الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادسها طلحتها الخزاعي
…
أجودهم كلّا بلا نزاع
ذوو الأحساب أكرم ما تراه
…
وأصبر عند نائبة الحقوق
وقوله: (العتيق) مبتدأ، والمراد به أبو بكر؛ لأنّه عتيق الله من النار (جد أبيه) أي: عبد الله، خبر المبتدأ.
وقوله: (بالعلا) يتعلق بقوله: (حقيق) يعني: أنّ العتيق وهو أبو بكر جد أبي طلحة، وهو حقيق بالعلا، ولا كلام.
وليس يصحّ في الأذهان شيء
…
إذا احتاج النّهار إلى دليل
مآثر طلحة الخزاعي:
و (سادسها) أي: الطلحات، قال في «روض النّهاة» :
والضمير يعود إلى الطلحات مبتدأ، وقوله:(طلحتها) أي:
طلحة الطلحات، خبر المبتدأ، وهو طلحة بن عبد الله بن خلف بن سعد بن بياضة البصريّ (الخزاعي) يقال: لأبيه صحبة (أجودهم) أي: هو أجود الطلحات، سمي طلحة بن عبد الله بذلك؛ لأنّه كان أجودهم (كلّا بلا نزاع) أي:
لا ينازعونه في الجود، وهذا بمعنى قول بعضهم فيه: إنّه فاق في الجود خمسة أجواد، اسم كل واحد منهم طلحة.
قال الشيخ حماد في «روض النّهاة» : (وهذا كلام
في سنة وهب ألف جاريه
…
فأولدت عفاته جواريه
ألف غلام باسمه سمّى الإما
…
جميعهم لمثلها فهيئما
صاحب «الغرر» «1» ، وكان الشيخ رحمه الله تعالى يشفق على نفسه من تفضيله في الجود على ابن السبط، ويعتذر عنه بأنّه إنّما نظم ما في الكتاب.
قال الحافظ ابن حجر: (سمع عثمان بن عفان وكان مع عائشة يوم الجمل) اهـ
وفي سنة (63) بعث مسلم بن زياد طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعيّ واليا على سجستان، فأقام بها طلحة إلى أن مات.
ومن مآثر جوده: ما ذكره في «الغرر» وعقده الناظم بقوله: (في سنة وهب) لزواره وقاصديه (ألف جارية) أي:
أمة (فأولدت عفاته) بضم العين جمع عاف، وهو: الزائر الطالب للمعروف.
(جواريه) بالنصب معمول لقوله: (أولدت) على نزع الخافض؛ أي: أولدت من جواريه.
(ألف غلام باسمه) أي: بطلحة (سمّى الإما) بالقصر للوزن، جمع أمة (جميعهم) بالرفع تأكيد للإماء (لمثلها
(1) يعني «غرر الخصائص الواضحة، وعرر النقائض الفاضحة» للأديب المتفنن أبي إسحاق برهان الدين إبراهيم بن يحيى الكتبي، المعروف بالوطواط، المولود سنة (632) والمتوفّى سنة (718) .
فهيئما) بالهمز: أي عجبا لمثل هذه العطية من الكثرة والبركة.
وزاد في «الغرر» عن الحسن قال: (باع طلحة بن عبد الله الخزاعيّ أرضا بسبع مئة ألف درهم، فبات ذلك المال عنده ليلة، فبات أرقا؛ مخافة ذلك المال، حتى أصبح ففرقه) .
وقال الزّبيدي عن «المستقصى» : قال سحبان وائل البليغ المشهور في طلحة الطلحات «1» :
يا طلح أكرم من مشى
…
حسبا وأعطاهم لتالد
منك العطاء فأعطني
…
وعليّ مدحك في المشاهد
فحكّمه، فقال: فرسك الورد، وقصرك بزرنج، وغلامك الخباز، وعشرة آلاف درهم. فقال طلحة: أف لك! لم تسألني على قدري، وإنّما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك باهلة، والله؛ لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي..
لأعطيتك، ثمّ أمر له بما سأل، وقال: والله؛ ما رأيت مسألة محكّم ألأم منها.
(1) قوله: (سحبان وائل) لعلّه سقط لفظة (ابن) قبل (وائل) لأنّه هو الذي في عصر الإسلام، وهو البليغ الذي كان في زمن معاوية رضي الله عنه، وأمّا سحبان وائل بالإضافة.. فهو جاهلي كما نقله شيخنا في «شرح الإبتهاج» عن ابن التلمساني في «حاشية الشفاء» فلذا اقتضى التنبيه عليه.