الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو الّذي وجد خير مرسل
…
يجفّ ثوبين له بمعزل
يصيبوا من أطراف بلاده صلى الله عليه وسلم، فلمّا علم ذلك.. ندب صلى الله عليه وسلم المسلمين، فخرج في أربع مئة وخمسين رجلا، ومعهم أفراس، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه فلمّا سمعوا بمهبطه صلى الله عليه وسلم.. هربوا في رؤوس الجبال، فأصابوا رجلا منهم من بني ثعلبة اسمه: جبّار «1» ، وبالجيم وشدّ الموحدة، فأدخله الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره من خبر القوم، وقال: لن يلاقوك، ولما سمعوا بمسيرك إليهم..
هربوا في رؤوس الجبال، وأنا سائر معك، فدعاه إلى الإسلام، فأسلم، وضمّه إلى بلال ليعلّمه الشرائع.
إسلام دعثور بن الحارث:
(وهو) أي: دعثور (الذي وجد خير مرسل) صلى الله عليه وسلم (يجف) بكسر الجيم؛ أي: ييبّس على شجرة (ثوبين له بمعزل) أي: بموضع بعيد عن أصحابه لمطر أصابهم، واضطجع صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وذهب كل من المسلمين في شأنه، وقد كان المشركون بمرأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا لدعثور- وكان فيهم شجاعا-: قد انفرد محمّد، فعليك به، فأقبل ومعه الظّبة.
(1) هذا هو الصواب، خلافا لمن قال: اسمه حبان، كما ذكره في «شرح المواهب» .
فسلّها وقال من يمنعكا
…
فصدّه جبريل عمّا انتهكا
وفيه أو في غورث أو النّضير
…
إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أنزلت على البشير
(فسلّها وقال من يمنعكا) مني اليوم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «الله» (فصدّه) أي: منعه (جبريل عمّا) أي:
الحرمة التي (انتهكا) أي: أراد أن ينتهكها، بأن دفع في صدره، فوقع السيف من يده، فأخذه صلى الله عليه وسلم فقال:«من يمنعك مني؟» قال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّك رسول الله.
قال في شرح «المواهب» : (وزاد ابن فتحون في الذيل: فأعطاه صلى الله عليه وسلم سيفه، ثمّ أقبل بوجهه فقال: أما والله لأنت خير مني، فقال صلى الله عليه وسلم:
«أنا أحق بذلك منك» ثمّ أتى قومه، فقالوا له: مالك ويلك! فقال: نظرت إلى رجل طويل أبيض، قد دفع في صدري، فوقعت لظهري، فعرفت أنّه ملك، وشهدت أنّ محمّدا رسول الله، لا أكثر عليه جمعا، فدعاهم إلى الإسلام) .
(وفيه) أي: في دعثور، على ما ذكره الواقديّ وابن سعد وطائفة (أو في غورث أو) في (النّضير) قاله قتادة ومجاهد، ف (أو) لتنويع الخلاف آية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ) أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ
أي: بالقتل، والإهلاك فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (أنزلت على البشير) صلى الله عليه وسلم.