الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحضّ الاغنيا على الحملان
…
ونكصوا دون مدى عثمان
حث الرسول صلى الله عليه وسلم الأغنياء على الإنفاق في سبيل الله:
(و) لمّا جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره، والسير إلى تبوك، وأمر الناس بالجهاز (حض) أي: حثّ أصحابه (الأغنيا على) النفقة، و (الحملان) بضم الحاء وسكون الميم؛ أي: على حملان الفقراء، بأن يعطوهم الشيء الذي يركبون عليه، ويحملوهم في سبيل الله تعالى، فأجابوا.
قال في «شرح المواهب» عن الواقديّ: (وجاؤوا بصدقات كثيرة، فكان أول من جاء أبو بكر رضي الله عنه بماله كله، أربعة آلاف درهم، فقال صلى الله عليه وسلم:«هل أبقيت لأهلك شيئا؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله، وجاء عمر بنصف ماله، فسأله:«هل أبقيت لهم شيئا؟» قال:
نعم، نصف مالي، وحمل العباس، وطلحة، وسعد بن عبادة، وجاء عبد الرّحمن بن عوف بمئتي أوقية إليه صلى الله عليه وسلم، وتصدّق عاصم بن عدي بسبعين وسقا من تمر) اهـ
تجهيز عثمان ثلث الجيش:
(و) مع ذلك (نكصوا) وتأخروا (دون مدى) أي: غاية سيدنا (عثمان) بالكسر للضرورة؛ فإنّه جهز ثلث الجيش، حتى كان يقال: ما بقيت لهم حاجة، حتى كفاهم
شنق «1» أسقيتهم.
قال ابن إسحاق: (أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها) .
قال ابن هشام: (حدّثني من أثق به: أنّ عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار «2» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ؛ ارض عن عثمان؛ فإنّي عنه راض» ) اهـ
وروى عبد الرّحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفّان رضي الله عنه بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة، فنثرها في حجره صلى الله عليه وسلم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول:«ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم» قالها مرارا. رواه الترمذيّ.
قال سيدي أبو عبد الله محمّد بن سعيد في «أم القرى» :
وابن عفان ذي الأيادي التي طا
…
ل إلى المصطفى بها الإسداء
حفر البئر جهز الجيش أهدى ال
…
هدي لما أن صده الأعداء
(1) شنق القربة يشنقها شنقا: إذا وكأها ثمّ ربط طرف وكائها بيديها. اهـ «قاموس»
(2)
أي: غير الإبل والزاد وما يتعلق بذلك؛ فقد تصدق بمئتي بعير بأقتابها وأحلاسها ومئتي أوقية.