الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسهم جبريل وكان حضرا
…
وبذله به النّبيّ أمرا
تخلفه، دون غيره ممّن تخلف (بسهمين بسهمه العلي) لأنّه تخلف بأمره صلى الله عليه وسلم على المدينة.
(وسهم جبريل) عليه السلام (وكان) جبريل (حضرا) غزوة تبوك (وبذله) بالرفع على أنّه مبتدأ، وقوله:(به النّبي) بالنصب مفعول ل (أمر) مقدم عليه؛ أي: إعطاء السهم؛ أي: سهم جبريل (أمر) جبريل النّبيّ به لعليّ، فحاز عليّ رضي الله عنه السهمين: سهم على تخلفه وقيامه عنه بالمدينة على من بقي- رضي الله تعالى عنه- وسهم من جبريل.
وظهر بهذا أنّ الأجر على قدر الاتباع وامتثال- الأمر، كما نصّ عليه العلّامة الشيخ أحمد زروق في «قواعده» فقال:
(الأجر على قدر الاتباع، لا على قدر المشقة؛ لفضل الإيمان، والمعرفة والذكر والتلاوة، على ما هو أشد منها بكثير من الحركات الجسمانية) .
قلت: وهذا يدل على أنّه حصل من المسلمين قتال مع الكفار، حتى غنموهم وقسمت السهام، وهو مناف لما سيأتي، فترقّب.
جهالة الشيعة وافتراؤهم:
تنبيه:
لا دلالة للشيعة في التمسك بذلك الخبر، على أنّ علي بن
أبي طالب أحقّ بالخلافة من غيره من الصحابة؛ لأنّه عليه الصلاة والسلام بيّن وجه الاتصال بينه وبين عليّ في قوله:
«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» بقوله عليه الصلاة والسلام: «إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» أي: فالاتصال من ناحية الخلافة، لا من ناحية النبوّة.
ونحن معشر أهل السنة والجماعة نقول: إنّ هذه الخلافة خاصة في حياته عليه الصلاة والسلام، كما يستفاد من هذا الحديث؛ فإنّ هارون المشبّه به، إنّما كان خليفة في حياة موسى، ويزيد هذا تأييدا: أنّ هارون المشبّه به توفي «قبل موسى عليه الصلاة والسلام، قيل: بأربعين سنة، كما حكاه في «شرح المواهب» عن المصنف، أو بسنة كما هو أحد قولي البيضاويّ.
وليعلم: أنّ مذهب الشيعة مبني على أوهام وعقائد لا تتفق مع العقائد السليمة الصحيحة، شأن كل بدعيّ، وأنشد بعض الشيعة بما يدل على خبث بواطنهم في الصحابة الكرام المعدلين من قبل الحق تعالى قبل بروزهم إلى عالم الوجود وحقّ لهم ذلك، فإنّ الوجود لم يشاهد مثلهم في جماعات الكمالات والخير، حتى قال بعضهم: لو لم يكن لهذا النّبيّ الكريم من الآيات على صدقه إلّا أصحابه.. لكفى، رضي الله عنهم، وجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته آمين- فقال: