الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخبر النّبيّ بارىء النّسم
…
بقولهم يسكن بعدها الحرم
إسحاق: هكذا يزعمون، قال الشافعي: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت آمر بفرك أذنيه، أنا أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تقول: قال طاووس والحسن وعطاء، وهؤلاء لا يرون ذلك، وهل لأحد مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم حجة
…
وذكر كلاما طويلا.
ثمّ قال الإمام الشافعيّ: قال الله تعالى: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ أفتنسب الديار إلى مالكين أو غير مالكين؟ فقال إسحاق: إلى مالكين، قال الشافعيّ: قول الله أصدق الأقاويل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من دخل دار أبي سفيان.. فهو آمن» وقد اشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه دار الحجامين
…
وذكر الإمام الشافعيّ له جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له إسحاق: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ قال الشافعي: قال الله تعالى: وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ والمراد المسجد خاصة، وهو الذي حول الكعبة، ولو كان كما يزعم.. لكان لا يجوز لأحد أن ينشد في دور مكة وفجاجها ضالّة، ولا ينحر فيها البدن، ولا يلقي فيها الأرواث، ولكن هذا في المسجد خاصة، فسكت إسحاق ولم يتكلم، فسكت عنه الشافعي) اهـ
إخبار الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما قاله الأنصار بعد الفتح:
(وأخبر النّبيّ) صلى الله عليه وسلم، وهو مفعول مقدم
وبالّذي قالوه إذ لم يرهقا
…
تداركته رحمة فأشفقا
ل (أخبر) على فاعله الذي هو (بارئ) أي: خالق (النسم) والبارئ من أسمائه تعالى البالغة مئة إلّا واحدا، من أحصاها.. دخل الجنة، والنسم، بتشديد النون المفتوحة، جمع نسمة: الإنسان.
والمعنى: أنّه بينما تتحدث الأنصار بعضها مع بعض في شأن سكنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببلده التي فتحها اليوم، وقومه الذين تربّى بينهم، ونشأ فيهم، إذ جاءه الوحي بما تحدثوا به، والمخبر به هو (بقولهم) فهو يتعلق بقوله:
(أخبر) والضمير المضاف إليه عائد للأنصار المعلومين من المقام (يسكن بعدها) أي: بعد هذه الغزوة (الحرم) أي:
مكة؛ لأنّها مسقط رأسه.
(و) أخبره بارىء النسم أيضا (بالذي) أي: بالقول الذي (قالوه) أي: الأنصار؛ ضنا برسوله صلى الله عليه وسلم (إذ لم يرهقا) أي: لم يدخل الإرهاق والكلفة على قومه، ومقول قولهم:(تداركته) أي: الرسول الأعظم (رحمة) في عشيرته، ورغبة في قريته (فأشفقا) عليهم، وأطلقهم من الأسر، وقال لهم:«أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، وهو أرحم الرّاحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء» .
وهذا مأخوذ ممّا رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّه صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من طوافه.. أتى