الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالّذي عليه قبل أشفقا
…
نبيّنا ثمّ ارتجى أن يطلقا
فجاء عثمان رضي الله عنه، فلمّا نظر إليه.. قال:
أهلكتني، وأهلكت نفسك، فقال: يا بن عمّ؛ لم يكن أحد أمسّ بي منك رحما، فأجرني، فأدخله عثمان رضي الله عنه منزله، وجعله في ناحية.
ثمّ خرج عثمان رضي الله عنه؛ ليأخذ له أمانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:«إنّ معاوية بالمدينة، فاطلبوه» فدخلوا منزل عثمان رضي الله عنه، فأشارت إليهم أمّ كلثوم بأنّه في ذلك المكان، بعد أن علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك، فأخرجوه، وأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بقتله، فقال عثمان: يا رسول الله؛ والذي بعثك بالحق، ما جئت إلّا لآخذ له أمانا، فهبه لي، فوهبه له، وأجّله ثلاثا، وأقسم أنّه إن وجده بعدها.. قتله، وخرج صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد، فأقام معاوية ثلاثا؛ ليستعلم أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليأتي بها قريشا، فلمّا كان باليوم الرابع.. عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فخرج معاوية هاربا، فقال صلى الله عليه وسلم:«إنّكم ستجدونه بموضع كذا وكذا، فاقتلوه» فأدركه زيد بن حارثة، وعمّار بن ياسر، فقتلاه.
مقتل أبي عزة الجمحي الهجّاء للرسول صلى الله عليه وسلم:
(وبالذي) معطوف على قوله: (بجد عبد الملك) أي:
ثانية أن كان ذا بنات
…
وهو أبو عزّة ذو الهنات
وفتكوا أيضا بأبي عزة الذي (عليه) يتعلق بقوله: (أشفق)(قبل) أي: قبل هذا اليوم (أشفقا نبيّنا) نبيّ الرحمة صلى الله عليه وسلم، وذلك: أنّه عليه الصلاة والسلام ظفر به يوم بدر، وأسره، فقال: يا رسول الله؛ إنّي فقير ذو عيال وحاجة كما تعلم، فامنن عليّ.. منّ الله عليك، فرحمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأطلقه من غير فداء، وكان شاعرا يشتغل بسبب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ويستفزّ الناس للقتال، وكان عاهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم في يوم بدر أن لا يعود إلى شيء من ذلك، فلمّا منّ عليه.. رجع إلى مكة، ونقض العهد، واشتغل بما كان مشتغلا به قبل من السبّ، والهجاء، فلمّا كان يوم أحد.. خرج مع المشركين وهو على ذلك الحال، فلمّا نزل المشركون بحمراء الأسد.. نزل معهم، ثمّ ساروا، وتركوه نائما، فأدركه المسلمون، وأسروه، وكان الذي أسره عاصم بن ثابت رضي الله عنه، فلمّا ظفر به النّبيّ صلى الله عليه وسلم.. قال: يا رسول الله؛ أقلني، وامنن عليّ، ودعني لبناتي، وأعاهدك أن لا أعود، هذا ما أشار له بقوله:(ثمّ ارتجى) أي: أمّل (أن يطلقا) مرة (ثانية) لأجل (أن كان ذا بنات وهو) أي: صاحب تلك الفعلة القبيحة، والحالة الشنيعة (أبو عزّة) عمرو بن عبد الله بن وهب الجمحيّ (ذو الهنات) جمع هنة، بفتح الهاء فيهما: الأخبار المكروهة.