الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان ممّن بعثوه يسترد
…
نبيّنا مكرز عروة الحرد
«شرح المواهب» وقد أسلم بعد رضي الله عنه، ونسب الناظم ذلك إليهم؛ لرضاهم به (الثعلب) أي: المسمى بذلك (إذ أرسله) أي: الجمل (تحت) خراش بن أميّة (الخزاعي المغذ) بالميم المضمومة والغين المعجمة المكسورة؛ أي:
المسرع في سيره إلى قريش؛ ليعلمهم بأنّه صلى الله عليه وسلم إنّما قدم معتمرا، وكانوا أرادوا قتل خراش فمنعتهم الأحابيش، فخلّوا سبيله، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما لقي.
قال ابن إسحاق: (وحدّثني بعض أهل العلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أميّة الخزاعيّ، فبعثه إلى قريش بمكة، وحمله على بعير له يقال له الثعلب، ليبلغ أشرافهم عنه أنّه إنّما جاء معتمرا، فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله، فمنعته الأحابيش، فخلّوا سبيله، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بعث قريش سفراءهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:
ثمّ أراد الناظم أن يسمي بعض السفراء الذين بعثتهم قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليردوه عن دخول البيت الحرام، فقال:
(وكان ممّن بعثوه) أي: كفار قريش (يسترد نبينا) أي:
يطلب ردّ نبينا عن دخول مكة، وفاعل يسترد قوله:(مكرز) بكسر الميم، وهو ابن حفص من بني عامر بن لؤيّ.
قال في «الإصابة» : (لم أر من ذكره في الصحابة إلّا ابن حبّان بلفظ يقال: له صحبة) وقد تقدم في غزوة بدر.
قال ابن إسحاق: (فلمّا رآه- يعني مكرزا- رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال: «هذا رجل غادر» فلمّا انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلّمه.. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا ممّا قال لبديل وأصحابه، فرجع إلى قريش وأخبرهم بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم اهـ
وكان بديل بن ورقاء الخزاعي «1» قد أتاه في رجال من خزاعة فكلّموه، وسألوه ما الذي جاء به، فأخبرهم عليه الصلاة والسلام:«أنّه لم يأت يريد حربا، وإنّما جاء زائرا للبيت ومعظّما لحرمته» .
واعلم: أنّ مقتضى ما في «سيرة ابن إسحاق» أنّ بعث قريش لمكرز بعد بعث بديل، كما أنّهم بعثوا بعد مكرز الحليس الحارثيّ، ثمّ عروة بن مسعود، خلافا لما يوهمه كلام الناظم هنا.
نعم؛ صحّ: أنّ سهيلا جاء إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل انصراف مكرز من عنده، ويجمع بين هذا وبين ما يأتي من رواية ابن إسحاق، بأنّ مكرزا رجع إلى قريش، فأخبرهم
(1) وقد أسلم يوم الفتح بمر الظهران، وشهد حنينا والطائف وتبوك، وقيل: أسلم قبل الفتح.
بقوله صلى الله عليه وسلم، ثمّ جاء مع سهيل في الصلح هو وحويطب، كما رواه الواقديّ وابن عائذ، فكأنّ مكرزا سبق سهيلا في المجيء، فكلّم المصطفى، فجاء سهيل.
وأمّا (ثمّ) في رواية ابن إسحاق، في قوله:(ثمّ بعثوا الحليس، ثمّ بعثوا عروة) فإنّما هي للترتيب الذّكري، فلا تعارض رواية الصحيح، وإلّا.. فما في الصحيح أصحّ، ذكر هذا الجمع العلّامة الزّرقاني.
فقوله (عروة) معطوف بحذف العاطف، وهو ابن مسعود بن معتّب الثّقفيّ «1» (الحرد) : العزيز المنيع، وهو بوزن نمر.
(1) قال الحافظ: (هو عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي، عم والد المغيرة بن شعبة، وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف، أخت آمنة، وكان أحد الأكابر من قومه، له اليد البيضاء في تقرير الصلح، وهو مستوفى في «البخاري» وترجمه ابن عبد البر بأنّه شهد الحديبية، وهو كذلك، لكن في العرف: إذا أطلق على الصحابي أنّه شهد غزوة كذا.. يتبادر أنّ المراد أنّه شهدها مسلما، فلا يقال: شهد معاوية بدرا؛ لأنّه لو أطلق ذلك.. ظن من لا خبرة له- لكونه عرف أنّه صحابي- أنّه شهدها مع المسلمين، وعند مسلم من حديث جابر مرفوعا: «عرض علي الأنبياء
…
» فذكر الحديث، قال:«ورأيت عيسى، فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود» . وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب وأبو الأسود عن عروة، وكذلك ذكره ابن إسحاق، يزيد بعضهم على بعضهم: (أنّ أبا بكر لمّا صدر من الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود الثقفي على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفي رواية ابن إسحاق: أنّه اتبع أثر النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا انصرف من الطائف، فأسلم، واستأذنه أن يرجع إلى قومه، فقال:«إنّي أخاف أن يقتلوك» قال: لو وجدوني نائما.. ما أيقظوني، فأذن له فرجع، فدعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم، فعصوه، وأسمعوه من الأذى، فلمّا كان من السحر.. قام على-