الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقبلت إمرأة الغفاري
…
قتيل نهب إبل المختار
(وقسم النّبيّ) صلى الله عليه وسلم (فيهم) أي: في أصحابه (جزرا) جمع جزور، لكل مئة جزور ينحرونه، وكانوا خمس مئة.
فوائد هذه القصة:
قال الحافظ: وفي القصة من الفوائد:
جواز العدو الشديد في الغزو، والإنذار بالصياح العالي، وتعريف الشجاع بنفسه ليرعب خصمه، واستحباب الثناء على الشجاع ومن فيه فضيلة، لا سيّما عند الصنع الجميل؛ ليستزيد منه، ومحلّه حيث يؤمن الافتتان.
وفيه جواز المسابقة على الأقدام، ولا خلاف في جوازها بغير عوض، أمّا بالعوض.. فالصحيح: لا يصح.
وفيه عظيم عناية الله تعالى بهذا الحبيب العظيم حيث أوجد الله له من أصحابه من يغني عن الخيل في بعض المواطن ويسبقها.
وفيه ما كان عليه أصحابه البسلة الأمجاد؛ في القيام بالتضحية بالنفس والنفيس خير قيام، فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
قصة امرأة أبي ذر ونذرها:
(و) لما وصل النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة (أقبلت إمرأة) بقطع الهمزة المكسورة للوزن، واسمها ليلى كما في
وهي على راحلة من ذي الإبل
…
قد نذرت إهلاكها حين تصل
«أبي داوود» وهي زوج أبي ذرّ (الغفاريّ) رضي الله عنه (قتيل) بمعنى: مقتول (نهب) مصدر بمعنى اسم الفاعل؛ أي: مقتول القوم الناهبين (إبل) أي: لإبل (المختار) صلى الله عليه وسلم.
وفي كلامه نظر؛ فإنّه إذا كان الغفاريّ أبا ذر.. فكيف يصفه بأنّه مقتول للذين أغاروا على اللّقاح، فإنّ المعروف عند أهل السير: أنّ المقتول هو ابن أبي ذرّ، واسمه ذرّ، ولم يقل أحد: إنّ المقتول أبو ذرّ؟
(وهي على راحلة) أي: والحال أنّ تلك المرأة جاءت راكبة على راحلة (من ذي) أي: من هذه (الإبل) التي أخذها العدو، وهي البيضاء، وخبر المبتدأ جملة قوله:(قد نذرت إهلاكها حين تصل) إلى المدينة سالمة من العدوّ.
روى مسلم وأبو داوود عن عمران بن الحصين رضي الله عنه: أنّهم أوثقوا المرأة، وكانوا يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم، فانفلتت ذات ليلة من الوثاق، فأتت الإبل، فإذا دنت من البعير رغا، فتتركه حتى انتهت إلى العضباء فلم ترغ، فقعدت في عجزها ثم زجرتها فانطلقت، وعلموا بها، فطلبوها فأعجزتهم. اهـ
وقال ابن إسحاق: (وأقبلت امرأة الغفاريّ على ناقة من إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قدمت عليه فأخبرته الخبر، فلمّا فرغت.. قالت: يا رسول الله؛ إنّي قد نذرت لله