقد فعلوها؟! قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله؛ ما أعدّنا وجلابيب «1» قريش هذه إلّا كما قال الأول: سمّن كلبك.. يأكلك) .
(واستصرخ المهاجرين اللّذ) أي: الذي (كسر عصا النّبيّ) صلى الله عليه وسلم بركبته، وكانت في يد سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه يخطب بها؛ إذ كان أحد المعينين على قتله، وأبدل من الموصول قوله:(جهجاه) بن مسعود بن سعد بن حرام (عامل عمر) وأجيره فقال مستغيثا:
يا للمهاجرين، فلمّا سمعها النّبيّ صلى الله عليه وسلم..
قال: «دعوها؛ فإنّها منتنة» قال السهيلي في «الروض» :
(يعني: أنّها كلمة خبيثة؛ لأنّها من دعوى الجاهلية، وجعل الله المؤمنين إخوة وحزبا واحدا؛ فإنّما ينبغي أن تكون الدعوى: يا للمسلمين.
(1) الجلابيب: الغرباء.