الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخرجوا ب (يه) ظعن وهم
…
جيم ألوف والخيول لهم
راء وما للمسلمين فرس
…
وفي زروع قيلة إحتبسوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم مع رجل من بني غفار، وشرط عليه أن يأتي المدينة في ثلاثة أيام بلياليها، فقدم عليه وهو بقباء، فقرأه عليه أبيّ بن كعب، واستكتم أبيّا، ونزل صلى الله عليه وسلم على سعد بن الرّبيع، فأخبره بكتاب العباس، فقال:«والله؛ إنّي لأرجو أن يكون خيرا، فاستكتمه» .
العدد والكراع في الجيشين:
(وخرجوا) أي: المشركون (ب «يه» ) أي: بهذا العدد المشار إليه، بالياء والهاء»
، وذلك خمسة عشر من النساء، وهو المعنيّ بقوله:(ظعن) : جمع ظعينة، يقال للهودج، وللمرأة ما دامت فيه، وإنما خرجوا بهنّ التماس الحفيظة «2» ، وأن لا يفرّوا (و) أمّا (هم) أي: الرجال من قريش ف (جيم ألوف) أي: ثلاثة آلاف عددهم، كما جزم به ابن إسحاق، وتبعه اليعمري، فيهم مئتا دارع، (والخيول) :
جمع خيل لجماعة الأفراس، ولا واحد له من لفظه، (لهم) أي: لقريش (راء) أي: مئتان (و) الحال أنّه (ما) أي:
ليس (للمسلمين فرس) واحد، وقد جزم موسى بن عقبة
(1) بحساب الجمل، فالياء بعشرة، والهاء بخمسة، وكذا الجيم بثلاثة، والراء بمئتين.
(2)
بفتح الحاء المهملة وكسر الفاء، قال السهيلي:(أي: الغضب للحرم) انظر في «سيرة ابن إسحاق» أسماءهنّ.
وقيل: فيهم فرس تحت أبي
…
بردة النّدب وأخرى للنّبي
وقد رأى في نومه خير الأمم
…
أن كان في ذباب سيفه ثلم
بذلك، كما في «الفتح» وأمّا عدد من خرج معه صلى الله عليه وسلم فألف رجل، كما عند ابن إسحاق (وفي زروع) يتعلق بقوله:(احتبسوا) وهو مضاف إلى (قيلة) وهي أم الأوس والخزرج.
قال الناظم في «عمود النسب» :
أوس وخزرج هم الأنصار
…
وقيلة أمّهم واختاروا
(إحتبسوا وقيل فيهم) أي: المسلمين (فرس تحت أبي بردة) هانئ بن نيار (النّدب) أي: الظريف النجيب (و) فرس (أخرى للنّبيّ) صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ في «الفتح» : (وقع في «الهدي» : أنّه كان معهم خمسون فرسا، وهو غلط بيّن، وقد جزم موسى بن عقبة بأنّه لم يكن معهم في أحد شيء من الخيل، ووقع عند الواقديّ: كان معهم فرس له عليه الصلاة والسلام، وفرس لأبي بردة) .
رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأويلها:
(وقد رأى) قبل هذه الوقعة ليلة الجمعة، كما عند عقبة وابن عائذ (في نومه) رؤيا (خير الأمم) صلى الله عليه وسلم، ورؤياه حق لا يتسلط عليها شيطان، وهي:(أن)
وأنّه أدخل في درع يده
…
وبقرا يذبح أيضا وجده
فالثّلم ألعمّ وأمّا البقر
…
يذبح فهو النّفر المعفّر
من صحبه ودرعه الحصينه
…
أدخل فيها يده المدينه
بفتح الهمزة مخففة من الثقيلة؛ أي: أنّه (كان في ذباب) بضم الذال المعجمة: طرف (سيفه) أو حده (ثلم) : كسر، وهو من باب ضرب، وفرح.
قال في «روض النّهاة» : (وهذا السيف هو ذو الفقار بالفتح، سيف العاص بن منبّه، الذي سلب منه يوم بدر، وكان هو والصّمصامة سيف عمرو بن معد يكرب من حديدة وجدت في أساس الكعبة، ثمّ أعطاه صلى الله عليه وسلم عليّا رضي الله عنه .
(و) رأى في منامه هذا أيضا: (أنّه أدخل في درع) حصينة (يده) الشريفة (وبقرا يذبح أيضا وجده) صلى الله عليه وسلم في منامه هذا.
إذا سمعت ما تلوته عليك من الرؤيا، وأردت تعبيرها حقا (فالثّلم) الذي رآه في السيف:(العم) فكان سيدنا حمزة بن عبد المطّلب استشهد فيها (وأمّا البقر يذبح فهو النّفر) من أصحابه صلى الله عليه وسلم يقتلون، ووصفهم بقوله:
(المعفّر) وهو المضروب بالعفر، وهو ظاهر التراب (من صحبه) بيان للنفر، وهو عدة رجال، من ثلاثة إلى عشرة، ففيه مسامحة (ودرعه الحصينة) أي: المحكمة التي (أدخل فيها يده) هي (المدينة) المنوّرة.