المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث الإفك وتبرئة الله للسيدة عائشة الصديقة: - إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم

[حسن بن محمد مشاط]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة التحقيق]

- ‌القسم الأول الترجمة- الدراسة

- ‌ترجمة الشّارح فضيلة الشّيخ حسن محمّد المشّاط

- ‌نشاطه العلمي:

- ‌دروس ما بين المغرب والعشاء:

- ‌نشاطه التأليفي

- ‌الدراسة

- ‌شروح المنظومة:

- ‌مصادر الشرح «إنارة الدجى في مغازي خير الورى» :

- ‌صلة الشارح رحمه الله بمنظومة المغازي، وتحقيقه نصوصها:

- ‌منهج الشارح رحمه الله تعالى:

- ‌منهج الشارح رحمه الله تعالى في التعبير عن رأيه:

- ‌خصائص الشرح:

- ‌أولا: تحديد موقع الأماكن التي جرت فيها الأحداث

- ‌ثانيا: تحقيقه للأحداث التي تتضارب فيها الروايات وتصحيحها:

- ‌ثالثا: اهتمامه بالروايات المتعددة:

- ‌رابعا: مقارنته بين هذه المنظومة، وبين رصيفتها منظومة الشيخ غالي بن المختار في «تبصرة المحتاج» ، من هذا:

- ‌خامسا: اهتمامه بالجوانب الفقهية:

- ‌سادسا: استخلاص الفوائد والعبر من الأحداث:

- ‌سابعا: ربطه بعض الأحداث قديما بما هو جار في العصر الحاضر:

- ‌ثامنا: استشهاده بالشعر:

- ‌تاسعا: استطراداته:

- ‌عاشرا: العرض الإجمالي لأهم الأحداث من عام ولادته صلى الله عليه وسلم إلى عام وفاته:

- ‌حادي عشر: النقد العلمي المهذب:

- ‌القسم الثاني كتاب إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وسلم

- ‌تعريف بصاحب النظم

- ‌المقدمة الأولى في مشروعية الجهاد

- ‌المقدمة الثانية في المغازي وفضل علمها وتعلّمها

- ‌المقدمة الثالثة في أشهر من ألف في المغازي

- ‌[غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم]

- ‌(1) غزوة ودّان

- ‌وحاصل هذه الغزوة:

- ‌تنبيه:

- ‌(2) غزوة بواط

- ‌فائدة:

- ‌(3) غزوة العشيرة

- ‌(4) غزوة بدر الأولى

- ‌(5) غزوة بدر الكبرى

- ‌قلّة الظّهر والسلاح عند المسلمين:

- ‌استنفار أبي سفيان قريشا لإنقاذ العير:

- ‌قصة سقاة قريش:

- ‌أمن أبي سفيان على العير ونجاتها:

- ‌رجوع الأخنس ببني زهرة:

- ‌إصرار أبي جهل على عدم رجوع قريش:

- ‌المشورة في منزل الحرب:

- ‌مقال عتبة وحكيم وابن وهب لقريش في الرجوع عن القتال:

- ‌إصرار أبي جهل على الحرب:

- ‌مقتل الأسود بن عبد الأسد:

- ‌ابتداء الحرب بالمبارزة:

- ‌استشهاد عبيدة بن الحارث:

- ‌قصة سواد بن غزية مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌عريش النّبيّ صلى الله عليه وسلم:

- ‌الإمداد بالملائكة في بدر:

- ‌دعاؤه صلى الله عليه وسلم ربه:

- ‌استفتاح أبي جهل:

- ‌سماع الطبل في بدر:

- ‌الخلاف في نزول جبريل بعد الرسول عليهما السلام:

- ‌رأي سعد بن معاذ وعمر في الأسارى:

- ‌موافقات عمر رضي الله عنه:

- ‌الاستشارة في أسرى بدر:

- ‌النهي عن قتل بني هاشم وأبي البختري:

- ‌قتل المجذّر بن ذيّاد لأبي البختري:

- ‌مقالة أبي حذيفة وتكفيرها بالشهادة:

- ‌تمني أبي حذيفة موت أبيه على الإسلام:

- ‌مقتل أبي جهل:

- ‌تنبيه:

- ‌طرح قتلى المشركين في القليب ونداؤهم:

- ‌نصر الله الموعود للمؤمنين:

- ‌المغفرة لأهل بدر:

- ‌لطيفة:

- ‌يوم بدر أذلّ الله فيه الشرك وأعزّ الإسلام:

- ‌الثمانية المتخلّفون عن شهود بدر لعذر:

- ‌تنبيه:

- ‌بعض الأسرى من قريش:

- ‌وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بإكرام الأسرى:

- ‌فائدة:

- ‌نأسر أبي العاصي بن الرّبيع ثمّ فكّه:

- ‌لطيفة:

- ‌حال أبي العاص مع زينب قبل إسلامه:

- ‌أمانة أبي العاصي وشرفه وإسلامه:

- ‌رد زوجه زينب إليه:

- ‌فداء أسرى بدر:

- ‌من مشاهير أسرى قريش:

- ‌عمرو بن أبي سفيان:

- ‌العباس بن عبد المطّلب:

- ‌هلاك أبي لهب بالعدسة:

- ‌عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث:

- ‌خالد بن هشام المخزومي، وسهيل بن عمرو العامري:

- ‌عبد الله بن أبيّ بن خلف، وأبو وداعة السهمي:

- ‌خالد بن الأعلم الخزاعي:

- ‌مشاهير من القتلى من مشركي قريش:

- ‌المستضعفون بمكة في زعمهم الكاذب:

- ‌مقتل علي بن أميّة، وأميّة بن خلف:

- ‌مقتل الحارث بن زمعة:

- ‌نواح الأسود بن المطّلب على بنيه:

- ‌إسلام عمير بن وهب:

- ‌المستضعفون بمكّة حقا رضي الله عنهم:

- ‌تنبيه:

- ‌شهداء بدر من المهاجرين والأنصار:

- ‌تنبيه:

- ‌تكملة:

- ‌التبشير بنصر الله للمؤمنين وهزيمة المشركين:

- ‌(6) غزوة بني سليم

- ‌تنبيه:

- ‌(7) غزوة بني قينقاع

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌براءة عبادة بن الصامت من حلفهم:

- ‌إصرار اليهود على الكفر، وعداوة المسلمين:

- ‌فساد طبيعة اليهود، وإفسادهم، ووعيد الله لهم:

- ‌بنو قينقاع أول من غدر من اليهود:

- ‌إلحاح رئيس المنافقين في إطلاق بني قينقاع:

- ‌فائدة: طيبة: اسم من أسماء المدينة المنوّرة

- ‌إسلام عبد الله بن سلام:

- ‌(8) غزوة السويق

- ‌(9) غزوة ذي قرقرة

- ‌(10) غزوة ذي أمر وغطفان

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌إسلام دعثور بن الحارث:

- ‌(11) غزوة بحران

- ‌(12) غزوة أحد

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌العدد والكراع في الجيشين:

- ‌استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج أو البقاء بالمدينة:

- ‌عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على القتال:

- ‌انخزال المنافقين:

- ‌تفاؤله صلى الله عليه وسلم:

- ‌ما كان من المنافق مربع بن قيظي حين سلك النبي صلى الله عليه وسلم حائطه:

- ‌إجازته صلى الله عليه وسلم أبناء خمس عشرة وردّه من دونهم:

- ‌إعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم السيف لأبي دجانة:

- ‌استئصال أهل اللواء من المشركين:

- ‌تحريض أبي سفيان قريشا على الحرب:

- ‌تحريض هند والنسوة قريشا على الحرب:

- ‌اشتغال الرماة بالغنائم عن الحرب:

- ‌حملة خالد على من بقي من الرّماة:

- ‌شؤم مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌استشهاد سيدنا حمزة:

- ‌استنكار فعلة أبي سفيان بحمزة بعد استشهاده:

- ‌مقتل قزمان العبسي منافقا كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك:

- ‌استشهاد أصيرم بني عبد الأشهل:

- ‌ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم والثابتون معه:

- ‌ما لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد:

- ‌بلاء قتادة والمعجزة في حادثة عينه:

- ‌فائدة:

- ‌عودتهم للرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌تمثيل هند بنت عتبة بالشهداء:

- ‌استشهاد عبد الله بن جحش كما سأل ربه:

- ‌استشهاد حسيل بن جابر اليماني:

- ‌تنبيه:

- ‌استشهاد ثابت بن وقش، وأخيه رفاعة، وابنيه الأصيرم، وسلمة:

- ‌استشهاد سعد بن الرّبيع:

- ‌استشهاد مخيريق من بني النّضير:

- ‌استشهاد مصعب بن عمير وشماس المخزومي:

- ‌استشهاد حنظلة غسيل الملائكة:

- ‌استشهاد عمرو بن الجموح:

- ‌لطيفة:

- ‌سؤال أبي سفيان عمر بن الخطاب عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوعّده:

- ‌تعرف مقصد جيش المشركين:

- ‌مقتل أبيّ بن خلف لعنه الله:

- ‌العبرة فيما أصاب المسلمين بأحد:

- ‌(13) غزوة حمراء الأسد

- ‌تخذيل معبد الخزاعي قريشا عن الرجوع للحرب:

- ‌مقتل معاوية بن المغيرة بن أبي العاص لتجسسه لقريش:

- ‌مقتل أبي عزة الجمحي الهجّاء للرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌(14) غزوة بني النّضير

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌نزول تحريم الخمر تحريما باتّا وسورة الحشر:

- ‌إخراج بني النّضير من ديارهم:

- ‌فيئهم للرسول صلى الله عليه وسلم وقد خصّ به المهاجرين برضا الأنصار:

- ‌فضل الأنصار بإيثارهم المهاجرين على أنفسهم:

- ‌(15) غزوة ذات الرقاع

- ‌الاختلاف في وقت وقوع هذه الغزوة:

- ‌غورث وما همّ به من قتل الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌قصة جابر وجمله مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌(16) غزوة بدر الأخيرة

- ‌نكوص أبي سفيان:

- ‌وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم بوعده:

- ‌(17) غزوة دومة الجندل

- ‌(18) غزوة الخندق

- ‌خروج الأحزاب من المشركين للحرب:

- ‌حفر الخندق:

- ‌ارتجاز المسلمين في حفر الخندق:

- ‌معجزات باهرة وأعلام للنبوّة ظاهرة:

- ‌اجتماع الجيشين حول الخندق:

- ‌نقض كعب عهده للرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌تحرّي الرسول صلى الله عليه وسلم عن نقض كعب للعهد:

- ‌شدة خوف المسلمين، وظهور نفاق المنافقين:

- ‌تنبيه:

- ‌إرسال ريح النصر والملائكة للمؤمنين:

- ‌مشروع الصلح بين المسلمين وغطفان، وعدم تمامه:

- ‌اقتحام بعض المشركين الخندق:

- ‌فلتة معتب بن قشير:

- ‌مقتل نوفل المخزومي حين اقتحم الخندق:

- ‌مقتل عمرو بن عبد ودّ بسيف علي:

- ‌بعث حذيفة لاستكشاف أمر المشركين:

- ‌نداء أبي سفيان بالرحيل وانهزام المشركين:

- ‌تبشير حذيفة بانهزام المشركين:

- ‌تنبيه:

- ‌تأخير الصلاة عن وقتها يوم الخندق:

- ‌تتميم:

- ‌(19) غزوة بني قريظة

- ‌طلبهم أبا لبابة وقصته معهم، وتوبته رضي الله عنه:

- ‌تحكيم سعد بن معاذ في قريظة:

- ‌مقتل بني قريظة وحيي بن أخطب:

- ‌مقتل الزّبير بن باطيا القرظي:

- ‌استشهاد سعد واهتزاز عرش الرّحمن لموته:

- ‌(20) غزوة بني لحيان

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌بعث الرجيع:

- ‌استشهاد خبيب بن عدي:

- ‌استشهاد زيد بن الدثنة:

- ‌أحكام وعبر في قصة بعث الرجيع:

- ‌عدة بعث الرجيع:

- ‌فتك عضل والقارة بالبعث:

- ‌بعث بئر معونة:

- ‌جوار أبي براء للبعث، ونقض ابن أخيه له:

- ‌استشهاد البعث:

- ‌حزن الرسول صلى الله عليه وسلم على الشهداء، ودعاؤه على القتلة:

- ‌دفين الملائكة:

- ‌مهمة البعثين:

- ‌الفرق بين البعث والسرية:

- ‌(21) غزوة الغابة

- ‌بسالة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في استنقاذ اللقاح:

- ‌فوائد هذه القصة:

- ‌قصة امرأة أبي ذر ونذرها:

- ‌ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على أبي قتادة:

- ‌ما صنعه عكاشة بن محصن:

- ‌معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌شراء طلحة الفياض للبئر وتصدقه بها:

- ‌طلحة الجود

- ‌الطلحات الخمسة الأجواد:

- ‌طلحة الخير وطلحة النّدى

- ‌طلحة الدّراهم

- ‌مآثر طلحة الخزاعي:

- ‌قصة العرنيين وسرية سعيد بن زيد إليهم سنة ست:

- ‌الاقتصاص من العرنيين:

- ‌فوائد هذه القصة وأحكامها:

- ‌(22) غزوة المريسيع (غزوة بني المصطلق)

- ‌تاريخ هذه الغزوة:

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌انتصار الرسول صلى الله عليه وسلم وهزيمة العدو:

- ‌بركتها على قومها:

- ‌إسلام الحارث وبني المصطلق:

- ‌قصة الوليد بن عقبة ونزول الآية فيها:

- ‌موت رفاعة بن زيد كهف المنافقين:

- ‌معظم المنافقين كان من الشيوخ:

- ‌نعرة جاهلية لجهجاه الغفاري وسنان الجهني:

- ‌قول منكر لرأس المنافقين، وما نزل فيه من القرآن:

- ‌إعلام زيد بن أرقم الرسول صلى الله عليه وسلم بمقال رأس المنافقين:

- ‌حلف رأس المنافقين بالله كذبا:

- ‌تصديق القرآن زيد بن أرقم:

- ‌طلب عبد الله ابن رئيس المنافقين تولي قتل أبيه بنفسه:

- ‌حديث الإفك وتبرئة الله للسيدة عائشة الصديقة:

- ‌عظم فوائد هذا الحديث:

- ‌دعاء الفرج:

- ‌مفاخر عائشة وفضائلها:

- ‌نزول آية التيمم:

- ‌النهي عن العزل عن النساء:

- ‌تنبيه:

- ‌(23) غزوة الحديبية

- ‌سبب الخروج للحديبية:

- ‌استنفاره العرب للخروج معه إلى مكة:

- ‌خبر بسر بن سفيان الخزاعي عن قريش وصدّهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن مكة:

- ‌تجنّب الرسول صلى الله عليه وسلم لقاء قريش:

- ‌ما في هذه القصة من الحكم والفوائد:

- ‌معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم بفوران الماء من بين أصابعه:

- ‌معجزة أخرى بتكثير الطعام القليل:

- ‌بيعة الرضوان تحت الشجرة وسببها:

- ‌بعث خراش الخزاعي إلى قريش:

- ‌بعث قريش سفراءهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌كلام الحليس بن علقمة:

- ‌كلام بديل بن ورقاء الخزاعي:

- ‌كلام مكرز بن حفص:

- ‌عودة إلى كلام الحليس بن علقمة:

- ‌كلام عروة بن مسعود الثقفي:

- ‌عود عروة بن مسعود إلى قريش:

- ‌بعث قريش سهيلا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم للصلح:

- ‌ كتاب الصلح

- ‌حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في إمضاء هذه الشروط:

- ‌التحلل من إحرام العمرة:

- ‌فوائد قصة التحلل من إحرام الحديبية:

- ‌تنبيه:

- ‌البشارة بقبول عمرة الصحابة:

- ‌عُمَره صلى الله عليه وسلم:

- ‌شروط الصلح ظاهرها ضيم وباطنها عزّ للمسلمين:

- ‌أمر أبي جندل بن سهيل

- ‌موقف عمر وأبي بكر من شروط الصلح:

- ‌أمر أبي بصير الثقفي:

- ‌ما نزل في النساء المهاجرات:

- ‌نزول سورة الفتح:

- ‌عمرة القضاء:

- ‌(24) غزوة خيبر

- ‌منازل الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى خيبر:

- ‌انخذال غطفان عن اليهود:

- ‌دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على خيبر:

- ‌إعطاء الراية لعلي بن أبي طالب:

- ‌تترّس عليّ بباب الحصن:

- ‌فائدتان

- ‌الراية واللواء

- ‌حصون خيبر:

- ‌فائدة:

- ‌قتل قاتل محمود بن مسلمة الأنصاري:

- ‌مقتل مرحب اليهودي:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌استنشاد الرسول صلى الله عليه وسلم عامر بن الأكوع:

- ‌استشهاد عامر بن الأكوع:

- ‌شهداء الصحابة خمسة عشر في خيبر:

- ‌استشهاد يسار الراعي:

- ‌(25) غزوة وادي القرى

- ‌(26) غزوة مؤتة

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للجيش:

- ‌بكاء عبد الله بن رواحة خوفا من النار:

- ‌تشجيع ابن رواحة الجيش على لقاء هرقل:

- ‌استشهاد زيد وجعفر وابن رواحة:

- ‌تأمر خالد بن الوليد:

- ‌انتصار جيش المسلمين:

- ‌التعريف بالأمراء الثلاثة:

- ‌زيد بن حارثة:

- ‌مناقب زيد:

- ‌ مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌جعفر بن أبي طالب:

- ‌عبد الله بن رواحة:

- ‌(27) غزوة الفتح الأعظم

- ‌تاريخ هذه الغزوة وسببها:

- ‌قدوم عمرو بن سالم الخزاعي على الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌بعث الرسول صلى الله عليه وسلم ضمرة إلى قريش إعذارا لها:

- ‌بعث قريش أبا سفيان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌ما كان من هند لزوجها أبي سفيان:

- ‌كتاب حاطب بن أبي بلتعة لقريش:

- ‌فائدة:

- ‌قصة عبد الله بن أبي أمية وإعراض الرسول صلى الله عليه وسلم عنه:

- ‌قصة أبي سفيان بن الحارث وإعراض الرسول صلى الله عليه وسلم عنه:

- ‌شفاعة أم سلمة فيهما:

- ‌خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة بجيشه:

- ‌تاريخ أنصاب الحرم:

- ‌إرهاب قريش بإيقاد عشرة آلاف نار:

- ‌فزع أبي سفيان من جيش المسلمين:

- ‌قصة إسلام أبي سفيان وما كان من العباس معه:

- ‌استعداد حماس بن قيس لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم ثمّ انهزامه:

- ‌قصة ابن أبي سرح رضي الله عنه:

- ‌قصة هبّار بن الأسود رضي الله عنه:

- ‌مثل من رأفة الرسول صلى الله عليه وسلم وحسن معاملته:

- ‌جزاء المطيعين لله الجنة:

- ‌قرب العبد من ربه وقرب الرب من عبده:

- ‌حديث البطاقة:

- ‌عطف الرسول صلى الله عليه وسلم على هبار بن الأسود:

- ‌رضاء الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان بعد إسلامه وإكرامه إياه:

- ‌عطف الرسول صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي أميّة وأبي سفيان بن الحارث وأهل مكة:

- ‌هل فتح مكة كان عنوة أو صلحا

- ‌مناظرة الإمام الشافعي مع ابن راهويه في مكة:

- ‌إخبار الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما قاله الأنصار بعد الفتح:

- ‌إخبار الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما تحدثت به قريش عند أذان بلال:

- ‌إخبار الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما قاله فضالة بن عمير:

- ‌تحطيم الأصنام حول الكعبة:

- ‌خلود سدانة الكعبة في بني طلحة:

- ‌(28) غزوة حنين في شوال سنة ثمان

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌معارضة دريد بن الصمّة لمالك بن عوف النصري:

- ‌الملائكة وعيون مالك بن عوف:

- ‌تعرّف الرسول صلى الله عليه وسلم أخبار القوم:

- ‌استعارة الرسول صلى الله عليه وسلم أدرعا وسلاحا من صفوان بن أميّة:

- ‌التحام القتال وثبات الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه:

- ‌رجوع المسلمين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد التفرق ثمّ انتصارهم:

- ‌قصة أم سليم بنت ملحان:

- ‌مدد الملائكة للمسلمين:

- ‌رمي الرسول صلى الله عليه وسلم وجوه المشركين بالحصباء:

- ‌معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌حكم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنّ من قتل قتيلا فله سلبه:

- ‌هزيمة المشركين:

- ‌ذكر بعض من ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم يوم هوازن:

- ‌قصة شيبة بن عثمان العبدري وإسلامه بعد قصده الغدر بالرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌القول في فرار من فرّ من الصحابة في هذه الغزوة:

- ‌الغنائم والسبي:

- ‌قدوم وفد هوازن على الرسول صلى الله عليه وسلم، وردّه السبي إليهم:

- ‌قصة الشيماء بنت الحارث:

- ‌سخاؤه صلى الله عليه وسلم في عطاياه:

- ‌عطاؤه صلى الله عليه وسلم للمؤلّفة قلوبهم:

- ‌عطاؤه صلى الله عليه وسلم لعمّه العباس:

- ‌موقف الأنصار ورضاهم بما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد خطبته فيهم:

- ‌بعث أبي عامر الأشعري إلى أوطاس:

- ‌دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي عامر:

- ‌(29) غزوة الطائف

- ‌تحصن ثقيف بحصنهم في الطائف:

- ‌ضرب المسلمين حصونهم بالمنجنيق:

- ‌إباء الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء على ثقيف:

- ‌تحرير الرسول صلى الله عليه وسلم من خرج إليه مسلما من عبيدهم:

- ‌أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالرحيل إذ لم يؤذن له في الفتح هذا العام:

- ‌عمرة الرسول صلى الله عليه وسلم من الجعرانة:

- ‌(30) غزوة تبوك

- ‌سبب هذه الغزوة:

- ‌حث الرسول صلى الله عليه وسلم الأغنياء على الإنفاق في سبيل الله:

- ‌تجهيز عثمان ثلث الجيش:

- ‌عسرة المجاهدين:

- ‌البكاؤون للتخلف عن الجهاد:

- ‌موقف المعذّرين والمنافقين:

- ‌الثّلاثة المؤمنون المتخلفون:

- ‌قصة إبطاء أبي خيثمة وأبي ذرّ في الخروج:

- ‌تنبيه:

- ‌مرور الرسول صلى الله عليه وسلم بديار ثمود ونهيه عن شرب مائها:

- ‌قصة الرجلين اللذين خالفا النهي:

- ‌تنبيهان

- ‌الأوّل:

- ‌الثّاني:

- ‌آية وقعت بالحجر استجابة لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌استخلاف علي على المدينة:

- ‌جهالة الشيعة وافتراؤهم:

- ‌مقالة المنافق زيد بن اللّصيت:

- ‌قصة وديعة بن ثابت ومخشن بن حمير:

- ‌ما كان بعد الوصول إلى تبوك:

الفصل: ‌حديث الإفك وتبرئة الله للسيدة عائشة الصديقة:

والإفك في قفولهم ونقلا

أنّ التّيمّم بها قد أنزلا

والإيمان، والهدى، ووعدهم الوعد الجميل بما لهم في الآخرة من الفضل الجزيل، جمعنا الله بهم في مستقرّ رحمته بكرمه ومنّه، آمين.

‌حديث الإفك وتبرئة الله للسيدة عائشة الصديقة:

(والإفك) بكسر الهمزة، وسكون الفاء في اللغة المشهورة، وبفتحهما معا، هو الكذب، ومراده أنّ قصة الإفك على أمنا الصديقة، المبرأة من رب البرية، كان (في قفولهم) بضم القاف أي: رجوعهم من هذه الغزوة.

وحديث الإفك اتفق عليه الشيخان، قال العلّامة الفقيه عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري في «البهجة» :

(وألفاظهم فيه متقاربة، وقد كفاناها أبو عبد الله الحميدي في «الجمع بين الصحيحين» له، فرواه عنهما من حديث الزّهري عن عروة بن الزّبير، وسعيد بن المسيّب، وعلقمة بن وقاص اللّيثي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، من حديث عائشة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله ممّا قالوا.

قال الزّهري: وكلهم حدّثني طائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى له من بعض، وأثبت له اقتصاصا، وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدّثني عن عائشة، وبعض حديثهم يصدق بعضا، قالوا:

ص: 467

قالت عائشة: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا.. أقرع بين أزواجه، فأيّتهنّ خرج سهمها.. خرج بها معه.

قالت: فأقرع بيننا في غزاة غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجت معه بعد أن أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين.. آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذن بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلمّا قضيت من شأني.. أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع ظفار «1» قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه.

قالت: وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أنّي فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن- ومنهم من قال:

لم يهبّلن- ولم يغشّهن اللحم، إنّما يأكلن العلقة «2» من الطعام، فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رفعوه- ومنهم من قال: خفة الهودج- فاحتملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمرّ الجيش، فجئت منزلهم، وليس فيه أحد، - ومنهم من قال: فجئت

(1) الجزع: الخرز، وظفار مدينة باليمن قرب صنعاء.

(2)

ما فيه بلغة من الطعام إلى وقت الغداء.

ص: 468

منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب- فتيممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنّهم سيفقدوني فيرجعون إليّ.

فبينما أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطّل السّلميّ، ثمّ الذّكواني، قد عرّس من وراء الجيش، فادّلج «1» ، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني- وكان يراني قبل الحجاب- فاستيقظت باسترجاعه «2» حين عرفني، فخمّرت وجهي بجلبابي، والله ما يكلمني بكلمة، ولا أكلمه، وما سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة، حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرّسين- وفي رواية صالح بن كيسان وغيره:

موغرين في نحر الظهيرة- قالت: فهلك من هلك في شأني، وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبيّ ابن سلول.

فقدمنا المدينة، فاشتكيت بها شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ولا أشعر، ويريبني في وجعي أنّي لا أرى من النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنّما يدخل فيسلم، ثمّ يقول:«كيف تيكم» ثمّ ينصرف، فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر، حتى نقهت.

فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع، وهو متبرّزنا، وكنا

(1) ادّلج- بتشديد الدال-: سار من آخر الليل، وأدلج- بالتخفيف-: سار من أوله.

(2)

قوله: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ص: 469

لا نخرج إلّا ليلا، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرّز قبل الغائط، وكنا نتأذّى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فأقبلت أنا وأم مسطح- وهي ابنة أبي رهم بن المطّلب بن عبد مناف، وأمّها بنت صخر بن عامر، خالة أبي بكر الصدّيق، وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطّلب- حين فرغنا من شأننا نمشي، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها:

بئس ما قلت، أتسبّين رجلا شهد بدرا، فقالت: يا هنتاه، ألم تسمعي ما قال؟ قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي.

فلمّا رجعت إلى بيتي دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّم، وقال:«كيف تيكم؟» فقلت: أتأذن لي أن آتي أبويّ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت أبويّ، فقلت لأمي: يا أمّتاه؛ ماذا يتحدث الناس به؟ فقالت: يا بنية؛ هوّني على نفسك الشأن، فو الله؛ لقلّما كانت امرأة قطّ وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر.. إلّا أكثرن عليها، فقلت:

سبحان الله! ولقد تحدّث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة، حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع «1» ، ولا أكتحل بنوم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب

(1) أي: لا ينقطع.

ص: 470

وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي؛ يستشيرهما في فراق أهله.

قالت: فأمّا أسامة.. فأشار عليه بما يعلم من براءة أهله، وبالّذي يعلم في نفسه من الودّ لهم، فقال أسامة: هم أهلك يا رسول الله، ولا نعلم بهم والله إلّا خيرا، وأمّا عليّ بن أبي طالب.. فقال: يا رسول الله؛ لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال:«أي بريرة؛ هل رأيت منها شيئا يريبك؟» فقالت له بريرة: لا والذي بعثك بالحق نبيا، إن رأيت منها أمرا أغمصه «1» عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السّن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله.

قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه، فاستعذر من عبد الله بن أبيّ ابن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر:«من يعذرني من رجل «2» بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فو الله؛ ما علمت في أهلي إلّا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلّا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلّا معي» .

قالت: فقام سعد بن معاذ أحد بني عبد الأشهل، فقال:

(1) أي: أعيبه.

(2)

أي: من يقوم بعذري إذا كافأته على سوء صنيعه.

ص: 471

يا رسول الله؛ أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس..

ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج.. أمرتنا ففعلنا فيه أمرك.

فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكانت أم حسّان بنت عمه من فخذه، وكان رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية- ومنهم من قال: اجتهلته الحمية- فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على ذلك.

فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد بن معاذ، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنّه، فإنّك منافق تجادل عن المنافقين، فتبادر الحيّان: الأوس والخزرج، حتى همّوا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفّضهم حتى سكنوا وسكتوا.

قالت: وبكيت يومي ذلك، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، ثمّ بكيت ليلتي المقبلة، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتين ويوما، حتى أظن أنّ البكاء فالق كبدي.

قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينما نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلّم ثمّ جلس، قالت: ولم يجلس عندي من يوم قيل لي ما قيل

ص: 472

قبلها، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، فتشهّد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال: أمّا بعد يا عائشة:

فإنّه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرّئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثمّ تاب إلى الله.. تاب الله عليه.

قالت: فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته، قلص دمعي حتى ما أحسّ قطرة، فقلت لأبي: أجب عنّي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال: قال: والله؛ ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمّي: أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت أمّي: والله؛ ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وأنا جارية حديثة السنّ، لا أقرأ كثيرا من القرآن، فقلت: إنّي والله لقد علمت أنّكم سمعتم ما تحدّث الناس به، حتى استقرّ في أنفسكم وصدّقتم به، فلئن قلت:

إنّي بريئة- والله يعلم إنّي لبريئة- لا تصدّقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر- والله يعلم أنّي منه بريئة- لتصدّقني، فو الله؛ ما أجد لي ولكم مثلا إلّا أبا يوسف إذ قال: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ.

قالت: ثمّ تحولت فاضطجعت على فراشي، وأنا والله أعلم أنّي بريئة، وأنّ الله مبرّئي ببراءتي، ولكن ما كنت أظن أنّ الله ينزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من

ص: 473

أن يتكلّم الله فيّ بأمر يتلى- ومنهم من قال: فلأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم الله بالقرآن في أمري- ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرّئني الله بها، فو الله؛ ما رام «1» رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل الله على نبيّه صلى الله عليه وسلم، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنّه ليتحدّر منه مثل الجمان «2» من العرق في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه، فسرّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال:

يا عائشة؛ احمدي الله- ومنهم من قال: أبشري يا عائشة، أمّا الله فقد برّأك- فقالت لي أمّي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلّا الله، هو الذي أنزل براءتي.

فأنزل الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ. لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ. لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ. وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ

(1) رام يريم: فارق، والمصدر الريم.

(2)

الجمان- بضم الجيم- مفرده جمانة، وهي تعمل من الفضة كالدرة. اهـ «مختار»

ص: 474

عَظِيمٌ. إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ. يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ.

فلمّا أنزل الله هذا في براءتي.. قال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة؛ لقرابته منه وفقره-: والله؛ لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة ما قال، فأنزل الله تعالى: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فقال أبو بكر: بلى والله، إنّي لأحبّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه، وقال: والله؛ إنّي لا أنزعها منه أبدا «1» .

قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال: «يا زينب؛ ما علمت؟

ما رأيت؟» قالت: يا رسول الله؛ أحمي سمعي، والله؛

(1) بل في «معجم الطبراني الكبير» و «النسائي» : (أنّه أضعف له في النفقة التي كان يعطيه إيّاها قبل القذف) ذكره في «الحلبية» اهـ

ص: 475