الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعدها انتهبها الأولى انتهوا
…
لغاية الجهد وطيبة اجتووا
وفيه يقول ابن قيس الرّقيّات:
رحم الله أعظما دفنوها
…
بسجستان طلحة الطلحات
قال الخفاجي في «الطراز» في طلحة الطلحات: (ليس المراد: أنّه واحد من هؤلاء المسمّين بهذا الاسم كما يتبادر منه، وإنّما المراد: أنّه أجود الأجواد؛ لأنّ طلحة لشهرة مسماه بالجود كحاتم، فيذكر ويراد به الجواد، فالطلحات بمعنى الأجواد:
الناس أولاد علّات فمن علموا
…
أن قد أقلّ فمخذول ومحقور
وهم بنو أمّ من ظنوا به نشبا
…
فذاك بالعين ملحوظ ومستور)
قصة العرنيين وسرية سعيد بن زيد إليهم سنة ست:
ثمّ أتبع غزوة الغابة بالكلام على قصة العرنيّين- للمناسبة الظاهرة بينهما، وتبعا لليعمري، إلّا أنّه ذكر السّرية من أصلها، وهي تعرف بسرية سعيد «1» بن زيد إليهم، وهي في شوال سنة ست عند ابن سعد- فقال:(وبعدها) أي: بعد غزوة الغابة (انتهبها) أي: اللقاح المذكورة في غزوة الغابة؛
(1) كذا عند ابن عقبة بالياء، وعند غيره: أنّه سعد بن زيد الأشهلي الأنصاري.
فخرجوا وشربوا ألبانها
…
ونبذوا إذ سمنوا أمانها
أي: أخذها نهبة القوم (الأولى انتهوا) أي: وصلوا (لغاية الجهد) والمشقة.
(وطيبة) بالنصب معمول لقوله: (اجتووا) أي:
وكرهوا طيبة؛ أي: المقام بها، ولم يوافقهم هواؤها، وهم من عرينة «1» ، وعرينة: حيّ من بجيلة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكلموا بالإسلام، وكانوا مجهودين مضرورين، وقد كادوا يهلكون، وقالوا: يا رسول الله؛ إنّا كنا أهل ضرع؛ أي: ماشية وإبل، ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا مع الذود، فيشربوا من ألبانها وأبوالها.
وفي لبن اللقاح: جلاء، وتليين، وإدرار، وتفتيح للسدد؛ فإنّ الاستسقاء وعظم البطن إنّما ينشأ عن السدد وآفة في الكبد، ومن أعظم ما ينفع الكبد لبن اللقاح، لا سيّما إن استعمل بحرارته التي يخرج بها من الضرع مع بول الفصيل على حرارته التي يخرج بها. ذكر هذه الفائدة ابن برهان في «سيرته» .
(فخرجوا وشربوا ألبانها) وصحّوا، وسمنوا، ورجعت إليهم ألوانهم، حتى إذا كانوا ناحية الحرة بناحية قباء.. كفروا
(1) وهم ثمانية كما في «الإمتاع» وفي «المواهب» : (هم من عكل- بضم فسكون قبيلة من تيم الرباب- وعرينة) .