الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن هشام قال لا أو نردا
…
بدرا فننحر ونرهب العدا
لبني زهرة، قال في «الروض» : ويقال: إنّه ما ساد حليف غيره، وقوله:(بني زهرة) معمول لقوله: (رد) يعني: أنّ الأخنس قال: يا بني زهرة؛ قد نجى الله أموالكم، وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل، وإنّما نفرتم لتمنعوه وماله، فاجعلوا بي جبنها، وارجعوا؛ فإنّه لا حاجة لكم في محمّد وأصحابه، لا ما يقول هذا، يريد أبا جهل، فرجعوا ولم يشهدها زهري «1» (وازداد) بذلك (علا) في الجاهلية.
قال في «روض النهاة» : إلّا أنّه نافق في إسلامه، ونزلت فيه وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا الآية.
وقيل سبب ردّه لهم: أنّه خلا بأبي جهل حين تراءى الجمعان، فقال: أترى محمّدا يكذب؟ فقال: كيف يكذب على الله، وقد كنا نسميه الأمين؟! لأنّه ما كذب قط، ولكن إذا اجتمعت في بني عبد مناف السّقاية والرّفادة والمشورة، ثمّ تكون فيهم النبوة، فأي شيء بقي لنا؟ فحينئذ انخنس؛ أي:
رجع ببني زهرة، وكان اسمه أبيّا، فسمّي الأخنس بذلك.
إصرار أبي جهل على عدم رجوع قريش:
(و) الخبيث اللعين أبو جهل (ابن هشام) بتسمية النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وتقول له العرب: أبا الحكم (قال)
(1) قال المناوي: (ورجعت بنو عدي، فصادفهم أبو سفيان، فقال: لا في العير، ولا في النفير، قالوا: أنت أرسلت إلى قريش أن ترجع) اهـ
فطاوعوه ومضوا وباتوا
…
بشرّ ما بات به بغاة
عن كثب وأصبحوا بوحل
…
ثبّطهم وبات خير مرسل
بخير ليلة وأصبح على
…
أثبت أرض للخطا وارتحلا
لما أرسل إليهم أبو سفيان أن يرجعوا، فأراد أصحابه الرجوع لنجاة العير:(لا) نرجع (أو) أي: إلّا أن (نرد بدرا) وكانت من مواسم العرب، تجتمع لهم به سوق كل عام (فننحر) الجزر ونشرب الخمر، وتعزف عليه القيان، (ونرهب العدا) وتسمع بنا العرب.
(فطاوعوه) أي: أبا جهل (ومضوا) لسبيلهم.. حتى أتوا بدرا، ونزلوا بالعدوة القصوى (وباتوا بشر ما) أي: حال (بات به بغاة) جمع باغ، بمعنى ظالم، من السهر والريح والبرد والجزع، وإنما وصفهم بالظلم؛ لأنّهم أهله، ويتعلق بقوله:(عن كثب) أي: قرب.
نزول المطر يوم بدر نعمة على المسلمين ونقمة على المشركين:
(وأصبحوا بوحل) بفتح الواو والحاء المهملة؛ أي:
فيه، وهو الطين الرقيق ترتطم فيه الدّواب، ولا تكاد تخرج منه (ثبّطهم) أي: عوّقهم الوحل عن المسير (وبات خير مرسل) صلى الله عليه وسلم (بخير ليلة) من الأمن والعافية، ولما احتلم أصحابه ليلتئذ.. أرسل الله عليهم السحاب، فتطهّروا بها، ولبّدت لهم الأرض، وكانت دهسا؛ أي:
سهلة لينة، كما قال:(وأصبح على أثبت أرض للخطا) بضم الخاء، وهو جمع خطوة: ما بين القدمين (وارتحلا)