الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمسلمون خيّروا بين الفدا
…
وقدرهم في قابل يستشهدا
عن أبيه، عن عائشة قالت: (استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، وقال:«اللهمّ هالة «1» » ففزعت.
فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش..) الحديث.
وأصل الحديث في «الصحيحين» من غير ذكر هالة.
(والمصطفى) عليه الصلاة والسلام (رضي عن صهارته) فقال: «حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي» وذلك حين خطب عليّ بنت أبي جهل، وفي هذه الخطبة قال صلى الله عليه وسلم:«لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدوّ الله مكانا واحدا» .
قال في «الفتح» : (أخذ منه عدم جواز التزوج على بنت النبيّ، بخلاف التسرّي؛ لأنّ عليّا رضي الله عنه وطئ جارية من الخمس في بعض سراياه) .
فداء أسرى بدر:
ثمّ أراد الناظم أن يشرح الكلام على الفداء فقال:
(والمسلمون) والمراد بهم: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم البدريون (خيّروا) بالبناء للمفعول (بين) أخذ (الفدا) من الأسرى (و) لكن (قدرهم) عددهم، وهو سبعون (في قابل) عام مقبل (يستشهدا) بالألف المنقلبة عن
(1) بالرفع؛ أي: هذه هالة، أو بالنصب؛ أي: اجعلها هالة.
وبين قتلهم فمالوا للفدا
…
لأنّه على القتال عضدا
وأنّه أدّى إلى الشّهادة
…
وهي قصارى الفوز والسّعادة
نون التوكيد (وبين قتلهم) أي: الأسرى، والمخيّر لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأمر جبريل عليه السلام، كما روى الترمذي والنّسائي وابن حبّان والحاكم بإسناد صحيح عن عليّ رضي الله عنه قال:(جاء جبريل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فقال: خيّر أصحابك في الأسرى، إن شاؤوا القتل، وإن شاؤوا الفداء على أن يقتل منهم عاما مقبلا مثلهم قالوا: الفداء، ويقتل منا) .
ورواه ابن سعد من مرسل عبيدة فقالوا: (بل نفاديهم، فنتقوى به عليهم، ويدخل قابلا منا الجنة سبعون) .
(فمالوا للفدا) أي: لقبول الفداء منهم (لأنّه) أي:
الفداء عضد (على القتال) فهو متعلق بقوله: (عضدا) المبني للفاعل بمعنى: أعان.
(وأنّه) أي: الفداء (أدى) أي: أوصل (إلى) الظفر ب (الشهادة) في سبيل الله تعالى (وهي) أي: الشهادة (قصارى) بضم القاف؛ أي: غاية (الفوز والسعادة) .
ولما اختاروا الفداء استشهد منهم في العام القابل وهو عام أحد، سبعون رجلا.
ثمّ أراد أن يبين مقدار ما كان به الفداء من المال فقال: