الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مع النّبيّ وعلى المعتمد
…
جرت لواحد بلا تعدّد
قال الزرقانيّ: (وكان في صلاة العصر، كما رواه البيهقي عن جابر، ثمّ انصرف الناس، وكان ذلك أول ما صلاها) .
قال في «روض النّهاة» : (وممّا تخالف به غيرها من الحكم أنّه لا سهو فيها) اهـ
وكانت غيبته صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، وبعث جعال بن سراقة بشيرا بسلامته وسلامة المسلمين.
غورث وما همّ به من قتل الرسول صلى الله عليه وسلم:
(وغورث) بن الحارث من بني محارب (جرى فيها) أي: في هذه الغزوة (له الذي) جرى (لدعثور) فهو يتعلق بقوله: (جرى) والدال فيه مضمومة، وفي البيت الإيطاء، ويتعلق به أيضا قوله:
(مع النّبيّ) صلى الله عليه وسلم، روى ابن إسحاق، وذكره اليعمري عنه: (عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أنّ رجلا من بني محارب يقال له: غورث، قال لقومه من غطفان ومحارب: ألا أقتل لكم محمّدا؟ قالوا: بلى، وكيف تقتله؟
قال: أفتك به، قال: فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره، فقال: يا محمّد؛ أنظر إلى سيفك هذا؟ قال: «نعم» فأخذه فاستله، ثمّ جعل يهزه ويهم، فيكبته الله تعالى. ثمّ قال: يا محمّد؛ أما تخافني؟
قال: «لا، وما أخاف منك؟» قال: أما تخافني وفي يدي السيف؟ قال: «لا، بل يمنعني الله منك» قال: ثمّ عمد إلى
سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّه عليه، فأنزل الله تبارك وتعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
وقد رواه من حديث جابر أيضا أبو عوانة وفيه: (فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
«من يمنعك مني؟» قال: كن خير آخذ، قال:«تشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّي رسول الله؟» قال الأعرابي: أعاهدك أنّي لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، قال: فخلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله، فجاء إلى قومه فقال:
جئتكم من عند خير الناس) .
ثمّ قال الناظم تبعا لأصله.
(وعلى المعتمد جرت) هذه القصة (لواحد) اختلف الرواة في اسمه، فقال بعضهم: اسمه دعثور، وبعضهم:
غورث، وقوله:(بلا تعدّد) تأكيد، فإنّ اليعمريّ قال في «العيون» :(والظاهر: أنّ الخبرين واحد) وقال غيره من المحققين كابن كثير: الصواب: أنّهما قصتان في غزوتين:
قصة لرجل اسمه دعثور بغزوة ذي أمرّ وغطفان، وفيها التصريح بأنّه أسلم، ورجع إلى قومه، فاهتدى به خلق كثير.
وقصّة بذات الرقاع لرجل اسمه غورث، وليس في قصته تصريح بإسلامه.