الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كابن أبي سرح وزير الخلفا
…
وناخس البكر ببنت المصطفى
الكعبة، منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، لكن لمّا لاذ بحضرة الرسول، بشفاعة أخيه عثمان من الرضاعة.. فاز بالرضا والقبول.
قصة ابن أبي سرح رضي الله عنه:
وإليها يشير الناظم بقوله: (كابن أبي سرح) بفتح السين وسكون الراء، وبالحاء المهملات، وهو عبد الله بن سعد القرشي العامريّ؛ فإنّه كان ممّن أهدر النّبيّ صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح؛ لأنّه كان أسلم بمكة، وكان يكتب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم بها، ثمّ ارتد ولحق بالكفار.
قال في «شرح المواهب» : (روى أبو داوود والحاكم عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن سعد يكتب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأزلّه الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر صلى الله عليه وسلم بقتله، فاستجار بعثمان، فأجاره، وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله تعالى: وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ أنّها أنزلت فيه، كان يكتب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فيملي عليه «عزيز حكيم» فيكتب «غفور رحيم» ثمّ يقرأ عليه، فيقول هو: نعم، سواء، فرجع عن الإسلام، ولحق بقريش.
وروى الحاكم عن سعد بن أبي وقّاص: أنّه اختبأ عند عثمان، فجاء به حتى أوقفه على النّبيّ صلى الله عليه وسلم
وهو يبايع الناس، فقال: يا رسول الله؛ بايع عبد الله، فبايعه بعد ثلاث، ثمّ أقبل على أصحابه فقال:«أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين كففت يدي عن مبايعته فيقتله؟» فقال رجل: هلّا أو مأت إليّ؟ فقال: «إنّ النّبيّ لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين» ) اهـ
ثمّ أدركته العناية الأزلية، وأتته السعادة الأبدية، فأسلم وحسن إسلامه، وعرف فضله وجهاده في سبيل الله تعالى، وكان وزيرا لسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان، كما يشير الناظم بقوله:(وزير) أي: معين (الخلفا) ء الراشدين؛ فإنّه ولّاه سيدنا عمر، وكان على ميمنة عمرو بن العاصي حين افتتح مصر، ثمّ ولّاه عثمان، وافتتح إفريقيا عام سبع وعشرين.
قال في «شرح المواهب» : (وكان من أعظم الفتوح، بلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار، واعتزل الفتنة حتى توفي سنة سبع وخمسين؛ أي: بعسقلان) .
وروى البغويّ بإسناد صحيح عن يزيد بن أبي حبيب، قال: (لمّا كان عند الصبح.. قال ابن أبي سرح: اللهمّ؛ اجعل آخر عملي الصبح، فتوضّأ، ثمّ صلّى، فسلّم عن يمينه، ثمّ ذهب يسلم عن يساره، فقبض الله روحه، رضي الله عنه .
قال السّهيلي في «الروض» : وهو القائل في حصار عثمان رضي الله عنه: