الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على تخلّف بطيبة علي
…
خصّ بسهمين بسهمه العلي
يطوف به الهلاك من آل هاشم
…
فهم عنده في نعمة وفواضل
قال عليه الصلاة والسلام: «أجل» .
استخلاف علي على المدينة:
واعلم: أنّه عليه الصلاة والسلام استخلف علي بن أبي طالب على المدينة وعلى أهله، فكان كمن حضرها؛ فلذلك ضرب له النّبيّ صلى الله عليه وسلم بسهم، وأعطى جبريل سهمه له، وإلى هذا يشير الناظم بقوله:
(على تخلّف بطيبة علي) على الناس وعلى عياله، كما رجّحه الزرقاني في «شرح المواهب» ونقل ذلك عن الحافظ العراقي، وقال: رواه عبد الرزاق في «مصنفه» بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا خرج إلى تبوك.. استخلف على المدينة علي بن أبي طالب) .
وروى الحاكم في «الإكليل» من مرسل عطاء أنّه قال:
«يا علي؛ اخلفني في أهلي، واضرب، وخذ، وعظ» ثمّ دعا نساءه فقال: «اسمعن لعلي وأطعن» .
وأخرج ابن إسحاق عن سعد بن أبي وقاص قال:
(خلف صلى الله عليه وسلم عليا على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون، وقالوا: ما خلفه إلّا استثقالا
له، وتخفّفا منه، فأخذ عليّ سلاحه، ثمّ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجرف فقال: يا نبيّ الله؛ زعم المنافقون أنّك إنّما خلفتني؛ لأنّك استثقلتني وتخففت مني، فقال:«كذبوا، ولكن خلفتك لما تركت ورائي، فارجع في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» فرجع إلى المدينة، ومضى صلى الله عليه وسلم على سفره) .
وفي «الصحيحين» من حديث سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك، واستخلف عليا فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟
قال: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» ) قال في «شرح المواهب» : (زاد أحمد:
فقال عليّ: رضيت ثمّ رضيت ثمّ رضيت) فقوله: (استخلف عليا) ظاهر في أنّه على المدينة، وتأيّد هذا الظاهر بورود هذه اللفظة في نفس حديث سعد في «مصنّف عبد الرزاق» والروايات يفسّر بعضها بعضا، لا سيّما والمخرج متحد، ومن ثمّ جزم الحافظ العراقي بعزوه لهما استخلافه على المدينة، ورجّحه الحافظ ابن عبد البر، وتبعه الحافظ ابن دحية، وقطع به القسطلانيّ في «شرح البخاري» لأنّ ما في أرفع الصحيح لا معدل عنه.
وقول الناظم: (على تخلف) يتعلق بقوله: (خصّ) مبنيا للمفعول؛ أي: خصه النّبيّ صلى الله عليه وسلم على