الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثابت بن وقش المستشهد
…
أخوه وابناه وكلّ وتد
من المسلمين (إذ أهلكته المسلمة) خطأ، اختلفت عليه أسيافهم، يظنونه من المشركين، وكان الذي قتله خطأ سيدنا عتبة بن مسعود «1» رضي الله عنه.
تنبيه:
وقع في «شرح مسلم» للأبّي عن القرطبي: أنّ صاحب هذه القصة عبد الله بن عمرو بن حرام، وأنّه قتله المسلمون خطأ، وهو وهم؛ فلذا اقتضى التنبيه عليه، والله أعلم.
استشهاد ثابت بن وقش، وأخيه رفاعة، وابنيه الأصيرم، وسلمة:
(وثابت بن وقش) بالرفع، معطوف على حسيل، قال ابن إسحاق: (حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: لمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد.. رفع حسيل بن جابر اليماني أبو حذيفة بن اليمان، وثابت بن وقش في الآطام، مع النساء والصبيان،
(1) هو أخو سيدنا عبد الله بن مسعود، وجد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الفقيه، ذكره عبد بن حميد في «التفسير» . وعتبة أوّل من سمّى المصحف مصحفا فيما روى ابن وهب في «الجامع» نقله السهيلي. وقال في «روض النّهاة» :(أسلم عتبة قبل أخيه عبد الله، واستشهد يوم اليمامة، ونحو ابني مسعود هذين ابنا الخطاب عمر وزيد، قال عمر رحم الله: أخي سبقني إلى الحسنيين: الإسلام والشهادة، وكان عمر رضي الله عنه حريصا على الشهادة، رمى في هذا اليوم بدرعه لأخيه زيد، فقال له زيد: يا أخي؛ أريد من الشهادة ما تريد، فتركاها جميعا) اهـ
فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان: لا أبا لك! ما ننتظر؟! فوالله إن بقي لواحد منا من عمره إلّا ظمء حمار «1» ، إنّما نحن هامة اليوم أو غد، أفلا نأخذ أسيافنا، ثمّ نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلّ الله يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذا أسيافهما، ثمّ خرجا، حتى دخلا في الناس، ولم يعلم بهما.
فأمّا ثابت بن وقش.. فقتله المشركون، وأمّا حسيل بن جابر.. فاختلفت عليه أسياف المسلمين، فقتلوه ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي والله! فقالوا: والله إن عرفناه! وصدقوا. قال حذيفة: يغفر الله لكم والله أرحم الراحمين. فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه، فتصدّق حذيفة بديته على المسلمين. فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا.
وقوله: (المستشهد) بالرفع: صفة لثابت (أخوه) رفاعة بن وقش، فإنّه استشهد يوم أحد (وابناه) أي: ثابت، وهما: عمرو بن ثابت بن وقش الملقب بالأصيرم، المتقدم خبره، وسلمة بن ثابت رضي الله تعالى عنهم، ونفعنا بحبهم، (وكلّ) من المذكورين (وتد) بفتحتين، شبههم بالجبال، التي هي أوتاد الأرض، تشبيها بليغا، لشرفهم في قومهم، وفضلهم في الإسلام.
(1) مقدار ما يكون بين شربتي الحمار، وهو أقصر مسافة، وهو كناية عن قرب الأجل.