الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستبدلت هند من اللآلي
…
قلائدا من آنف الرّجال
وطوّقت وحشيّها الفريدا
…
وأدبرت تردّد النّشيدا
تمثيل هند بنت عتبة بالشهداء:
(واستبدلت هند) بنت عتبة بن ربيعة المتقدم في بدر «1» (من اللآلي) جمع لؤلؤة: الدر (قلائدا) : جمع قلادة، وهي ما يجعل في العنق؛ يعني: أنّها جعلت (من آنف الرجال) قلائد بدلا من اللآلي، وآنف على أفعل: جمع أنف.
قال ابن إسحاق: (ووقفت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها يمثّلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدعن: أي يقطعن الآذان، والأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما «2» وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطها وحشيا كما قال: (وطوقت وحشيّها الفريدا) ، وهو الدر إذا نظم وفصّل بغيره، أي: ألبسته الفريد، وجعلته طوقا في عنقه، وأضيف إليها، إمّا لأنّه لبني عبد مناف، وهي من رؤسائهم يومئذ بمكّة، أو لرضاها عنه يومئذ حتّى جعلته كالابن، أو لغير ذلك.
(1) أسلمت في الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة، وشهدت معه اليرموك، روى الأزرق وغيره: أنّها لما أسلمت جعلت تضرب صنمها في بيتها بالقدوم فلذة فلذة، وتقول: كفاني غرورا. روى عنها ابنها معاوية وعائشة، وماتت سنة أربع عشرة.
(2)
بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة: الخلاخيل، واحدها: خدمة.
نحن جزيناكم بيوم بدر
…
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
…
ولا أخي وعمّه وبكر
(وأدبرت تردّد النشيدا) بأعلى صوتها، وتقول:
(نحن جزيناكم بيوم بدر
…
والحرب بعد الحرب ذات سعر «1»
ما كان عن عتبة لي من صبر
…
ولا أخي وعمّه وبكر «2» )
وبعده:
شفيت نفسي وقضيت نذري
…
شفيت وحشيّ غليل صدري «3»
فشكر وحشيّ عليّ عمري
…
حتى ترمّ أعظمي في قبري «4»
قال في «روض النّهاة» : (ليس بكرها حنظلة بن أبي سفيان، ولا قيس بن الفاكه، كما يزعم بعض الجهلة؛ لأنّ حنظلة أمه صفية بنت أبي العاص عمة عثمان، وأمّا قيس بن الفاكه.. فأمه أم عثمان بنت عم أبيه الفاكه، وهند أول ما ولدت من الرجال: أبان بن حفص بن المغيرة، لكن
(1) بضم السين والعين، وفيها التسكين أيضا، وهو المناسب هنا؛ أي: والحرب ذات التهاب.
(2)
بكسر الباء، تريد حنظلة بن أبي سفيان الذي هو كأول أولادها.
(3)
الغليل- بالغين المعجمة-: العطش، وأيضا: حرارة الجوف.
(4)
ترم- بفوقية مفتوحة فراء مكسورة- أي: تبلى أعظمي.
لم نقف على أنّه قتل يوم بدر، ولا على نفيه عنه) اهـ
وأجابتها هند بنت أثاثة بن عبّاد بن المطلب المطلبية، أخت مسطح بقولها:
خزيت «1» في بدر وبعد بدر
…
يا بنت وقاع عظيم الكفر
صبّحك الله غداة الفجر
…
ملهاشميين «2» الطوال الزّهر
بكل قطّاع «3» حسام يفري
…
حمزة ليثي وعليّ صقري
إذ رام شيب وأبوك غدري
…
فخضبا منه ضواحي النحر «4»
ونذرك السّوء فشرّ نذر
قال في «شرح المواهب» : (قال الحافظ أبو الرّبيع في «الإكتفاء» : هذا قول هند والكفر يحنقها، والوتر يقلقها،
(1) خزيت- بخاء معجمة فزاي- والخزي: الذلة والإهانة، والوقاع- بتشديد القاف: الكثير الوقوع في الدنايا.
(2)
بميم مكسورة، فلام ساكنة: أصله (من الهاشميين) ، فحذفت النون لالتقاء الساكنين، والزهر- بضم الزاي المشددة- أي: البيض.
(3)
الحسام- بضم الحاء المهملة-: السيف القاطع، ويفري- بالتحتية المفتوحة- أي: يقطع.
(4)
رام بمعنى: طلب، وفاعله (شيب) مرخم من شيبة في غير النداء، وهو جائز، وخضب بالضاد المعجمة المشددة- وضواحي النحر: ما ظهر منه.