الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعدها غزوة حمراء الأسد
…
كانت لإرهاب صبيحة أحد
ومنها: أنّه تعالى أراد إهلاك أعدائه، فقيّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها ذلك، من كفرهم، وبغيهم، وطغيانهم في أذى أوليائه، فمحّص بذلك ذنوب المؤمنين، ومحق بذلك الكافرين، إلى غير ذلك من الفوائد التي يعلمها الله تبارك وتعالى.
(13) غزوة حمراء الأسد
(وبعدها) أي: بعد غزوة أحد (غزوة حمراء الأسد) قال المناوي: تأنيث أحمر مضافة إلى الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة، عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة.
سبب هذه الغزوة:
وأشار الناظم إلى سببها بقوله:
(كانت لإرهاب) أي: تخويف للعدو؛ ليبلغهم: أنّه خرج في طلبهم؛ ليظنوا بالمسلمين قوة، وأنّ الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوّهم (صبيحة أحد) فكانت يوم الأحد لست عشر ليلة مضت من شوال، على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة.
قلت: وهذا الذي ذكره تبع فيه ابن إسحاق، وقال موسى بن عقبة وغيره، كما في «السيرة الشامية» وغيرها في
وأمر النّبيّ أن لا يخرجا
…
إلّا الّذي بالأمس كان خرجا
سببها: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه: أنّ أبا سفيان وأكثر من معه يريدون أن يرجعوا؛ ليستأصلوا من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس على الخروج في طلب العدوّ، ويؤيد هذا ما رواه النسائي والطبراني بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
(لمّا رجع المشركون من أحد قالوا: لا محمّدا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، بئس ما صنعتم، ارجعوا، فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فندب المسلمين، فانتدبوا، فخرج بهم.. حتى بلغ حمراء الأسد، فأنزل الله عز وجل: الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ وخرج صلى الله عليه وسلم وهو مجروح، وفي وجهه أثر الحلقتين، ورباعيته مكسورة، وشفته السفلى مشقوقة، وركبتاه مجروحتان من وقعة الحفيرة، وأمر أن لا يخرج إلّا من خرج معه يوم أحد) .
كما قال الناظم:
(وأمر النبيّ أن لا يخرجا
…
إلّا الذي بالأمس كان خرجا)
وفي «البداية» : (أنّه صلى الله عليه وسلم قال:
«لا ينطلقنّ معي إلّا من شهد القتال» والذين شهدوه في أحد سبع مئة، قتل منهم سبعون، وخرج الباقون إلى حمراء
ولابن عبد الله جابر سمح
…
بالغزو إذ لأخواته جنح
بالأمس، إذ قال أبوه يا بنيّ
…
ما كنت أؤثرك بالغزو عليّ
الأسد، وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، حين ذكر أنّ أباه أمره بالمقام في المدينة على أخواته التسع) وإليه أشار بقوله:
(ولابن عبد الله جابر سمح) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بالغزو إذ لأخواته) يتعلق بقوله: (جنح) أي: مال لهنّ (بالأمس) في غزوة أحد، (إذ قال أبوه) عبد الله بن عمرو بن حرام:(يا بنيّ ما كنت أوثرك) أي: أقدمك (بالغزو عليّ) .
قال في «الإمتاع» : (ولمّا صلّى الصبح يوم الأحد صبيحة أحد ومعه عليه الصلاة والسلام وجوه الأوس والخزرج، وقد باتوا في المسجد على بابه.. أمر بلالا فنادى: إنّ رسول الله يأمركم بطلب عدوّكم، ولا يخرج معنا إلّا من شهد القتال بالأمس، فخرج سعد بن معاذ إلى داره يأمر قومه بالمسير وكلهم جريح، فقال: إنّ رسول الله يأمركم أن تطلبوا عدوّكم، فقال أسيد بن حضير وبه سبع جراحات يريد أن يداويها: سمعا وطاعة لله ولرسوله، وأخذ سلاحه، ولم يعرّج على دواء، ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء سعد بن عبادة قومه، وجاء أبو قتادة إلى طائفته، فبادروا جميعا وخرج من بني سلمة أربعون جريحا، بالطفيل بن النعمان ثلاثة عشر جرحا، وبخراش بن الصّمة عشرة جراحات