الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: «أتحب ذلك؟» قال: نعم، فرفع يديه، فلم يرجعهما حتى خالت السماء فأظلت، ثم سكبت فملؤوا ما معهم، ثمّ ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر) اهـ
وهذا من جملة معجزاته صلى الله عليه وسلم في استجابة الدعاء، وفيه منقبة ظاهرة لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه؛ حيث أشار على النّبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، واستشاره صلى الله عليه وسلم.
قال في «شرح بهجة المحافل» عن البغويّ: (كان زادهم التمر المسوس «1» ، والشعير المتغير، وكان النفر منهم يخرجون ما معهم إلّا التمرات بينهم، فإذا بلغ الجوع أحدهم.. أخذ التمرة فلاكها حتى يجد طعمها، ثمّ يعطيها صاحبه فيمصّها فيشرب عليها جرعة ماء كذلك، حتى تأتي على آخرهم، فلا يبقى من التمرة إلّا النواة) .
البكاؤون للتخلف عن الجهاد:
ثمّ إنّ رجالا من خيار المسلمين لمّا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنفر المسلمين للغزو.. جاؤوا يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلهم ذو حاجة، ولا يحب التخلف عن مشهد خرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا أجد
(1) أي: الذي أصابه السوس؛ لأنّه من التمر الذي كاد أن يمر عليه الحول، أمّا الجديد.. فإنّ الثمار على رؤوس النخل الزهو والرطب ولمّا يك تمر بعد.
وقعد الباكون والمعذّرون
…
وعسكرت فربّت المنافقون
ما أحملكم عليه» فتولّوا وأعينهم تفيض من الدمع؛ حزنا ألّا يجدوا ما ينفقون، وإلى هذا أشار الناظم بقوله:
(وقعد) عن الخروج مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى تبوك (الباكون) لعدم قدرتهم على الخروج، ولم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه، وهم:
سالم بن عمير، وعلبة بن زيد، وعبد الرّحمن بن كعب الأوسي المازنيّ، والعرباض بن سارية السلمي، وهرمي بن عبد الله الواقفي، وعمرو بن عنمة الأنصاري، وعبد الله بن مغفّل المزني، وعبد الله بن عمرو المزنيّ، وعمرو بن الحمام بن الجموح، أخو عمير المستشهد ببدر من بني سلمة، ومعقل بن يسار المزنيّ، وحرميّ بن مازن، والنعمان بن مقرّن، وسويد بن مقرّن، ومعقل بن مقرن، وعقيل بن مقرن، وسنان بن مقرن، وعبد الرّحمن بن مقرن، وعبد الله بن مقرن «1» .
(1) هؤلاء السبعة بنو مقرن ممّن هاجر إلى المدينة وصحب، وأمرهم الأمراء، وفتحوا الفتوحات، ولا نعرف سبعة إخوة هاجروا إلى المدينة غيرهم. قال ابن مسعود رضي الله عنه: إنّ للنفاق بيوتا، وللإيمان بيوتا، وإن بيت بني مقرن من بيوت الإيمان. ونظم بعضهم هؤلاء السبعة بقوله:
قد فاز بالهجرة للمدينة
…
الإخوة السبعة من مزينه
عقيل معقل سنان وسويد
…
نعيم والفارس نعمان الشهيد
سابعهم عبد الإله وهموا
…
بنو مقرن الكرام إليهم