الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلعت «1» في رأسه شجّة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب عنه سيده، فقام مولّيا ذليلا، فوالله ما عاش إلّا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة «2» فقتلته) اهـ
وبقي بعد موته ثلاثا لا تقرب جنازته؛ لأنّ قريشا تتشاءم بالعدسة، كما تتشاءم بالطاعون، فلمّا خاف بنوه السّبة- أي:
العار-.. حفروا له، ودفنوا جنازته بعود في حفرته، وقذفوه بالحجارة من بعيد حتّى واروه.
ويروى عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنّها كانت لا تمرّ على مكان أبي لهب هذا، إلّا نشرت ثوبها حتى تجوز.
توفي العباس بالمدينة سنة (32) وجزع عليه ابنه سيدنا عبد الله رضي الله عنهما، حتى دخل عليه أعرابي فأنشده:
اصبر نكن بك صابرين فإنّما
…
صبر الرعية بعد صبر الراس
خير من العباس صبرك بعده
…
والله خير منك للعباس
فكان أجمل عزاء.
عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث:
(و) من مشاهير الأسرى (ابنا أخويه) أي: العباس
(1) شقت.
(2)
العدسة: بثرة تخرج في البدن فتقتله.
(وهما عقيل) بفتح العين «1» وترك التنوين للوزن، وهو ابن أبي طالب، أخو علي، وجعفر، وكان الأسنّ «2» ، يكنى عقيل: أبا يزيد، قال له صلى الله عليه وسلم:«يا أبا يزيد؛ إنّي أحبك حبّين: حبّا لقرابتك مني، وحبّا لما أعرف من حب عمي إياك» .
قال الحافظ في «الإصابة» : (وفي «تاريخ البخاري» الأصغر بسند صحيح: أنّه مات في أول خلافة يزيد قبل الحرّة) .
(نوفل) أي: ونوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، يكنى: أبا الحارث (وبعد) أي: بعد بدر (أسلما) أي: عقيل، ونوفل.
أمّا عقيل.. فإنّه أسلم عام الفتح، كما قاله في «الإصابة» وضعّف القول بأنّه أسلم بعد الحديبية، وهاجر في أوّل سنة ثمان.
وأمّا نوفل: فذكر في «الإستيعاب» : (أنّه أسلم وهاجر يوم الخندق) وقيل: أسلم يوم فدى نفسه.
واختلفوا أيضا في فدائه، فقيل: فداه العباس، وقيل:
فدى نفسه؛ وذلك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال
(1) كل ما جاء على هذا اللفظ في العرب فبضم العين.. إلّا هذا، وعقيل بن علفة المري، كذا في «روض النّهاة» اهـ
(2)
كان أسن من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسن من علي بعشر سنين، وطالب أسن من عقيل بعشر سنين، وأمهم كلهم: فاطمة بنت أسد رضي الله عنهم. اهـ من «الروض»